الخرطوم - «ا. ف. ب»: اعلنت اجهزة المخابرات السودانية امس انها احبطت «مؤامرة» ضد امن البلاد مشيرة الى ضلوع عناصر من الجيش والمعارضة التي نفت ذلك.
وقال شاهد لوكالة فرانس برس انه رأى خلال الليل دبابات وآليات نقل جنود تسير في العاصمة.
وقال المركز السوداني للخدمات الصحافية القريب من الاجهزة الامنية في خبر مقتضب ان «اجهزة الامن والمخابرات احبطت فجر الخميس مؤامرة تستهدف امن» الدولة.
واضاف ان «هذه المؤامرة هي بقيادة مسؤولين في احزاب المعارضة».
واوضح مصدر للمركز ان السلطات تحقق في ضلوع الطاقم العسكري والمدني على السواء.
واعتقلت السلطات الفريق صلاح قوش، الرئيس السابق لجهاز الأمن والمخابرات، على خلفية الاتهام بالمشاركة في المحاولة الانقلابية بحسب ما ذكرته مصادر عسكرية مطلعة
واعلن مسؤول كبير في الحزب الحاكم في السودان بعد ذلك لوكالة فرانس برس ان رئيس جهاز المخابرات السابق صلاح قوش استجوب لكنه لم يعتقل،.
وقال ربيع عبد العاطي عبيد من حزب المؤتمر الوطني «لا اعتقد انه اوقف» مضيفا «لقد استدعوه للحصول على معلومات لانه كان رئيسا لجهاز المخابرات سابقا».
وقال المركز السوداني للخدمات الصحافية: ان «الجهاز ظل يتابع حلقات المخطط التخريبي الساعي إلي زعزعة الاستقرار والأمن بالبلاد»، مضيفًا أن الجهات المختصة «بدأت مباشرة الإجراءات الأمنية والتحقيقات مع شخصيات مدنية وعسكرية ذات صلة بالمخطط بعد إلقاء القبض عليهم».
لكن ناطقا باسم ائتلاف احزاب المعارضة فاروق ابو عيسى رفض اي علاقة بهذه القضية.
وقال ابو عيسى لوكالة فرانس برس «لقد سمعنا عن هذا الامر وهذا امر خاطىء. نحن نؤيد تغييرا ديموقراطيا وسلميا للسلطة» عبر الاضرابات والتظاهرات لاسقاط النظام الاسلامي بقيادة الرئيس عمر البشير الذي يتولى رئاسة البلاد منذ 23 عاما.
واضاف هذا المعارض «الحكومة تعرف هذا الامر جيدا».
وتولى عمر البشير السلطة في انقلاب عسكري في 1989 واطاح بالحكومة المنتخبة ديموقراطيا ونصب مكانها نظاما اسلاميا.
وصدرت بحقه منذ 2009 مذكرة توقيف عن المحكمة الجنائية الدولية التي تتهمه بارتكاب ابادة وجرائم ضد الانسانية وجرائم حرب في دارفور، المنطقة في غرب البلاد التي تشهد حربا اهلية منذ 2003.
وقال محلل سوداني رفض الكشف عن اسمه «الكثير من الناس يقولون ان 23 عاما في الحكم، طويلة ويتساءلون حول الفارق بين البشير ومبارك والاسد» في اشارة الى الرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي اطيح به من السلطة في فبراير 2011 بضغط الشارع والرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه حركة احتجاج شعبية منذ مارس 2011.
وروى شاهد لوكالة فرانس برس انه رأى دبابات وناقلات جند تجوب المدينة.
وقال الشاهد الذي فضل عدم الكشف عن هويته «كنت في جادة عبيد ختم قرابة الساعة 2,00 حين رأيت دبابات ومدرعات تنقل عسكريين وتجهيزات متوجهة الى وسط تلك المنطقة».
وجادة عبيد ختم هي شارع رئيسي يربط المطارين العسكري والمدني في الخرطوم بمباني الحكومة في وسط المدينة.
وصباح الامس لم تكن هناك اية مظاهر تعبئة عسكرية في العاصمة.
واعلن عن احباط المؤامرة بعد ساعات على تاكيد الجيش السوداني الاربعاء شن غارة جوية قرب سماحة وهي منطقة حدودية متنازع عليها مع جنوب السودان اقام فيها متمردون من دارفور معسكرا.
وقال المتحدث باسم الجيش الصوارمي خالد سعد في بيان «هاجمنا الرقيبات الواقعة على بعد 40 كلم شمال الحدود الدولية مع جنوب السودان و10 كلم شمال سماحة»، متهما المتمردين بالاستفادة من «دعم كبير» من جانب جنوب السودان.
واعلنت جوبا من جهتها ان جارها الشمالي قصف سوقا على اراضي جنوب السودان، من دون توضيح اسم المنطقة بالتحديد.
وسماحة، احدى المناطق الخمس التي يتنازع عليها السودان وجنوب السودان تعتبرها الخرطوم جزءا لا يتجزأ من ولاية دارفور «غرب».