
عواصم – «وكالات»: أعلن الجيش السوري الحر أنه سيطر على كتيبتي الدفاع الجوي والرادار وسرية الإشارة في بلدة النعيمة بريف درعا، وقال ناشطون إن الثوار اقتحموا مطار أبو الظهور قرب إدلب وسيطروا على جزء منه، يأتي هذا وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان سقوط نحو أربعين قتيلا امس.
وأفاد مراسلون بأن الجيش الحر يُحكم حصاره أيضا على كتيبة الخضر، كما بدأ في حصار اللواء الرابع والثلاثين مدرع التابع للفرقة التاسعة وقسم الأمن العسكري في المنطقة، وذلك في إطار ما سماها الجيش السوري الحر معركة «بركان حوران».
في هذه الأثناء وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان ليوم الأحد سقوط أربعين قتيلا في محافظات سورية مختلفة صباحا، معظمهم في حلب، بينهم ستة أطفال وأربع سيدات و 18 قتيلا من الثوار المسلحين.
وقالت الشبكة إن القتلى موزعون على حلب التي قتل فيها 13 شخصا، وإدلب ودرعا حيث قتل سبعة أشخاص في كل منهما، بالإضافة إلى خمسة قتلى في دمشق وريفها وثلاثة في الرقة واثنان في حمص ومثل ذبك في حماة.
وقالت شبكة شام الإخبارية إن الطيران المروحي قصف بالبراميل المتفجرة قرية كدين بريف اللاذقية. كما شهدت مدينة حمص قصفا عنيفا من قبل طائرات النظام استهدف مزارع حي الوعر.
وقصف الطيران الحربي بلدة أبو الظهور بإدلب وسط اشتباكات عنيفة داخل مطار أبو الظهور العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام، كما تعرضت بلدة جوزيف بجبل الزاوية لقصف مدفعي.
وفي ريف درعا قصف الطيران الحربي بلدة النعيمة، وشهد محيط مفرزة الأمن العسكري في بلدة المسمية وفي محيط اللواء 34 اشتباكات عنيفة، وسط قصف بالمدفعية الثقيلة على محيط مناطق الاشتباك.
في هذه الأثناء، قصفت مقاتلات حربية سورية مواقع داخل مطار كويرس قرب حلب، عقب سيطرة الثوار على أجزاء منه.
وكان الجيش الحر أعلن أنه سيطر صباح أمس الاول على مقر كتيبة الدفاع الجوي المكلفة بحماية المطار، ثم واصل اقتحامه المطار الذي شهد اشتباكات عنيفة.
من ناحية أخرى، أفادت شبكة شام بوقوع قصف بالمدفعية وقذائف الهاون على حي برزة في العاصمة دمشق، وسط اشتباكات عنيفة في محيط الحي، كما انفجرت عبوة ناسفة بسيارة في منطقة مساكن الحي.
وفي ريف دمشق، قصف الطيران الحربي مدن داريا ومعضمية الشام وبلدة العبادة، كما تعرضت مدن وبلدات دروشا وزملكا ويبرود والغوطة الشرقية لقصف عنيف بالمدفعية الثقيلة، في حين شهد طريق الأوتوستراد الدولي قرب جسر النبك اشتباكات عنيفة.
وفي حمص قصفت قوات النظام بالمدفعية وقذائف الهاون أحياء حمص المحاصرة وبساتين حي الوعر، وتعرضت بلدة الدار الكبير بريف حمص لقصف بقذائف الهاون.
وفي حلب تعرضت أحياء بعيدين ومساكن هنانو لقصف بالمدفعية، في حين دارت اشتباكات عنيفة في مطاري كويرس العسكري ومنغ العسكري بين الجيش الحر وقوات النظام.
وفي ريف اللاذقية، تعرضت قرى عين القنطرة وشلف وعكو لقصف عنيف براجمات الصواريخ، كما قصف الطيران المروحي مصيف سلمى.
وعلى ذات صعيد الازمة ولكن على المحور السياسي قال اللواء يحيى صفوي، المستشار الأعلى للمرشد الإيراني علي خامنئي، إن الولايات المتحدة وإسرائيل وبعض الدول الإقليمية والعربية يسعون إلى الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد قبل الانتخابات الرئاسية في ايران، المقررة منتصف يونيو المقبل، بينما توجه وفد مصري إلى طهران لبحث الوضع في سوريا.
وحذر صفوي، في كلمة ألقاها السبت بذكرى رحيل أحد كبار الضباط في الحرس الثوري، من خطر ما وصفها بـ»مخططات الأعداء لبث الفوضى والفرقة بين أبناء الشعب والمسؤولين قبل وبعد الانتخابات»، مشدداً على ضرورة تحلي الجهات المعنية بـ»اليقظة للحيلولة دون الوقوع في فخ الأعداء» على حد تعبيره.
وحول الوضع في سوريا قال صفوي إن أمريكا وإسرائيل «بالتحالف مع بعض الدول العربية والحكومة التركية يرمون الى ممارسة المزيد من الضغط على سوريا للإطاحة بالنظام السوري قبل الانتخابات الايرانية،» مضيفاً أن تلك الأطراف «رصدت مبالغ هائلة لنيل أجنداتهم في سوريا.»
ونقلت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية عن صفوي قوله إن تلك الدول «جندت وأرسلت الآلاف من العملاء للقتال في سوريا، وهي اليوم تحاول ضم الاردن الى صفوفها في الحرب ضد دمشق وذلك عبر بترودولارات قطر والسعودية،» وفق تعبيره.
وفي القاهرة، أعلنت الرئاسة المصرية أن عصام الحداد، مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي والسفير محمد رفاعة الطهطاوي، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، توجها إلى طهران السبت لبحث سبل تفعيل المبادرة الرباعية التي أطلقها الرئيس محمد مرسي، «التي تستهدف إيجاد تسوية سياسية للأزمة السورية، ووقف إراقة دماء الشعب السوري.»
بالمقابل أكد الرئيس التركي عبدالله جول أن بلاده لن تتسامح مع استخدام أسلحة الدمار الشامل في سوريا.
وقال جول في حوار مع صحيفة الرأي الكويتية نشرته امس وحصلت رويترز على نسخة منه «نحن ضد استخدام الاسلحة الكيماوية وأسلحة الدمار الشامل التي يجب أن تكون المنطقة خالية منها ولا نتسامح في هذا الشأن اطلاقا وهذا يجب أن يكون معلوما لدى الجميع.»
وأضاف جول أن «عدم الاستقرار في سوريا يجعلنا نشعر بالقلق ونرى انه اذا طالت الأزمة فسيكون هناك تصرفات أو أعمال متطرفة من قبل بعض الجماعات وهو ما سيثير المشاكل في المنطقة.»
وذكر أنه يوجد في تركيا اليوم حوالي 200 الف لاجئ سوري في المخيمات فضلا عن 100 ألف اخرين يسكنون بامكاناتهم الذاتية في تركيا.
وعبر الرئيس التركي عن قلقه من تصاعد الخلافات المذهبية في المنطقة وألمه من سفك الدماء في العراق.
وأضاف جول «وأهم ما يقلقنا تصاعد الخلافات المذهبية في هذه المنطقة فهذا يؤلمنا ويجعلنا نشعر بالقلق.»