
عواصم – «وكالات»: استقبل الرئيس السوري بشار الأسد أمس الاول وفدا من لقاء الأحزاب والقوى والشخصيات الوطنية اللبنانية.
وتناول اللقاء مستجدات الأوضاع العربية والإقليمية عموما وفي سوريا ولبنان على وجه الخصوص.
وأشار الأسد إلى تحسن الأوضاع في سوريا بفضل صمود الشعب السوري والتفافه حول جيشه الباسل مؤكدا أنه لا مجال للمهادنة مع المجموعات التكفيرية والإرهابية وأن سوريا ستواجه بحزم الإرهاب بكل أشكاله بالتوازي مع استمرار الحكومة بالعمل لتنفيذ البرنامج السياسي لحل الأزمة.
وشدد الرئيس الأسد على أن قوة لبنان في قوته وليس في ضعفه وأن غنى لبنان وسوريا وتنوعهما السياسي والثقافي والاجتماعي يعزز قوتهما في مواجهة الغزو الفكري الذي تتعرض له المنطقة وفي إحباط المخططات الخارجية الساعية إلى خلق سايكس بيكو جديد يقسم المنطقة على أساس طائفي ومذهبي وعرقي.
وأضاف الأسد إن ما تشهده الساحة العربية في هذه الفترة يؤكد الحاجة إلى أفكار وطروحات توحيدية جامعة.. وسوريا ولبنان كان لهما دائما دور ريادي في خلق وتعزيز مثل هذه الأفكار وخاصة عبر الأحزاب القومية والعربية والناصرية وهذا ما ساهم إلى حد بعيد في نشر وتقوية الشعور القومي العروبي.. نحن اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى لاستثمار هذا الدور في مواجهة محاولات التقسيم والتفرقة التي نواجهها.
من جهتهم أكد أعضاء الوفد تمسك اللبنانيين بالعروبة والمقاومة وأشاروا إلى أن ما تتعرض له سوريا يستهدف كل الأمة العربية وليس سوريا فحسب وأن جميع الشعوب العربية معنية بإفشال المخططات التي تستهدف دور سوريا القومي وإسلامها الحضاري المعتدل مؤكدين أن سوريا ستبقى عرين المقاومة والحاضن لها والمدافع عنها.
ووصف أعضاء الوفد شهداء الشعب السوري وجيشه بأنهم عزة الأمة العربية وكرامتها مؤكدين دعمهم لسوريا في مواجهة ما تتعرض له.
ميدانيا قالت مصادر لبنانية وسورية ان القوات السورية ومقاتلين لبنانيين من الشيعة هاجموا مناطق يسيطر عليها مقاتلو القوات السورية على حدود البلدين امس الاول.
واضافت المصادر ان بلدتين على الأقل كانتا تخضعان لسيطرة مقاتلين من المعارضين السنة في منطقة القصير قرب نهر العاصي سقطتا بعد تصاعد اشتباكات طائفية أواخر الأسبوع الماضي الأمر الذي يهدد بتدخل مقاتلي حزب الله الشيعي المدعوم من ايران بشكل مفتوح في المعارك.
وقال مقيمون ان صواريخ قصفت بلدة الهرمل وهي معقل لحزب الله في سهل البقاع اللبناني يوم السبت فألحقت أضرارا دون ان تتسبب في سقوط قتلى أو جرحى وأن مقاتلا لحزب الله لاقى حتفه في قرية زيتا بسوريا.
وقال نشطاء للمعارضة ان ستة مقاتلين معارضين قتلوا في اشتباكات بالقصير يوم الأحد وقتلت امرأة في قصف للقوات القوات السورية للمنطقة.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء الرسمية سانا «قواتنا المسلحة الباسلة أعادت الأمن والاستقرار الى بلدة سقرجة بريف القصير بعد أن كبدت الارهابيين خسائر كبيرة.»
وتعد منطقة الحدود التي تستخدم في التهريب منذ عقود خط إمداد مهم للمعارضين الذين يقاتلون قوات الرئيس السوري بشار الأسد في مدينة حمص التي تعد جبهة رئيسية في الحرب.
ولقى 70 ألف شخص على الاقل حتفهم في الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عامين.
وأدى الصراع في سوريا الى تفاقم التوترات الطائفية في لبنان الذي لم يتعاف تماما من جراح حرب أهلية استمرت 15 عاما وانتهت في عام 1990. وأقامت قوات سوريا في لبنان نحو 29 عاما حتى اضطرت الى الانسحاب تحت ضغط دولي في عام 2005.
وقالت المصادر ان قوات الجيش السوري والمقاتلين الشيعة دخلت بلدات سقرجه التي تتحكم في الطرق المؤدية لبلدة القصير والرضوانية في حين ترددت أنباء بشأن قتال كثيف في قرية البرهانية القريبة في منطقة الحدود.
وذكر بيان مشترك لقيادة مقاتلي المعارضة في القصير وجبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة بثته محطة اورينت الناطقة باسم المعارضة ان الوية مقاتلي المعارضة ستنقل المعركة الى لبنان اذا استمر الهجوم الذي يدعمه حزب الله.
واضاف البيان ان مقاتلي المعارضة سيستخدمون دبابات وصواريخ لضرب مدينة بعلبك اللبنانية التي تقطنها اغلبية شيعية وسيدخلون مقاتلين الى الاراضي اللبنانية لمهاجمة حزب الله هناك.
وقال الناشط هادي العبد الله متحدثا من القصير ان حزب الله والميليشيا الموالية يدفعون من سهل البقاع في اتجاه القصير في حين يتجه الجيش السوري جنوبا من حمص في حركة كماشة تهدف الى انهاء وجود قوات المعارضة على طول الحدود.
واضاف ان الايام القليلة الماضية شهدت هجمات من قوات حزب الله على قرى جديدة حول القصير موضحا ان حزب الله وحلفاءه سيطروا بالفعل على ثماني قرى وبلدات على طول الحدود داخل سوريا.
وقال ان هذا جزء من استراتيجية اكبر للسيطرة على حمص وربطها بالبقاع والساحل مشيرا الى المناطق العلوية الواقعة قرب البحر المتوسط حيث تشك المعارضة بان الاسد سينقل قاعدته اليها وينشئ جيبا علويا اذا اصبح الدفاع عن موقفه في دمشق متعذرا.
وقال العبد الله ان مقاتلي المعارضة لا يريدون الوصول الى مرحلة يتعين عليهم فيها ضرب الاراضي اللبنانية عشوائيا. واضاف ان المعارضة لن تطلق نيرانها اذا اوقفت الهجمات على القصير والبلدات المحيطة بها.
وفجر الامس أعلنت قيادة أركان «الجيش السوري الحر» عن وقف عمليات القصف على الأراضي اللبنانية إفساحا في المجال أمام مبادرة تقوم بها شخصيات لبنانية وسوريا لإنهاء المواجهات التي قالت إنها تجري بعنف مع حشود من حزب الله اللبناني تحاول التقدم نحو بلدة «القصير» بريف حمص، محذرة من «حرب مفتوحة» بحال فشل العملية السياسية.
وأصدرت قيادة «الجيش السوري الحر» ممثلة بهيئة الأركان بيانا أعربت فيه عن «أسفها وتنديدها» بما وصفتها بـ «التجاوزات واستباحة الأراضي السوريا التي قام بها مقاتلو حزب الله في الأيام الأخيرة وبالتحديد في قرى ريف القصير الغربية،» مؤكدة أنها «معنية تماما بالسلم الأهلي والجغرافي على جانبي الحدود السورية».
وأعلنت قيادة «الجيش الحر» انطلاق عملية سياسية تقوم بها شخصيات لبنانية بارزة، وشخصيات من القوات السورية، مشددة على أنها ستتوقف عن قصف أي بقعة من الأراضي اللبنانية، «كبادرة حسن نية لاتمام هذه العملية السياسة،» مضيفة: «بالمقابل نحن ننتظر أن يلتزم حزب الله بهذه المبادرة التي تبدأ اليوم صباحاً، وسيتم الإعلان عن كامل تفاصيلها يوم غد.»
وحذر البيان بأن فشل العملية السياسية وامتناع حزب الله عن الانسحاب من الأراضي السورية «يؤذن بحرب مفتوحة ستجعل لزاما على الجيش الحر إعلان تعبئة كتائبه والدفاع عن أرض الوطن بكل الوسائل المتاحة.»
وسبق صدور البيان إعلان القوات السورية أن قوات تابعة لحزب الله، بالتعاون مع الجيش السوري «ما زالت تتقدم في ريف حمص الغربي باتجاه مدينة القصير» وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات منها، داعية كتائب الجيش الحر بالمنطقة إلى التدخل، مع التحذير من «كارثة إنسانية في حال تم سقوط القصير».
وعلى صعيد ميداني منفصل قال نشطاء في القوات السورية إن قوات الحكومة استولت على بلدة بالقرب من دمشق، وقتلت نحو 80 شخصا، بينهم نساء وأطفال.
ويقول النشطاء إن الجيش اقتحم بلدة جديدة الفضل بعد خمسة أيام من القتال المحتدم.
وقالت «سانا» إن القوات الحكومية «كبدت الإرهابين خسائر فادحة» في البلدة.
وتأتي عمليات القتل الأخيرة بينما يحاول الجيش الحكومي استعادة سلسلة من المناطق التي سيطرت عليها المعارضة المسلحة بالقرب من دمشق.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره بريطانيا، إنه تمكن من التعرف على 80 شخصا قتلوا في جديدة الفضل جنوب غربي العاصمة دمشق. وهناك تقارير عن مقتل 250 شخصا.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن ناشط في المنطقة قوله إن 85 شخصا أعدموا على الفور.
وأكدت وكالة سانا وقوع القتال في جديدة الفضل.
وقالت سانا إن عددا من «الإرهابيين» قتلوا دون تقديم المزيد من التفاصيل.
وعلى صعيد آخر أعلن الجيش السوري الحر سيطرته على كتيبة إستراتيجية في حلب، بينما جددت قوات النظام قصفها لمناطق مختلفة، بعد يوم دام قتل فيه نحو 500 شخص،.
وقال ناشطون إن الجيش الحر سيطر على كتيبة العلقمية الإستراتيجية التي تحيط بمطار منغ العسكري في حلب، وذلك بعد معارك عنيفة مع قوات النظام.
ويحاصر الجيش الحر المطار منذ فترة طويلة بهدف اقتحامه لمنع النظام من استخدام الطائرات التي تقلع منه. وقال ناشطون إن الكتيبة التي سيطر عليها الجيش الحر تعتبر عصب مطار منغ والبوابة الرئيسية له.
من جهة أخرى، استهدف قصف مدفعي عنيف بلدتي حريتان وبيانون في ريف حلب. كما تعرضت بلدة تل رفعت لقصف مدفعي وصاروخي من قبل قوات النظام. وقالت شبكة شام الإخبارية إن الجيش النظامي جدد امس القصف بالمدفعية على حي الراشدين، وسط اشتباكات في الحي مع الجيش الحر.
وقد وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 11 شخصا امس، بينهم ثلاثة من الجيش الحر.
وأفاد المركز الإعلامي للمجلس المحلي في داريا بأن المدينة التي تتعرض لحملة عسكرية مكثفة من قبل قوات النظام، شهدت صباح الامس محاولة جديدة لاقتحامها، خاصة أن النظام مستمر في إرسال تعزيزات عسكرية إلى المدينة من مطار المزة العسكري.
وقال المكتب الإعلامي إن المدينة تواجه معاناة إنسانية في ظل الحصار الذي يطبق عليها وعلى معضمية الشام، وانقطاع لكافة سبل الحياة والخدمات، ونقص حاد في المستلزمات الطبية وحاجات المشافي الميدانية.
وفي ريف دمشق قال ناشطون إن انفجارات كبيرة هزت بلدة المليحة، ترافقت مع قصف بالصواريخ على الغوطة الشرقية بريف المدينة في محاولة من قوات الأمن والشبيحة لاقتحامها.
وأضاف ناشطون أن الجيش الحر تصدى لعملية الاقتحام، مما أجبر قوات النظام على الانسحاب إلى خارج أسوار البلدة، كما تجدد القصف على بلدتي عين ترما وزملكا.
وأفادت شبكة شام أن قوات النظام السوري جددت قصفها امس بالمدفعية الثقيلة على حي جوبر والمنطقة الصناعية في حي القابون بالعاصمة دمشق.
وتعرض ريف حمص امس أيضا لقصف بالمدفعية طال المدينة والبساتين المحيطة بها.
كما امتد قصف المدفعية إلى أحياء طريق السد ومخيم درعا ومعظم أحياء دير الزور، بالتزامن مع اشتباكات وضفت بالعنيفة بين الحر والنظامي في الجبيلة.