
عواصم – «وكالات»: اشتدت المعارك امس في القصير بريف حمص بين قوات النظام مدعومة بحزب الله اللبناني وعناصر الجيش الحر، لاسيما في الجهة الغربية والجنوب الغربي من المدينة.. وأعداد الضحايا والدمار الكبير لا تحصى.
وفيما أعلن الجيش الحر تصديه لهجوم جديد لقوات النظام وحزب الله اللبناني لاستعادة بلدة القصير, يحاول النظام السوري إحراز تقدم عسكري استراتيجي قبيل انعقاد مؤتمر «جنيف 2»، وفق ما لمح إليه مصدر عسكري لموقع «داماس بوست» التابع للنظام.
وفي ظل تمشيط دوري يقوم به طيران النظام الحربي في سماء المدينة، وقصف مدفعي وصاروخي عشوائي تشنه قواته من على الجبهات المحاصرة لها، تحاول عناصر حزب الله اللبناني التوغل قدماً باتجاه اقتحام القصير، في ظل مقاومة عنيفة يلقونها من قبل عناصر الجيش الحر المنتشر في المدينة والمرابط حول مداخلها.
وقد أعلن الجيش الحر أنه نجح في صد هجوم ثانٍ لعناصر الحزب على الجبهة الشرقية للمدينة، وأنه قتل نحو 40 عنصراً بينهم 25 من حزب الله و15 من قوات النظام أثناء محاولتهم اختراق المدينة، كما أعلن الجيش الحر أنه سحب جثة جديدة لأحد عناصر حزب الله قتل خلال المعركة.
وفي الوقت ذاته وجه الجيش الحر رسالة الى حزب الله بوقف تدخله في سوريا بما في ذلك جبهة القصير.
واكد الجيش الحر في بيان أن حزب الله وضع كل قوته وقياداته العسكرية في جبهة القصير لأنه يعتبرها معركة فاصلة ومحورية.
كما نفى الجيش الحر وصول قوات النظام وسط المدينة، مؤكدا أن الاشتباكات تدور على أطرافها، وتوعد قوات النظام وعناصر حزب الله بمفاجآت.
وعلى وقع مخاوف دولية من اشتعال حرب طائفية في سوريا بزج حزب الله فيها، ومناشدات المعارضة السورية لفك الحصار عن مدينة القصير وتقديم الدعم العسكري للثوار، تستمر الحملة العسكرية العنيفة التي يشنها النظام وحزب الله لتحقيق تقدم استراتيجي في المدينة.
في وقت واصل فيه الجيش النظامي استهداف معظم مناطق البلاد قصفا بالطائرات والمدفعية والدبابات مما خلف ضحايا ودمارا هائلا، ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط 105 قتلى امس الاول في مناطق متفرقة من سوريا.
ويتزامن ذلك مع استمرار قصف جوي ومدفعي عنيف ومكثف على المدينة القريبة من الحدود اللبنانية أوقع عددا كبيرا من القتلى والجرحى من سكان القصير، وفق بيان الجيش الحر.
وفي المقابل قالت وكالة سانا السورية الرسمية إن الجيش النظامي أعاد «الأمن والاستقرار» في بعض أحياء مدينة القصير في ريف حمص.
وأفادت الوكالة أن الجيش أعاد الأمان إلى كامل الجهة الشرقية من القصير، بعد أن قضى على «مجموعات الإرهابيين وتدمير أوكارهم»، مضيفة أن الجيش فكك عددا من العبوات الناسفة في منطقة السوق وسط المدينة.
وبحسب مصدر عسكري سوري، سيطرت القوات النظامية على جنوب القصير وشرقها ووسطها، وتتابع تقدمها إلى شمالها.
من جهته، أفاد التلفزيون الرسمي أن القوات النظامية تتابع مطاردتها لمقاتلي المعارضة في الحارة الغربية والحارة الشمالية من المدينة.
وذكرت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من السلطات أن الجيش النظامي فرض سيطرته على غالبية المناطق الحيوية داخل المدينة، وأن عددا من قادة مقاتلي المعارضة فر إلى طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان.
وعلى الجبهات الأخرى، واصل الجيش النظامي استهداف معظم مناطق البلاد قصفا بالطائرات والمدفعية والدبابات، مما خلف ضحايا ودمارا هائلا.
فقد تعرضت الرستن في ريف حمص وحي الوعر في حمص نفسها لقصف عنيف، كما شن الطيران الحربي غارات على أحياء في دمشق وبلدات في ريفها، إضافة إلى دير الزور، بينما اشتبك مقاتلو المعارضة في أكثر من منطقة مع قوات النظام.
وفي حمص، قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن اشتباكات عنيفة تدور في محيط أحياء القرابيص وجورة الشياح وباب هود والوعر والخالدية وسط قصف عنيف ومكثف من قوات النظام التي تحاول اقتحام تلك الأحياء. كما شنت قوات النظام حملة دهم واعتقالات في حي كرم الشامي في المدينة نفسها، وفق شبكة شام.
وأفادت الهيئة العامة للثورة بأن صاروخ أرض أرض سقط أمس الاول على حي جورة الشياح مخلفا دمارا كبيرا.
وفي الريف الحمصي أفادت شبكة شام بأن الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة للنظام قصفت مدن الرستن والغنطو وتلبيسة وبساتين تدمر.
وفي حلب بدأت قوات المعارضة السورية عمليات اقتحام سجن المدينة المركزي بالدبابات والأسلحة الثقيلة، وذلك عقب انتهاء مهلة 48 ساعة كانت المعارضة قد منحتها عبر وسطاء لقوات النظام الموجودين داخل السجن لتسليمه بشكل سلمي. من جانبها قالت لجان التنسيق المحلية إن الجيش الحر استهدف في حلب فرع المخابرات الجوية ومواقع للنظام في منطقة «الليرمون»، كما تواصلت الاشتباكات قرب معمل الإسمنت. وأفادت اللجان بأن جيش النظام قصف بالطائرات والمدفعية محيط مطار منغ العسكري، ومدينة السفيرة بريف حلب.
أما في العاصمة دمشق، فأفادت شبكة شام ومجلس قيادة الثورة بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة حيي جوبر وبرزة وأحياء دمشق الجنوبية وسط اشتباكات في محيط حيي برزة والعسالي.
من جهته أفاد مصدر عسكري أن القوات النظامية تحقق تقدما في حي برزة بشمال العاصمة.
وأفاد المرصد عن اشتباكات عنيفة في الحي الذي يتعرض لقصف من القوات النظامية.
وفي ريف دمشق قصف طيران النظام مدينتي داريا ومعضمية الشام، وقصفت المدفعية الثقيلة وراجمات الصواريخ مدن وبلدات حوش عرب ووادي بردى وعربين وزملكا والزبداني وقدسيا ومخيم الحسينية والذيابية وعقربا وعدة مناطق بالغوطة الشرقية وسط اشتباكات عنيفة في مدن داريا ومعضمية الشام وحرستا ومحيط بلدة بيت سحم، كما تمكن الجيش الحر من السيطرة على حاجز المزابل بقرية حلبون بمنطقة القلمون. وشهدت بلدات بريف حماة وأحياء درعا ودير الزور قصفا واشتباكات، في حين قصف الطيران الحربي مدينة الرقة التي يسيطر عليها الثوار ومحيط الفرقة 17 بالرقة وسط اشتباكات عنيفة في محيط الفرقة بين الجيش الحر وقوات النظام. وفي الرقة أيضا قتل ثمانية أشخاص بينهم أمٌ وستة من أطفالها دون الرابعة عشر من العمر، في استهداف الطيران الحربي لمنزل قرب مركز البحوث جنوب المدينة.
وعلى صعيد ميدانى منفصل أكد الجيش السوري امس إنه دمر مركبة إسرائيلية عبرت خط وقف اطلاق النار في مرتفعات الجولان إلى الأراضي السورية، ويأتي ذلك بعد قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي تدمير مصدر نيران من الجانب السوري.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية بيان القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة بأن: « قواتنا المسلحة الباسلة تدمر عربة إسرائيلية بما فيها دخلت من الأراضي المحتلة وتجاوزت خط وقف إطلاق النار باتجاه قرية بئر عجم الواقعة في المنطقة المحررة من الأراضي السورية.»
وتابع البيان: «إن القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة إذ تضع أبناء شعبنا الأبي في صورة ما جرى من اعتداء صهيوني سافر تؤكد أن أي اختراق أو محاولة اختراق على سيادة البلاد سيتم الرد عليه فورا وبحزم ويخطىء من يظن أنه قادر على اختبار قوتنا وجاهزيتنا واستعدادنا»، طبقاً للمصدر. ويأتي التطور بعد قليل من إعلان الجيش الإسرائيلي إطلاق صاروخ على مصدر للنيران أسلحة خفيفة استهدفت مركبة عسكرية تابعة له في الجولان. وأصاب الرد الهدف بدقة. ونفى الجيش الإسرائيلي مزاعم سوريا بأن قواتها المسلحة دمرت مركبة اسرائيلية في مرتفعات الجولان.
وذكرت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي أن مركبة أصيبت بأضرار جراء اطلاق نيران من سوريا إلا أنه لم يصب أي من الجنود الإسرائيليين