بغداد – «وكالات»: قتل 11 شخصا على الأقل في انفجار ثلاث سيارات مفخخة في العراق امس، في حين يصل وفد من إقليم كردستان العراق إلى بغداد لإجراء حوار حول مستقبل العملية السياسية مع رئيس الوزراءنوري المالكي ورئيس مجلس النواب أسامة النجيفي، وذلك عقب انتشار قوات البشمركة في محافظة كركوك.
وقال مسعفون ومصادر من الشرطة إن 11 شخصا على الأقل قتلوا عندما انفجرت ثلاث سيارات ملغومة في أسواق في وقت مبكر من صباح الامس في محافظتي العمارة والديوانية بجنوب العراق.
ونقل موقع السومرية نيوز عن مصدر في الشرطة قوله إن سيارتين مفخختين كانتا مركونتين قرب سوق وسط مدينة العمارة انفجرتا صباحا، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وكان جنديان عراقيان قتلا أمس الأول برصاص مسلحين في جنوب كركوك، وذلك في نفس اليوم الذي شيعت فيه وزارة الدفاع العراقية خمسة من استخبارات الجيش قتلوا السبت في اشتباك بين جنود ومسلحين قرب ساحة الاعتصام بالرمادي.
من ناحية أخرى يعتزم رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نجيرفان البارزاني زيارة بغداد على رأس وفد وزاري وسياسي كبير لإجراء حوار حول مستقبل العملية السياسية في العراق.
وذكر بيان صحافي أن «نجيرفان البارزاني اجتمع الأحد مع ممثلي الكتل الكردستانية في مجلس النواب العراقي والحكومة الاتحادية ومجموعة من مسؤولي الإقليم والأحزاب الكردستانية لدراسة الوضع السياسي العام في العراق والعلاقات بين الحكومة الاتحادية والإقليم».
وأوضح أنه تقرر خلال الاجتماع «تشكيل وفد برئاسة رئيس وزراء الإقليم لزيارة بغداد وإجراء الحوار حول مستقبل العملية السياسية في العراق والتي تواجه تحديات تتطلب العمل من جميع الأطراف من أجل تجاوزها وإيجاد الحلول التي تخدم جميع مكونات الشعب العراقي وحل المشاكل العالقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم».
وكان مقررا لهذه الزيارة قبل أحداث الحويجة وذلك لحل المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل. ومن المتوقع أن تكون ضمن أجندة الوفد الزائر أيضا قضية انتشار قوات البشمركة في نقاط عسكرية تابعة للجيش العراقي في جنوب وجنوب غربي كركوك انسحب منها الجيش بعد تطورات الحويجة.
وكان مراسلون في أربيل نقلوا عن مصدر بوزارة البشمركة أن انتشار قواتها في محافظة كركوك الواقعة على بعد 240 كلم شمال بغداد، جاء بعد انسحاب قوات الجيش العراقي من مواقعها وبالتنسيق الميداني مع ضباط ميدانيين في الجيش.
لكن المصدر نفى وجود أي تنسيق على مستوى القيادات العليا بين بغداد وأربيل في هذا الشأن. وتفسّر وزارة البشمركة هذه الخطوة بأنها أمنية بحتة لملء فراغ تركه الجيش العراقي ولحماية المناطق القريبة من تسلّل مجموعات مسلحة قد تنفذ عمليات. وتشير مصادر كردية إلى أن انتشارا مماثلا قد يحدث في مناطق متنازع عليها في نينوى وصلاح الدين.
يأتي رد وزارة البشمركة بينما حذر قائد القوات البرية في الجيش العراقي الفريق علي مجيد غيدان من انتشار البشمركة في كركوك بعد انسحاب الجيش, وقال إن ذلك يمثل محاولة لعزل الفرقة الـ12 من الجيش عن جنوب كركوك، ووصف هذه الخطوة بالتطور الخطير.
يُشار إلى أن كركوك تضم قوميات مختلفة من الأكراد والعرب والتركمان، وهي الجزء الرئيسي من الأراضي الشاسعة التي يطالب بضمها إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي في مواجهة اعتراضات شديدة من حكومة بغداد.