
عواصم – «وكالات»: قال دبلوماسيون امس الاول إن الوسيط الدولي في أزمة سوريا الأخضر الإبراهيمي عازم على الاستقالة لأنه يشعر بالاستياء من الجمود الذي وصلت إليه جهود إنهاء الحرب الأهلية التي مضى عليها عامان في هذا البلد.
وقال دبلوماسي رفيع في الأمم المتحدة ان الإبراهيمي تم اقناعه بالبقاء «بضعة أيام أخرى» على الأقل قبل ان يتنحى عن دوره المشترك وسيطا للجامعة العربية والأمم المتحدة ومن المحتمل أن يعاد تعيينه مستشارا للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشأن سوريا.
وقال المبعوثون ان الإبراهيمي الذي تم تعيينه العام الماضي بعد ان استقال الأمين العام للأمم المتحدة السابق كوفي أنان من منصبه وسيطا في الأزمة السورية يريد أن ينأى بنفسه عن الجامعة العربية بسبب قرارها الشهر الماضي بالاعتراف بالمعارضة السورية. وأحس الإبراهيمي أن هذه الخطوة قوضت حياده.
واتهمت الحكومة السورية الإبراهيمي الأسبوع الماضي بالتحيز والتدخل بعد ان انتقدت ردها على عرض المعارضة إجراء حوار وقال ان بشار الأسد ينبغي ألا يرشح نفسه مرة أخرى رئيسا للبلاد.
وقال الدبلوماسي الرفيع الذي طلب ألا ينشر اسمه عن الإبراهيمي «إنه عازم «على الاستقالة». «واضاف قوله «يبدو انه لا يمانع في أن يبقى أسبوعا أو نحو ذلك... كل المعنيين بالأمر يريديون منه أن يبقى».
وتابع كلامه قائلا «انه يشعر أن الجامعة العربية وضعت نفسها في اتجاه يختلف عن اتجاه الأمم المتحدة ومن الصعب للغاية عليه أن يؤدي الدورين معا.»
ميدانيا قصف الطيران المروحي التابع لقوات النظام السوري بالبراميل المتفجرة مجمعا وسط مدينة الرقة شمالي غربي البلاد أسفر عن سقوط ستة قتلى وثلاين جريحا على الأقل، كما تعرضت مدينة كفر نبودة بريف حماة لقصف مماثل، في غضون ذلك تدور اشتباكات وصفت بالعنيفة في قرية البيضا بريف بانياس بمحافظة طرطوس وسط استمرار القصف والمعارك في أحياء بحلب والعاصمة دمشق وحمص.
وقالت الهيئة العامة للثورة السورية إن ما وصفتها بمجزرة وقعت في الرقة إثر سقوط براميل متفجرة على مجمع الأماسي وسط المدينة. ويخشى الناشطون من ارتفاع عدد القتلى بسبب وجود ضحايا تحت الأنقاض.
من جانبه قال مركز صدى الإعلامي إن القصف استهدف تجمعا لأهالي المنطقة في أحد الأماكن التجارية مما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير عدد كبير من المباني والمحال التجارية. كما تعرضت مدينة الطبقة بريف الرقة لغارتين جويتين وفق الهيئة العامة للثورة.
وفي ريف حماة قالت الهيئة العامة للثورة إن الطيران الحربي ألقى براميل متفجرة فوق مدينة كفر نبودة دون ذكر تفاصيل عن حجم الأضرار والضحايا. في حين أشارت شبكة شام إلى سقوط براميل متفجرة في بلدة كفر زيتا أيضا.
وذكرت الهيئة العامة أن المعارك بين قوات النظام والجيش الحر في قرية الطليسية بريف حماة أسفرت عن سقوط قتيلين من الثوار.
في هذه الأثناء أفادت شبكة شام باندلاع اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في قرية البيضا بريف بانياس بمحافظة طرطوس على ساحل البحر الأبيض المتوسط وسط قصف مكثف للمنطقة، بالتزامن مع توافد تعزيزات لقوات النظام.
وفي ريف اللاذقية المجاور قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت بطائرات الميغ عدة مناطق. وتركز القصف على منطقة وادي الشيخان، مما أدى إلى دمار عدد من المباني. ورد الجيش الحر باستخدام مضادات الطيران، كما اشتبك مع قوات النظام في جبلي التركمان والأكراد بريف المحافظة.
وتشهد العاصمة دمشق وريفها منذ أيام تصاعدا في القتال، إذ جددت قوات النظام امس قصفها بالمدفعية الثقيلة أحياء جوبر وبرزة كما دارت اشتباكات في محيط حيي مخيم اليرموك وبرزة بحسب شبكة شام. وفي تطور آخر انفجرت عبوة ناسفة وضعت في سيارة بحي ركن الدين صباح الامس أسفرت عن مقتل صاحب السيارة وفق مجلس قيادة الثورة في دمشق.
وفي ريف دمشق تعرضت مدن زملكا وداريا ومعضمية الشام لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة والدبابات، كما شهدت عدة مناطق بالغوطة الشرقية قصفا مماثلا، ودارت اشتباكات على طريق المتحلق الجنوبي من جهة زملكا.
وفي حلب شمالا تدور مواجهات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام في محيط فرع المخابرات الجوية بحي الزهراء وسط تصاعد دخان كثيف من الفرع وأصوات انفجارات تهز الحي بحسب الهيئة العامة للثورة التي أشارت أيضا إلى اشتباكات في محيط معامل الدفاع بحي الخالدية بحلب.
كما تدور اشتباكات وفق المصدر نفسه بين الجيشين الحر والنظامي بالقرب من طريق المطار الشيخ سعيد أسفرت عن انسحاب قوات النظام من المنطقة باتجاه المطار واستحواذ الجيش الحر على أسلحة وذخائر.
وفي خان العسل بريف حلب تعرضت المنطقة إضافة إلى بلدة تلعرن قرب السفيرة لقصف من قوات النظام وسط اشتباكات.
وفي حمص وسط البلاد أفادت الهيئة العامة للثورة بسقوط قتيلين وعدة جرحى في قصف من قبل مقاتلي حزب الله اللبناني لمنطقة المزارع في مدينة القصير بريف حمص.
وأشارت نفس المصادر إلى تنفيذ الطيران الحربي غارات على قريتي البويضة الشرقية والسلومية في ريف حمص الجنوبي واندلاع حرائق ضخمة في الأراضي الزراعية جراء القصف. وتعرض مدينة الحولة وبلدة الغنطو بنفس المحافظة للقصف بالمدفعية والهاون.
كما أفاد ناشطون بأن قوات النظام قصفت بالمدفعية الثقيلة أحياء عدة في حمص، وأفادت شبكة شام بأن القصف استهدف أحياء باب الدريب والقصور والخالدية، مما أسفر عن قتلى وجرحى وتدمير كبير في البنى التحتية والمنشآت الحكومية، وأضاف ناشطون إن قوات النظام جددت قصفها أيضا لمدينتي الرستن وتلبيسة وبلدة الدار الكبيرة بريف حمص.
وفي التطورات الميدانية الأخرى أفادت شبكة شام بقصف من الطيران المروحي والمدفعية لبلدة خربة غزالة، كما تجدد القصف بالمدفعية الثقيلة على مدينة الحراك واشتباكات عنيفة في محيط بلدة خربة غزالة بريف درعا جنوبا، في حين تعرضت معظم أحياء دير الزور شرقا للقصف وسط اشتباكات عنيفة بحي الحويقة.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان امس سقوط عشرين قتيلا بينهم طفل وسيدة وتسعة من الثوار وسقط معظم القتلى في الرقة وحمص ودمشق وريفها.