عواصم – «وكالات»: قال الرئيس السوري بشار الأسد إن قواته تستعيد زمام المبادرة على الأرض في مواجهة المعارضة المسلحة، في حين عقد أكبر جناحين للمعارضة السورية مؤتمرين في باريس وجنيف..
ونقلت صحيفة «الأخبار» اللبنانية عن زوار التقوا الأسد بدمشق تأكيده أن «الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض وحقق نتائج هامة»، وأنه حال دون سيطرة المعارضة على محافظات بأكملها، بينما «ظل ملعبهم» مناطق حدودية مع تركيا والأردن ولبنان وبعض الجيوب التي يتم التعامل معها في محيط دمشق التي أكد أن نقاطها الإستراتجية «آمنة، ولا سيما طريق المطار».
وشدد الأسد على أنه «لا تزحزح عن بنود اتفاق جنيف» الذي أقرته مجموعة العمل بشأن سوريا يوم 30 يونيو الماضي، ولم يشترط تنحي الأسد الذي تنتهي ولايته عام 2014.
وأضافت الصحيفة المقربة من النظام السوري أن الأسد رد على طرح الموفد الأممي العربي الأخضر الإبراهيمي خلال زيارته الأخيرة لدمشق مسألة التنحي في المرحلة الانتقالية، بتأكيده أن الحل السياسي يحدده «الوضع الميداني الذي يتحسن يوما بعد آخر» لمصلحته. كما انتقد الأسد الدعم التركي للمعارضة، معتبرا أن إغلاق أنقرة حدودها في وجه المقاتلين سيتيح له حسم المعركة «خلال أسبوعين».
في المقابل، عقد الائتلاف الوطني السوري اجتماعا لمجموعة أصدقاء الشعب السوري بحضور ممثلين عن 55 بلدا في باريس، حيث أجمع المشاركون على دعم الائتلاف باعتباره البديل الوحيد القادر على تخليص سوريا من نظام الأسد وتجنيبها خطر التطرف، بينما شدد الائتلاف على ضرورة دعمه بالمال والسلاح النوعي ليتسنى له تشكيل حكومة انتقالية وحسم الصراع.
كما عقدت هيئة التنسيق الوطنية بالتوازي في جنيف المؤتمر الدولي السوري بمشاركة ممثلين عن 35 حزباً وتنظيماً لإبراز ما يسمى الطريق الثالث الذي يسعى لحل الأزمة بعيدا عن القتال.
واتهم رئيس الهيئة في المهجر هيثم مناع باريس بأنها جمعت عددا من السوريين لتملي عليهم ما تريد، متهما الحكومة الفرنسية بالتخبط «منذ أيام ليبيا» وأنها تعود إلى أيام العنفوان الاستعماري.
ميدانيا حقق الجيش السوري الحر إنجازا جديدا في مدينة دير الزور شرقي البلاد حيث بسط السيطرة على مبنى الأمن السياسي وسط المدينة التي تتعرض لقصف قوات النظام، بينما أفادت الشبكة السورية لحقوق الانسان بمقتل 25 شخصا امس خاصة في حمص وحماة. وتجري اشتباكات بين الثوار وجيش والنظام قرب دمشق، في الوقت الذي تتعرض عدة مدن لقصف قوات النظام.
وأفادت شبكة شام أن تحرير مبنى الأمن السياسي في دير الزور جاء عقب اشتباكات عنيفة جرت مع قوات النظام دامت عدة أيام سيطر خلالها الجيش الحر على 11 معتقلاً تابعا لفرع الأمن، والإفراج عن جميع المعتقلين الموجودين بداخلها كما استحوذ على آليات ومعدات ثقيلة وذخيرة.
وقبل الاستيلاء على المبنى ظل الثوار يقصونه بقذائف الهاون، ودخلوا في اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية في محيط المبنى من جهة حي الحويقة ومنطقة حطلة.
وقالت الهيئة العامة للثورة إن الاستيلاء على مبنى الأمن السياسي في دير الزور وما رافقه من معارك ومواجهات يدخل في إطار عملية عسكرية يقوم بها الثوار وتستهدف حواجز عسكرية في المدينة، وأدت إلى سيطرتها على «على حاجز السياسية ومنطقة الجسر».
في غضون ذلك تواصل قوات النظام قصف مدينة دير الزور وخاصة على حي العرضي والحويقة الذي يشهد اشتباكات بين الثوار وقوات النظام.
وفي تقدم آخر تمكن عناصر الجيش الحر من السيطرة على السجن المركزي في مدينة إدلب «شمال». وفي ريف إدلب قالت شبكة شام إن قوات النظام تقصف براجمات الصواريخ قرى بينين ودير سنبل بجبل الزاوية وتقصف بالمدفعية الثقيلة منطقة الرويحة الواقعة شرق قرية سرجة.
وفي وقت سابق تمكن مقاتلو الجيش الحر من الاستيلاء على رتل عسكري تابع لقوات النظام بمدينة الطبقة في ريف الرقة شمالي البلاد، في وقت كان الرتل العسكري متجها نحو مطار الرقة العسكري.
وأفادت لجان التنسيق المحلية أن عناصر الجيش الحر تمكنوا في تلك العملية من الاستحواذ على آليات ومدرعات وأسلحة. ويأتي ذلك في وقت لا يزال الثوار يحاصرون عناصر قوات النظام داخل المدينة لليوم الخامس على التوالي.
في هذه الأثناء تواصل قوات النظام قصف عدة مدن وبلدات، حيث أفادت شبكة شام صباح الامس أن الطيران الحربي جدد القصف العنيف على عدة مناطق في الغوطة الشرقية بريف دمشق.
كما أفاد اتحاد تنسيقيات الثورة بأن قوات النظام جددت القصف على مدينة الشيخ مسكين بدرعا، حيث شن طيران النظام عدة غارت جوية على المدينة، وتظهر صور بثها ناشطون اشتباكات بين الثوار وجيش النظام في مدينة بصر الحرير بريف درعا. ويقول ناشطون إن القصف استهدف مدن الشيخ مسكين وبصرى الشام بريف درعا.
في غضون ذلك تدور اشتباكات عنيفة بين الجيش الحر وقوات النظام وخاصة في بلدة اليادودة بريف درعا، وسط قصف بالمدفعية الثقيلة على البلدة.
وفي وسط البلاد قصفت قوات النظام براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة أحياء حمص المحاصرة، وتركز القصف على حي جورة الشياح.
في غضون ذلك قالت لجان التنسيق المحلية إن معارك عنيفة دارت بين الثوار وقوات النظام في جنوب دمشق، حيث قالت لجان التنسيق إن الجيش الحر سيطر على حاجز عسكري قرب حران العواميد المحاذية لمطار دمشق الدولي.
وفي دمشق أيضا قُتل وجُرح عدة أشخاص جراء اشتباكات بين قوات النظام والجيش الحر في حي القدم الذي شهد حركة نزوح لبعض الأهالي، وسقوط قذائف على مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور للحي.
وفي محيط العاصمة، شن الطيران الحربي غارتين على بلدة دير العصافير، ومست القذائف مناطق عدة منها دوما «شمال شرق» وشبعا والمعضمية وداريا «جنوب غرب».