
بغداد – وكالات: شن إياد علاوي زعيم ائتلاف القائمة العراقية هجوما لاذعا على رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قائلا إن العراق ليس ملكاً لشخص واحد.
وأضاف أنه لا بديل عن رحيل حكومة المالكي وفسح المجال أمام حلول جذرية بعدما أثبتت عجزها الكامل عن إصلاح الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والأمنية وتوفير الخدمات.
وقد شهدت العراق في بعض مناطقها، أمس الاول، احتجاجات ضد رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، حيث احتشد الآلاف في محافظة الأنبار وعدة مدن عراقية، تحت مسمى «جمعة الصمود»، للمطالبة بإطلاق المعتقلين وإلغاء قانون الإرهاب والتوقف عن اضطهاد السنة.
وأعلن ائتلاف القائمة العراقية، الذي يتزعمه إياد علاوي، أنه ستتم الدعوة إلى حل البرلمان العراقي في غضون 48 ساعة.
وقال الائتلاف إن حكومة المالكي ستكون حكومة منزوعة الصلاحية أي حكومة تصريف أعمال.
وفي مظاهرات الجمعة، هتف المحتجون بالشعار التقليدي لثورات الربيع العربي: «الشعب يريد إسقاط النظام»، في تواصل لحركة احتجاج شعبية انطلقت قبل أسبوعين، وكان مركزها في الأنبار.
وفي الرمادي، مركز محافظة الأنبار ذات الغالبية السنية، خرج نحو 200 ألف متظاهر إلى شوارع المدينة. وفي الموصل، احتشد متظاهرون في مساجد المدينة، وسط مطالبات بإخراج قوات الشرطة الاتحادية، واستبدالها بشرطة المدينة.
وامتدت الاحتجاجات إلى مناطق ومدن وأحياء لم تشهد مظاهرات من قبل، حيث توافد الآلاف إلى مدينة الأعظمية وسط العاصمة بغداد مع انتشار كثيف لقوات الأمن. وخرجت مظاهرات بالتزامن أيضا في الفلوجة وسامراء وتكريت وديالى.
وتأتي هذه المظاهرات على خلفية قيام السلطات العراقية باعتقال عدد من حراس وزير المالية، رافع العيساوي، بتهمة التورط في أعمال إرهابية.
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين، منذ 25 ديسمبر الماضي، مظاهرات حاشدة للمطالبة بإطلاق سراح السجينات والمعتقلين وتغيير مسار الحكومة.
وفي غضون ذلك، حذر مكتب القائد العام للقوات المسلحة من وجود مجموعات «إرهابية» تخطط لاستهداف المتظاهرين بمدينة الأنبار، مؤكداً أن القوات المسلحة ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لتأمين حماية المتظاهرين.
وكان المئات من المصلين من المذهبين السني والشيعي ورجال الدين، احتشدوا في مرقد الإمام حنيفة بمنطقة الأعظمية شمال بغداد؛ استعداداً لأداء صلاة موحدة في المرقد، في وقت سابق الجمعة، وذلك دعماً للمعتصمين في مدينة الرمادي، غرب العراق، وسط تدابير أمنية مشددة.
وعلى الرغم من إغلاق منافذ دخول المدينة منذ الساعات المبكرة من صباح الجمعة، فإن حشداً من المصلين نجحوا في الوصول إلى المرقد؛ لأداء الصلاة تضامناً مع المعتصمين والمتظاهرين في الأنبار ونينوى وصلاح الدين».
ويعقد مجلس النواب العراقي جلسة طارئة اليوم الأحد بدعوة من رئيسه أسامة النجيفي لمناقشة مطالب المتظاهرين.
عضو التحالف الكردستاني النائب محسن السعدون بيّن لإذاعة العراق الحر أن جلسة اليوم ستضع خارطة طريق لعمل البرلمان خلال المرحلة المقبلة وذلك على ضوء دراسة مطالب المتظاهرين، مستبعدا مناقشة قوانين الإرهاب، والعفو العام، والمساءلة والعدالة خلال الجلسة.
الى ذلك اكد عضو ائتلاف دولة القانون سعد المطلبي في تصريح لإذاعة العراق الحر أن التحالف الوطني لم يطلع بعد على جدول أعمال جلسة البرلمان اليوم الأحد، مستبعدا في الوقت نفسه حضور التحالف الوطني الجلسة أو أن تكون الجلسة مجدية.
المطلبي أوضح أن دولة القانون باتت اليوم أقلية في مجلس الوزراء ومجلس النواب بينما العراقية والتحالف الكردستاني والتيار الصدري بإمكانهم تشكيل أغلبية برلمانية معارضة وبالتالي تمرير القوانين التي جاءت في ورقة مطالب المتظاهرين.
ولم يستبعد المحلل السياسي خميس البدري أن تمرر الكثير من القوانين أو تلغى قوانين سابقة إذا ما حصل تقارب بين الصدريين والعراقية والتحالف الكردستاني، ورأى أن عملية مناقشة مطالب المتظاهرين داخل البرلمان لن تخلو من الممانعة والتسويف بسبب صراعات الكتل السياسية وحال التشنج السائدة بين دولة القانون والعراقية.
وكان ائتلاف العراقية دعا في اجتماع عقده مساء الأربعاء الماضي، الحكومة إلى تنفيذ كامل «مطالب الشعب العادلة» ووضع حد نهائي لعمليات «الإقصاء والتهميش» وإستهداف شرائح واسعة من الشعب العراقي، وإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان والفساد.
وحضر الاجتماع زعيم الائتلاف إياد علاوي، وأسامة النجيفي وصالح المطلك ورافع العيساوي وقادة بارزون في الائتلاف، بحسب بيان نشر على الموقع الالكتروني الرسمي لزعيم الائتلاف أياد علاوي.