مقديشو – «وكالات»: هددت ما تسمى دولة جوبالاند الصومالية باتخاذ «إجراءات عاجلة قوية» ضد الحكومة الصومالية الفدرالية، أبرزها سحب وزرائها وأعضاء البرلمان المنحدرين منها من الحكومة، وانسحابها من النظام الفدرالي بإعلان انفصالها عن البلد. وذلك «إذا لم تعدل الحكومة عن مواقفها العدائية حيال مناطق جوبا». ولم تعلق الحكومة بعد على هذه المواقف.
وقال الناطق الرسمي باسم «دولة جوبالاند» عبد الناصر سيرار -في مؤتمر صحفي عقده في كيسمايو أمس الاول- إنهم مضطرون لإعلان انسحابهم من النظام الفدرالي، وبناء ما سماه نظاما سياسيا لاعلاقة له بالحكومة، «إذا لم توقف الأخيرة تصرفاتها العدوانية حيال دولة جوبالاند».
من جانبه، أكد رئيس مؤتمر جوبالاند السابق محمد إبراهيم عزمهم التوجه بجدية نحو الاستغناء عن مقديشو باتخاذهم قرارات وصفها بالمصيرية والإستراتيجية، والتي قال إنها ستغير المعادلة السياسية لصالحهم، وهي «إعادة تقييم علاقة دولة جوبالاند مع مقديشو، ردا على تدخلها السافر في شؤوننا».
وهيمنت مسألة اتخاذ مواقف أكثر تشددا حيال الحكومة الصومالية -وأقلها وقف الحوار معها- على الجلسات الخاصة والعامة في مدينة كيسمايو. ورأى البعض ضرورة المضي قدما على طريقة ما يسمى جمهورية أرض الصومال بالانفصال عن الوطن.
وأعلن سيرار استعدادهم لمواجهة الحكومة الصومالية بالقوة العسكرية إذا تطلب الأمر ذلك، وعبر عن ثقته بقدرتهم على الدفاع عما سماها دولة جوبالاند، قائلا إنهم «سيضربون بيد من حديد كل من يحاول تخريب أمن جوبالاند». وقال إنهم تفادوا في المرحلة الماضية التصادم مع مقديشو قولا أو فعلا بسب قتالهم ضد حركة الشباب المجاهدين التي وصفها بالإرهابية.
وأضاف سيرار قائلا: «ولكن من الآن نحن مستعدون لخوض مواجهات عسكرية مع الحكومة الصومالية للدفاع عن كيان دولة جوبالاند».
وتحدث سيرار باسهاب عن امتالكهم ما اعتبرها أدلة دامغة قال إنها تؤكد سعي الحكومة الصومالية صراحة لإرسال وفود سياسية وعسكرية موالية لها إلى كيسمايو بغرض «تفكيك القوات الصومالية الموحدة في كيسمايو، وخلق فتن بين سكان المدينة».
كما اتهم الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود بإعلان الحرب على ما سماه مشروع جوبالاند بطريقة مباشرة وغير مباشرة، ونشر معلومات «خاطئة» عن كيسمايو وتقديمها إلى المجتمع الدولي.
وحثت إدارة أرض جوبالاند في بيان صحافي الحكومة الصومالية والهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا «الإيغاد» والاتحاد الأفريقي، والمجتمع الدولي على «تكريس كل جهودهم وطاقاتهم من أجل محاربة حركة الشباب المجاهدين، وعدم إضاعة الوقت والموارد في الصراع غير المبرر في كيسمايو».
وكان الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود جدد -في كلمة ألقاها في قمة دول إيغاد في عاصمة أثيوبيا أديس أبابا الجمعة الماضي- عدم اعترافه بإدارة إقليم جوبالاند «لمخالفتها الدستور الانتقالي الفدرالي»، كما حذر من عودة العنف القبلي مجددا إلى كيسمايو، ولم يستبعد أن تستفيد حركة الشباب المجاهدين من الوضع الحالي.
كما أكدت وزيرة الخارجية الصومالية فوزية حاج آدم تأييد «إيغاد» لموقف الحكومة الصومالية الرافض لإنشاء إدارات إقليمية، خارج إدارة الحكومة، وأنها تتعارض مع الدستور، وهو ما أغضب إدارة جوبالاند.
ويذكر أن شوارع مدينة كيسمايو شهدت تحركا عسكريا عقب إعلان سيراراستعدادهم للدفاع عن ما تسمى دولة جوبالاند الصومالية.
ورفض سيرار بشدة انتقادات الحكومة الصومالية الموجهة إلى القوات الكينية المتمركزة في كيسمايو، ووصفها بأنها غير مبررة، وقال إنها جزء من قوات حفظ السلام الأفريقية، وهي دولة مجاورة للصومال دخلت البلد «بطريقة شرعية، وستنسحب بطريقة شرعية أيضا».
وتساءل سيرار عن سبب عدم توجيه الحكومة الصومالية انتقادات مشابهة إلى القوات الأوغندية، والجيبوتية، والبوروندية. وفي هذا السياق امتدح كينيا لما اعتبره دورها في تحرير مدينة كيسمايو. مع العلم أن الحكومة الصومالية تتهم القوات الكينية بانحيازها إلى جانب إدارة جوبالاند الإقليمية.
وفي سياق متصل، تم تأجيل زيارة وفد وزاري حكومي برئاسة وزير الدفاع عبد الحكيم إلى مدينة كيسمايو أمس الاول، نتيجة التوتر السياسي المتصاعد بين الجانبين، كما لايزال عبد الرزاق خليف علمي نائب رئيس هيئة للقوات المسلحة الصومالية وثمانية مرافقين له يتواجدون في مطار كيسمايو الدولي منذ يومين عقب رفض إدارة جوبالاند السماح لهم بدخول المدينة.
وعلى صعيد منفصل قالت حركة الشباب الإسلامية الصومالية المتشددة امس إن مسلحيها قتلوا ثمانية كينيين بينهم أفراد من الشرطة في غارة عبر الحدود واصطحبوا رهينتين الى الصومال.
وأكد مسؤول كيني أن رجلي شرطة قتلا وأن اثنين مفقودان لكنه لم يستطع تأكيد ما اذا كانا اختطفا خلال الهجوم الذي وقع ليل السبت.
وقال الشيخ عبد العزيز أبو مصعب المتحدث باسم جناح العمليات العسكرية لحركة الشباب «توغلنا 35 كيلومترا داخل كينيا وأحرقنا قاعدتهم داماجالي الليلة الماضية».
كما نشرت حركة الشباب بيانا على موقع للتواصل الاجتماعي قالت فيه إن الطرف المهاجم قتل ثمانية اشخاص وأسر اثنين اصطحبهما معه عبر الحدود.
وقال البرت كيماثي مفوض منطقة داداب قرب الحدود الصومالية إن المتمردين شنوا هجومين متزامنين على مواقع للشرطة. وأضاف أن أربعة اشخاص بينهم اثنان من الشرطة قتلا وأصيب اثنان.
وأردف قائلا «فقدنا ضابطين ايضا ربما يكونان قد هربا».
وتشارك القوات الكينية ضمن قوة حفظ السلام التابعة للاتحاد الافريقي التي تقاتل متمردي الشباب المرتبطين بتنظيم القاعدة.
وضعفت حركة الشباب في العامين الماضيين ففقدت مقديشو وأجزاء من وسط وجنوب الصومال لصالح القوة الافريقية لكن المتمردين استطاعوا شن هجمات عبر الحدود مع كينيا.