دبي – المنامة - «وكالات»: من جديد تؤكد الاجهزة الامنية بدول مجلس التعاون الخليجي يقظتها ووقوفها بالمرصاد لكل ما يتهدد امنها، ففى الوقت الذي اعلنت فيه دولة الامارات العربية المتحدة اعتقال خلية ارهابية جديدة مرتبطة بتنظيم القاعدة هذه المرة اعلنت فيه السلطات البحرينية اعتقال عدد من الارهابيين الذين يسعون لاثارة الفوضي بالتزامن مع قرب انطلاق سباق الفورمولا واحد الذي تستضيفه المملكة.
وفي الامارات حيث قالت السلطات الإماراتية امس إنها ألقت القبض على «خلية إرهابية» تتبع تنظيم القاعدة مكونة من سبعة أعضاء كانت تخطط لتنفيذ عمليات تستهدف امن البلاد.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات أن الأعضاء من جنسيات عربية مختلفة وأنهم كانوا يجندون أفرادا لتنظيم القاعدة كما كانوا يمولونه ويقدمون له الدعم اللوجستي. وأضافت الوكالة أنهم سعوا أيضا لتوسيع انشطتهم إلى دول المنطقة.
وقالت الوكالة «الخلية كانت تخطط للقيام بأعمال تمس امن الوطن وسلامة مواطنيه والمقيمين على أرضه وتقوم بتجنيد أشخاص والترويج لأعمال تنظيم القاعدة».
وتابعت «وكانت تمده «تنظيم القاعدة» بالأموال وكانت تقدم له الدعم اللوجستي وتسعى لمد نشاطها إلى بعض الدول الإقليمية».
وأشار مصدر اماراتي إلى أن نيابة أمن الدولة ستباشر التحقيقات مع المتهمين حال انتهاء الإجراءات تمهيدا لتقديمهم للمحاكمة.
ولم تشهد دولة الإمارات هجمات من تنظيم القاعدة أو جماعات متشددة أخرى لكن التيار الإسلامي زاد في بعض إماراتها خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي ديسمبر الماضي قالت الإمارات إنها ألقت القبض على خلية من أعضاء إماراتيين وسعوديين من «الفئة الضالة» كانت تخطط لشن هجمات في كلا البلدين. وكثيرا ما تستخدم السلطات السعودية عبارة «الفئة الضالة» للإشارة إلى اعضاء تنظيم القاعدة.
ولم ترد على الفور معلومات عما إذا كانت الاعتقالات التي تمت في ديسمبر مرتبطة بما أعلن امس. ويقول دبلوماسيون في المنطقة إن اعتقالات ديسمبر أغلبها مرتبط بأنشطة إسلاميين في اليمن.
وفي عام 2010 أعلن تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والذي يضم فرعي اليمن والسعودية من التنظيم مسؤوليته عن مؤامرة إرسال طردين ناسفين إلى الولايات المتحدة. وتم العثور على الطردين في بريطانيا ودبي.
وتقدم الولايات المتحدة مساعدات لليمن للقضاء على تهديدات تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومحاولة منع أي امتداد للعنف إلى السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم.
وفي أغسطس عام 2012 ألقت السلطات السعودية في الرياض القبض على مجموعة من أعضاء مشتبه بهم في تنظيم القاعدة أغلبهم يمنيون. كما اعتقلت السعودية آلاف من المتشددين المشتبه بهم منذ هجمات وقعت خلال الفترة بين 2003 و2006 استهدفت مجمعات سكنية لعاملين أجانب ومنشآت حكومية سعودية سقط فيها عشرات القتلى.
والى البحرين حيث اعتقلت البحرين العديد من المتهمين بسرقة وحرق سيارات وسط اجراءات أمن مشددة في المملكة قبل بدء بطولة جائزة البحرين الكبرى ببطولة العالم فورمولا 1 للسيارات التي تعتبرها المعارضة فرصة للترويج لحملة للمطالبة بالديمقراطية.
ويشاهد الملايين البطولة وهي أكبر حدث رياضي تستضيفه البحرين وتأمل الحكومة في تحقيق نتائج إيجابية من سباقات هذا العام رغم استمرار الاضطرابات في البلاد.
وشهدت الدولة الخليجية التي تستضيف الاسطول الخامس الأمريكي اضطرابات منذ اندلاع احتجاجات مطالبة بالديمقراطية في أوائل عام 2011 ما يضعها في الخطوط الأمامية على جبهة صراع اقليمي بين إيران الشيعية ودول عربية سنية.
وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته في وقت متأخر امس الاول إن الإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية قبضت على خمسة من «الإرهابيين المتهمين بارتكاب جرائم إرهابية في مناطق متفرقة من المملكة». ونقلت الوزارة في بيانها عن المدير العام للإدارة العامة للمباحث والأدلة الجنائية أن «رجال الشرطة ألقوا القبض، خلال أقل من 48 ساعة، على المتهم بارتكاب العمل الإرهابي المتمثل في إحراق وتفجير سيارة عند المرفأ المالي يوم الأحد الماضي».
وأوضح المسؤول أنه «كشف عن ملابسات عدد آخر من القضايا الإرهابية وقبض على المتهمين بارتكابها، حيث قبض على أربعة من المتهمين بعمل إرهابي تمثل في سرقة وحرق سيارة بوسط أحد دوارات «ميادين» مدينة حمد، كما قبض على أحد المتهمين في القضية الإرهابية المتمثلة في إغلاق شارع عيسى الكبير، وإلحاق أضرار بسيارة مواطن»..
وفي العام الماضي اجريت السباقات وسط حرق إطارات وإطلاق قوات الأمن قنابل مسيلة للدموع على متظاهرين يلقون قنابل حارقة في قرى شيعية.
ودعت الكتلة المعارضة الرئيسية في البحرين لتصعيد مظاهرات سلمية مطالبة بالديمقراطية قبيل السباقات قائلة إن المملكة ستكون محط انظار العالم ما يساعد على الترويج لرسالتها من أجل الإصلاح.
وقالت منظمة العفو الدولية إن نشطاء مدافعين عن حقوق الانسان قالوا إن عشرات من المتظاهرين اعتقلوا قبيل السباقات.
وقالت حسيبة الحاج صحراوي نائب مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال افريقيا في منظمة العفو الدولية في بيان صدر امس الاول «السلطات تحاول استخدام سباقات الجائزة الكبرى كمنبر لعرض التقدم الذي احرزته زاعمة ان أوضاع حقوق الانسان قد تحسنت في حين تكثف اجراءاتها من أجل ضمان ألا يؤثر شيء على الصورة العامة».
وأضافت «لا نرى شيئا سوى حملات قمع ولفتات رمزية لتحسين صورة البلاد».
وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الإنسان يوم العاشر من ابريل إن الشرطة اعتقلت 20 ناشطا معارضا في بلدات قرب مضمار السباق بهدف منع تكرار الاحتجاجات التي اندلعت في عام 2012 فيما يبدو.
ونفت الحكومة القيام بأي اعتقالات. ونفت كذلك اتهامات منظمات حقوق الانسان لها باستخدام القوة المفرطة في الحملة على المحتجين قائلة إنها تعتقل فقط مشتبها بهم بما يتفق مع سيادة القانون. وبالامس أفاد شهود عيان أن احتجاجات عنيفة تصاعدت في البحرين قبل يوم واحد من بدء تجارب سباق الفورمولا واحد،
وأظهرت مقاطع فيديو على الإنترنت قيام مجموعة من الملثمين بإغلاق الجسر المؤدي إلى جزيرة سترة شرقي البحرين بواسطة إطارات السيارات. كما انتشرت صور لعمليات قطع عدة طرق رئيسية أخرى، كان أبرزها إغلاق الجسر المؤدي إلى مدينة المحرق ذات الأغلبية السنية في شمال البلاد. وفي الوقت الذي يتظاهر فيه آلاف من أنصار المعارضة السياسية التي تقودها جمعية الوفاق الشيعية يوميا، تزامنا مع استضافة السباق، يخرج المئات من الناشطين يوميا، لقطع الطرقات ويدخلون في مواجهات مع الشرطة. وذكر الشهود أن مواجهات وقعت عند مداخل عدة قرى شيعية بعد أن خرج مئات المتظاهرين منذ ساعات الصباح الأولى ورددوا شعارات «سباقكم جريمة»، «كلا كلا لفورمولا الدم». وأطلقت الشرطة القنابل الصوتية، وقنابل الغاز المسيل للدموع، على المحتجين، ورشق المحتجون الشرطة بزجاجات المولوتوف والحجارة.
وأعلن «ائتلاف شباب 14 فبراير» المناهض للحكومة مسؤوليته عن المصادمات التي وقعت منذ فجر الامس. وكتب على حسابه في «تويتر» أن «الجماهير تنزل إلى الساحات بإرادة فولاذية، وتفرض إيقاعا ميدانيا مختلفا، في أولى جولات استحقاق براكين اللهب»، وهو الاسم الذي تطلقه المجموعة على تحركها الميداني الحالي.
ولا يبدو أن هذه الاضطرابات تؤثر في حركة السير نحو حلبة الصخير التي ستقام عليها التجارب والسباق في جنوب المنامة.