غزة «وكالات»: توقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس انتهاء حالة الانقسام المستمرة منذ خمس سنوات بين أكبر فصيلين فلسطينيين في حين نظمت حركة فتح التي يتزعمها يوم الجمعة أول مهرجان جماهيري حاشد لها في قطاع غزة بموافقة حركة حماس التي تدير القطاع منذ عام 2007.
وقال عباس في كلمة نقلها التلفزيون أمام مئات الآلاف من اتباع فتح الذين نظموا مسيرة في غزة يوم الجمعة رافعين أعلام فتح الصفراء بدلا من أعلام حماس الخضراء «قريبا سوف نستعيد وحدتنا».
وتقتصر سلطة عباس منذ حرب قصيرة بين فتح وحماس في عام 2007 على الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وكانت حماس طردت حركة فتح من قطاع غزة أثناء الحرب الأهلية لكنها وافقت على تنظيم المهرجان بعد أن وصلت محادثات السلام بين حكومة عباس وإسرائيل إلى طريق مسدود مما أدى إلى تضييق الخلافات السياسية بين الحركتين.
وزاد التقارب بين الحركتين بعد الهجوم الذي شنته إسرائيل على غزة في نوفمبر تشرين الثاني والذي أعلنت فيه حماس انتصارها على إسرائيل رغم الأضرار التي لحقت بها. وحاولت مصر لفترة طويلة التوسط لتحقيق المصالحة بين فتح وحماس لكن الجهود السابقة تعثرت بسبب قضايا تتعلق بتقاسم السلطة وحيازة الأسلحة ومدى قبول إسرائيل وقوى أخرى لحكومة فلسطينية تشارك فيها حماس. وقال مسؤول مصري لرويترز إن القاهرة تستعد لدعوة الحركتين إلى إجراء مفاوضات جديدة في غضون أسبوعين. وتخشى إسرائيل من أن يؤدي الدعم الجماهيري لحماس في النهاية إلى الإطاحة بالسلطة الفلسطينية التي يترأسها عباس في الضفة الغربية.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس «حماس قد تسيطر على السلطة الفلسطينية في أي يوم».
وهذا المهرجان الجماهيري إحياء للذكرى السنوية الثامنة والأربعين لتأسيس فتح التي قادت حرب الفلسطينيين ضد إسرائيل. وكان الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات الذي تزعم الحركة لفترة طويلة وقع اتفاقية سلام مؤقتة عام 1993 منحت الفلسطينيين حكما ذاتيا محدودا.
غير أن حركة حماس رفضت هذه الاتفاقية وفازت في انتخابات تشريعية فلسطينية أجريت عام 2006. وشكلت الحركة تحالفا هشا مع فتح حتى حدث الانقسام بينهما بمواجهة مسلحة في العام التالي.