
القاهرة – «وكالات»: ألمح مصدر عسكري مصري أن الفريق عبدالفتاح السيسي قرر تحرير الجنود السبعة المختطفين عقب اجتماعه بالرئيس المصري محمد مرسي واقتراب تحديد ساعة الصفر، يأتي ذلك رغم نفي الرئاسة المصرية تحديد موعدِ إطلاق عملية تحرير الجنود في سيناء. ووفق ما نسبته صحيفة «المصري اليوم» لمصدر عسكري، رفض ذكر اسمه، فقد تم تكليف اللواء أحمد وصفي قائد الجيش الثاني الميداني بقيادة العملية الذي قد يقوم الجيش بتنفيذها خلال ساعات الليل، لافتاً إلى أنه جرى تنسيق أمني مع الجانب الإسرائيلي حول كيفية الدخول إلى سيناء وأن الجيش المصري لن يتهاون في تحرير الجنود.
ومن جانبه اعتبر محافظ شمال سيناء أن تحرّك مدرعات القوات المسلحة بسيناء جسّ لنبض الشارع ومدى تقبل الأهالي لتلك القوات.
وفي الوقت نفسه، أرسل الجيش المصري مزيداً من تعزيزاته العسكرية إلى شبه جزيرة سيناء في الوقت الذي مازالت أزمة الجنود المختطفين السبعة تراوح مكانها.
وأكدت مصادر مطلعة أن رتلاً من المدرعات يتمركز حالياً بالقرب من قرية الخروبة على الطريق الدولي «العريش- الشيخ زويد».
وبحسب المصادر فإن درجة التأهب الأمني رُفعت بصورة كبيرة في العريش. كما وصلت إلى العريش قيادات عسكرية رفيعة المستوى يتقدمها قائد الجيش الثاني اللواء أحمد وصفي، وسط أنباء عن الاستعانة بعناصر من قوات العمليات الخاصة «الكوماندوز»، في حال صدر القرار بشن عملية عسكرية. وقد استقبل أهالي سيناء الحشود العسكرية بترحاب شديد ملوحين بعلامات النصر.
وعلى صعيد إدارة الأزمة، استمر موقف السلطات الأمنية المصرية الرافض لأي حوار مع الخاطفين، وأرجع محافظ شمال سيناء اللواء عبد الفتاح حرحور ذلك إلى عدم إعلان أي جهة مسؤوليتها عن حادث الاختطاف. لكنه أشار إلى وجود اتصالات غير مباشرة مع شيوخ و»عقال سيناء» للحصول على معلومات عن أي أشخاص من خارج القبائل يمكن أن يكونوا خيطا يوصل إلى الخاطفين. وقال حرحور إن الباب لا يزال مفتوحا أمام كافة الخيارات للتعامل مع الأزمة، وإنه تجري دراسة جدوى وتداعيات كل قرار، رافضا تحديد موعد زمني قاطع لبدء عملية عسكرية لتحرير الجنود المختطفين. وعلى صعيد الحراك الشعبي، يواصل شيوخ القبائل في سيناء إجراء حوارات موسعة مع الأجهزة الأمنية في محاولة للتوصل إلى الحل الأنسب لهذه الأزمة، يأخذ بعين الاعتبار طبيعة التعقيدات القبلية وصعوبة الوصول إلى أماكن الجنود المختطفين لوعورة التضاريس الجبلية.
وقال مجدي جلبانة أحد «عقال شمال سيناء» إن الحكمة تقتضي التمهل في اتخاذ قرار الحسم العسكري وحساب تكلفته البشرية والمادية، مشيرا إلى أن القيادات السياسية والعسكرية هي صاحبة القرار في الإقدام على هذه الخطوة.
وأضاف جلبانة أن المطلوب هو رؤية متكاملة تتضمن حزمة قرارات لمعالجة الأوضاع في سيناء تأخذ في الاعتبار المطالب العادلة بإعادة محاكمة عادلة للمتهمين في قضايا الاعتداء على قسم شرطة العريش وتفجيرات طابا، مشيرا إلى أن الرئيس المصري محمد مرسي سبق أن وعد بإعادة المحاكمة في أعقاب حادث رفح الذي أودى بحياة 15 جنديا في رفح أغسطس الماضي.
سياسيا وبعد أن أعربت الولايات المتحدة عن قلقها بخصوص توجيه تهمتي السب والقذف إلى صحافيين ينتقدان الرئيس المصري محمد مرسي، ودعت الحكومة إلى التنديد بالإجراءات المقيدة لحرية التعبير، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين في مصر أنها كلفت فريقاً إعلامياً، ممثلا للجماعة بزيارة المؤسسات والشخصيات الإعلامية والصحافية، لإقامة جسور من التواصل بين الإخوان ووسائل الإعلام، وتأسيس جديد للعلاقة بينهم.
وقال ياسر محرز المتحدث الإعلامي لجماعة الإخوان المسلمين إن الجماعة ستسعى من خلال هذه الزيارات لفتح صفحة جديدة من العلاقة مع وسائل الإعلام بمختلف توجهاتها، وفي مقدمتها وسائل الإعلام التي تتحامل على الجماعة بحسب قوله. وأشار في تصريحات إلى أن الجماعة تسعى في المرحلة المقبلة إلى إنهاء جميع الأزمات والخلافات التي تكونت خلال المرحلة الماضية بينها وبين بعض وسائل الإعلام على خلفية التعاطي مع بعض أخبار الجماعة. وتابع محرز «نهدف كذلك إلى أن تكون المعلومات المنشورة عن الجماعة دقيقة وخالية من الإشاعات، ونسعى إلى سهولة التواصل الإعلامي بين الجماعة ووسائل الإعلام المختلفة».
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية باتريك فنتريل، إن مثل هذه التهم الموجهة إلى الصحافيين بالقدح والذم، تعد خطوة للوراء في عملية التحول الديمقراطي في مصر ولا تتفق مع التزامات مصر الدولي.
وكانت صحيفة «الأهرام» قد نشرت أن النائب العام طلعت إبراهيم أحال كلا من مجدي الجلاد رئيس تحرير صحيفة الوطن وعلاء الغطريفي مدير تحرير الصحيفة إلى المحاكمة الجنائية العاجلة.