
طرابلس – «وكالات»: رفض رئيس الحكومة الليبية علي زيدان التهديد بعد اقتحام مجموعة مسلحة مبنى وزارة العدل في العاصمة طرابلس أمس الأول، في حين حذر وزير العدل الليبي صلاح المرغني من أن مقتحمي وزارته يعرضون أنفسهم للمساءلة القانونية المحلية والدولية.
يأتي ذلك بعدما اقتحمت مجموعة مسلحة مبنى وزارة العدل احتجاجا على تصريحات سابقة لوزير العدل تحدث فيها عن عدد من السجون الخارجة عن سيطرة الدولة, واصفا الكتائب الأمنية التي تديرها بالمليشيات الخارجة على القانون, مما أثار حفيظة بعض الكتائب ودعاها إلى محاصرة مقر الوزارة والمطالبة بإبعاد كل المحسوبين على النظام السابق من العمل في الوظائف الحساسة.
وكانت هيئة النزاهة والوطنية قد أصدرت قرارا بإيقاف وكيل وزارة العدل الشريف الأزهري عن العمل لعدم انطباق معاييرها عليه, لكن القرار لم ينفذ مما دعاها لإعادة المطالبة بإيقافه عن العمل.
وفي مؤتمر صحافي بحضور وزراء الخارجية والتعاون الدولي, والداخلية, والعدل, والصحة, ورئيس الأركان العامة، أعرب زيدان عن رفضه لهذا النوع من التهديد وعدم الإذعان له، مشيرا إلى أن حكومته قادرة على معالجة الأمور بتوخي الحكمة والحيطة، وأكد أنها لن تستخدم القوة إلا اضطرارا، وطالب الشعب بالتأييد المستمر للحكومة وإسناده لها.
من جانبه قال وزير العدل الليبي إن اقتحام مسلحين مجهولين لمبنى وزارته واستيلاءهم عليها، لم يسفر عن وقوع أي ضحايا نظراً لإخلاء المقر من جميع موظفيه قبل وصول المقتحمين إليه.
وخلال مؤتمر صحافي عقد الأحد في طرابلس، اعتبر أن ما حدث يهدف إلى «إرهاب العدالة»، وأكد أن العدالة لن تُقتل وأن الشرعية لن تنتهي.. «نحن لا نخاف من الباطل». ودعا المقتحمين إلى التفكير الجدي في عواقب فعلتهم، مشدّداً على أنهم سيتعرّضون للمساءلة القانونية المحلية وحتى الدولية.
وتعرضت وزارة العدل الأحد للاقتحام من قبل مجموعة مسلحة مجهولة سيطرت على جميع مرافقها. وجاءت عملية الاقتحام على خلفية ما صرح به وزير العدل بأن الحكومة لن تعطي المرتبات إلا للعاملين في الشرطة المنضمة إلى وزارة الداخلية، وأن الحكومة ستهاجم أماكن تجمع كتائب الثوار لحلها.
الى ذلك قال مصدر حكومي ان مهاجمين مجهولين خطفوا مساء امس الاول مستشارا لرئيس الوزراء من داخل سيارته على مشارف طرابلس.
واختطف المجهولون محمد علي الشنتال وهو في الخمسينات من العمر بعد مروره بنقطة تفتيش تؤدي الى ضاحية تاجوراء في طرابلس. وقال مصدر في مكتب زيدان ان الشنتال من كبار مستشاري رئيس الوزراء.
وقال «لا أحد يعرف مكانه. تركوا سيارته ربما ظنا منهم انه يمكن تتبعها».
وتحدث الشنتال الى اسرته بالهاتف المحمول من سيارته قبل اختطافه. ويجري تحقيق في الحادث.
ومنذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي في نهاية عام 2011 يسعى حكام ليبيا الجدد للسيطرة على عدد كبير من الجماعات المسلحة التي ترفض القاء السلاح. وقال مسؤولو أمن ان جماعة مسلحة خطفت لفترة وجيزة في الاسبوع الماضي خمسة رعايا بريطانيين كانوا ضمن قافلة مساعدات تمر بليبيا في طريقها الى غزة وإن إحدى أفراد المجموعة تعرضت لاعتداء جنسي خلال الواقعة.
في سياق متصل حذرت صحيفة أمريكية من أن جنوب ليبيا يتنامى فيه انعدام تطبيق القانون منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي. وذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» في عددها الأحد, أن من يضطلعون بالأمن في المنطقة الحدودية جنوبي ليبيا, هم مسلحون من قبائل التبو.
وأشار التقرير إلى أن الميليشيات القبلية تخوض معارك ضد المهربين, وتكافح المهاجرين غير الشرعيين المتوجهين إلى أوروبا والمسلحين الإسلاميين.