عواصم – «وكالات»: أكد التلفزيون السوري وقوع انفجار في شارع الثورة بالعاصمة السورية دمشق، امس مشيرا إلى وقوع إصابات عديدة، وأظهرت الصور المباشرة من موقع الانفجار آثار أشلاء بشرية، بينما أكدت تقارير للمعارضة أن التفجير وقع على مقربة من مقر حزب البعث الحاكم وأدى إلى سقوط 31 قتيلا.
وبحسب التلفزيون السوري، فإن الانفجار وقع في شارع الثورة عند أطراف حي المزرعة، وأسفر عن سقوط قتلى وجرحى، خاصة في ظل وجود مدرسة للأطفال ومحطة للحافلات في المنطقة. أما المرصد السوري لحقوق الإنسان فأشار إلى أن العملية ناجمة عن انفجار سيارة مفخخة بنقطة الحراسة الواقعة عند مدخل المركز الرئيسي لحزب البعث الحاكم.
وبحسب المرصد، فقد أدى الانفجار إلى إحداث أضرار على امتداد أكثر من 300 متر، ولم يتضح ما إذا كان السائق قد فجرها خلال قيادتها أو باستخدام جهاز للتحكم من بعد.
من جانبها، قالت لجان التنسيق المحلية إن العاصمة دمشق شهدت أكثر من انفجار، إذ وقع الأول في شارع الثورة، بينما وقع انفجار آخر في برزة عند مبنى فرع المعلوماتية 211.
وكانت قوات النظام السوري قد كثفت قصفها صباح الامس على أحياء بدمشق وريفها ودرعا، وبث ناشطون صورا تظهر اندلاع نيران عقب قصف مدفعي على أطراف حي القابون بدمشق. كما استهدف القصف مخيم اليرموك جنوب مدينة دمشق وحي برزة غرب العاصمة. ولليوم الثاني على التوالي، تعرضت مناطق في دمشق كانت بعيدة نسبيا عن المعارك لسقوط قذائف، من بينها مدينة تشرين الرياضية في حي البرامكة في وسط العاصمة، بعد سقوط قذيفتين الثلاثاء على مقربة من قصر تشرين الرئاسي غرب دمشق. من جهة أخرى دارت اشتباكات الليلة قبل الماضية بين الجيش السوري الحر والقوات النظامية في حي الصالحية وسط دمشق وفي منطقة مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وفق ناشطين.
يأتي ذلك بينما واصل الثوار إحكام سيطرتهم على الغوطة الشرقية وبعض الأحياء الجنوبية في دمشق. وقال ناشطون إن النظام يحاول إحكام قبضته على العاصمة عبر نشر نقاط التفتيش بشكل مكثف.
وفي السياق ذاته جددت قوات النظام السوري قصفها الصاروخي على مدينة جاسم في ريف درعا.
من جهة أخرى بث ناشطون صورا تظهر استهداف الجيش الحر لقوات النظام في محيط مدينة بصرى الحرير بريف درعا ضمن ما سموه معركة عامود حوران، في محاولة لإحكام سيطرته على المدينة.
وأحصت لجان التنسيق المحلية مقتل 163 شخصا في سوريا أمس الاول، معظمهم في دمشق وريفها وحلب ودرعا، بينهم عشرات قضوا في مجزرة إثر قصف جوي لقوات النظام على بلدة حمورية في ريف العاصمة.
وقالت تقارير صحافية ان أربعين شخصا قتلوا نتيجة القصف الجوي على منطقة حمورية، إضافة إلى عشرات المصابين. كما خلف القصف خسائر «كبيرة» في المباني والبنى التحتية. من جهة أخرى أعلن الجيش الحر أمس الاول أنه أسقط طائرة حربية فوق زملكا على أطراف العاصمة دمشق، وأنه اعتقل الطيار.
وأفاد ناشطون بأن الطائرة قصفت قبل دقائق من إسقاطها مباني سكنية بحمورية في ريف دمشق، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، معظمهم من الأطفال والنساء. وفي حلب «شمال»، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران السوري شن غارات جوية على عدد من أحياء المدينة. كما أفاد بوقوع اشتباكات بين الثوار والقوات النظامية في محيط مطاري النيرب وكويرس العسكريين، في إطار «حرب المطارات» التي أعلنتها المجموعات المقاتلة منذ أكثر من أسبوع في محافظة حلب. سياسيا وافق الموفد العربي الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي على تمديد مهمته لستة أشهر أخرى. ونقل دبلوماسيون في نيويورك أمس الأول عن الدبلوماسي الجزائري السابق -الذي ينتهي التفويض الأصلي الممنوح له اليوم الجمعة- قوله إنه يشعر بأن مهمته لم تنته بعد. وكان الإبراهيمي قد عُيّن موفدا مشتركا للجامعة العربية والأمم المتحدة في أغسطس الماضي، بدلا من الموفد السابق كوفي أنان الذي فشلت مساعيه لوقف القتال في سوريا.
وقام الإبراهيمي بدوره خلال الأشهر الستة الماضية بزيارات كثيرة لدمشق وعواصم عالمية كثيرة، في محاولة للتوصل إلى تسوية سياسية للأزمة في سوريا، ونجح فقط في إبرام هدنة بين النظام والمعارضة السوريين في عطلة عيد الأضحى الماضي.
واقترح الموفد العربي الأممي المشترك الأحد الماضي عقد محادثات بين المعارضة السورية وشخصيات مقبولة من النظام السوري في مقر الأمم المتحدة بنيويورك.
من جانبها رحبت الحكومة السورية بما وصفته بـ «صحوة المجتمع الدولي، » وتيقنه من عدم جدوى محاولات إسقاط النظام من الداخل. ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» على لسان وزير الإعلام عمران الزعبي قوله: «إن الموقف الدولي بدأ يستعيد رشده وهو ما انعكس في تحول مواقفه السياسية، بعد تيقنه بأن أخذ سوريا من الداخل وتفكيك الدولة وإسقاط النظام بالقوة أمر غير ممكن». وأكد وزير الإعلام على أن «الدعوة للحوار موجهة إلى كل السوريين في الداخل والخارج، وأن الدولة وفرت كل الضمانات والأدوات اللوجستية للمعارضة خلف الحدود لتسهيل مشاركة كل من يرغب بالمشاركة في حوار جدي وعميق»، داعياً إلى المشاركة في الحوار «على أساس الثوابت الوطنية ورفض الأجندات الخارجية». وألقى الزعبي الضوء في لقاءه مع الكوادر القيادية في فرع دمشق، لحزب البعث العربي الاشتراكي، قائلاً إن «سوريا لن تتخلى عن المقاومة، وأنه لن يكون هناك سلام مع إسرائيل على حساب الحقوق الوطنية، ولن تسمح بالمساس بالسيادة الوطنية ولا العلم ولا الجيش الوطني، أو وحدة المكون والجغرافيا».