
دمشق – «وكالات» : تبادلت الحكومة السورية والمعارضة المسلحة الاتهامات بالمسؤولية عن وقوع «مجزرة» جديدة في ريف حمص وسط سوريا راح ضحيتها 10 اشخاص أغلبهم من النساء والاطفال.
وذكرت وكالة الانباء الرسمية «سانا» إن «إرهابيين ارتكبوا ليلة الأحد مجزرة جديدة بحق المواطنين الآمنين في مدينة تلكلخ الواقعة في ريف حمص».
ونقلت الوكالة عن مصدر أمني قوله إن «مجموعة ارهابية اقتحمت حارة البرج وقتلت عشرة مواطنين معظمهم من الاطفال والنساء قبل أن تتدخل وحدة من قواتنا المسلحة بناء على طلب الاهالي وتتصدى للارهابيين وتقضي على معظمهم في حين لاذ الباقون بالفرار».
وفي المقابل، نقل المرصد السوري لحقوق الانسان المعارض، ومقره بريطانيا، عن نشطاء في المنطقة أنه تم العثور على «جثث 11 مواطنا بينهم 8 سيدات وثلاثة رجال اعدموا ميدانيا خلال اقتحام القوات النظامية لحي البرج في مدينة تلكلخ».
وحمل المرصد السوري الأمم المتحدة مسؤولية استمرار المجازر في سوريا «بسبب عدم احالة ملف اي مجزرة الى محكمة دولية لمحاكمة مرتكبيها».
ويأتي هذا في الوقت الذي قتل فيه تسعة من مسلحي المعارضة في كمين نصبته لهم القوات الحكومية في محيط بلدة قلعة الحصن بحسب نشطاء.
وفي شمال سوريا، قال المرصد السوري إن عددا كبيرا من العائلات فرت الأحد من أحد الاحياء المهمة في حلب بسبب اندلاع معارك بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين.
وأوضح المرصد أن « الاشتباكات العنيفة مستمرة في حي الشيخ مقصود بين المعارضة المسلحة والقوات الحكومية التي تسعى إلى استعادة السيطرة على هذا الجزء الذي يسمح للمعارضة المسلحة بشن هجمات على المناطق التي يسيطر عليها النظام في حلب».
في هذه الأثناء، نقل الاعلام الرسمي السوري عن مسؤول في وزارة النفط قوله إن مسلحي المعارضة أشعلوا النار في ثلاث آبار نفطية في شرق البلاد، وهو ما أدى إلى خسارة ما يقرب من 5 الاف برميل من النفط و52 ألف متر مكعب من الغاز يوميا.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء إن اضرام النار في الآبار في محافظة دير الزور التي يسيطر مقاتلو المعارضة على معظم مناطقها وقع «بعد خلاف نشب بينهم على تقاسم النفط المسروق».
وأضافت ان شركة الفرات للنفط تعمل على إطفاء الحريق في الآبار الثلاثة.
من جانبها أفادت شبكة شام السورية بأن 15 شخصا قتلوا في قرية مدايا بريف إدلب، وأن أربع جثث عثر عليها بريف دمشق، في حين قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت أحياء بجنوبي دمشق، وأطلقت صاروخين من طراز سكود باتجاه شمالي البلاد.
وقالت شبكة شام إن 15 شخصا سقطوا قتلى في قرية مدايا بريف إدلب، موضحة أن 11 من بينهم ينتمون إلى عائلة واحدة. كما أفادت بأنه عثر على جثث أربعة أشخاص أعدموا ميدانيا على يد حاجز حي سيدي مقداد في بلدة ببيلا بريف دمشق. كما قتل تسعة أشخاص امس معظمهم في درعا وحلب، بحسب الشبكة السورية لحقوق الإنسان.
من جانبها أفادت الهيئة العامة للثورة بأن قوات النظام قصفت حيي الحجر الأسود ومخيم اليرموك في جنوبي العاصمة دمشق، وأن القصف بالمدفعية تركز أيضا على مدينة داريا التي شهدت اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر.
وفي هذه الأثناء، اندلعت اشتباكات عنيفة فجر الامس في بلدة البحدلية بريف دمشق سبقها قصف شنته قوات النظام بالمدفعية وراجمات الصواريخ وصل إلى بلدة الذيابية المجاورة ومسرابا. وتعرضت بلدتا عربين وكفر بطنا في ريف دمشق لقصف عنيف من قبل قوات النظام، مما أدى إلى سقوط ضحايا بينهم أطفال ونساء.
وتدور اشتباكات بين الجيش الحر والقوات النظامية قرب سوق الهال في الزبلطاني بدمشق. كما تشن قوات النظام حملات دهم للمنازل في أحياء كفرسوسة والميدان بدمشق وسط انتشار أمني كثيف، حسب شبكة شام.
كما وثقت عدسة مراسل شبكة شام في مدينة دير الزور اشتباكات بين الجيش الحر وقوات النظام بالقرب من كتيبة الصواريخ بمدينة دير الزور، في حين دارت اشتباكات في محيط مطاري حلب الدولي والنيرب العسكري في حلب بين الجيش الحر وقوات النظام، حسب نفس الشبكة.
ومن ناحية أخرى، أفادت لجان التنسيق المحلية بأن قوات النظام السوري أطلقت صاروخين من طراز سكود باتجاه شمالي البلاد من اللواء 155 في بلدة القطيفة بريف دمشق. وقد أطلق الأول فجر اليوم في حين أطلق الثاني بعد ساعات من ذلك.
وفي حلب ذكر ناشطون أن مقاتلين من لواء التوحيد وألوية أخرى قصفوا مطار حلب الدولي المحاصر منذ شهور بمدافع الهاون والصواريخ.
من جهته، قال قائد المجلس الثوري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي إن الثوار يسعون للسيطرة على المطار قريبا، مؤكدا سحب كبار الضباط من المطار.
ويحاصر الثوار أيضا منذ شهور مطار النيرب العسكري القريب من مطار حلب، والذي قصفت القوات النظامية انطلاقا منه الأحد حيَّ كرم الطرّاب وفقا لمركز حلب الإعلامي.
وكانت جبهة حلب قد عادت إلى واجهة الأحداث مجددا الجمعة حين بدأت ألوية من الجيش الحر وأخرى كردية معركة السيطرة على حي الشيخ مقصود في الطرف الشمالي من المدينة.
وفي القنيطرة، سيطر مقاتلون أمس الأول على سرية للمدفعية تقع في محيط بلدة بير عجم على مسافة كيلومترات عن حدود الجولان المحتل، وغنموا منها مدافع هاون ومضادات طيران وفقا لناشطين.
وقالت شبكة شام إن اشتباكات عنيفة تجري أيضا في محيط الكتيبة 49 في علما بريف درعا الذي يقول الجيش الحر إنه بات يسيطر على أجزاء واسعة منه. كما تحدث ناشطون عن اشتباكات في محيط الفرقة 17 المحاصرة بريف الرقة، والتي قصفت منها القوات النظامية مواقع في الطرف الجنوبي للمدينة.
وفي الرقة أيضا، تصدى مقاتلون لرتل يضم عشر دبابات في عين عيسى وكبدوه خسائر فادحة حسب لجان التنسيق. ووفقا لشبكة شام، فإن اشتباكات متزامنة جرت في كفرنبودة وحي طريق حلب بحماة. من جهتها، قالت لجان التنسيق إن أحد عناصر الجيش الحر قتل في اشتباك في الشحيل بدير الزور.