
عواصم - «أ.ف.ب»: اصيب 22 مقاتلا سوريا معارضا جراء قصف بالطيران الحربي استهدفهم صباح امس خلال محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان بريف إدلب «شمال غرب» والمحاصر منذ ايام، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد «اصيب 22 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة بجروح اثر القصف الذي تعرضوا له من طائرة حربية لدى محاولتهم اقتحام معسكر وادي الضيف للقوات النظامية المحاصر منذ عدة ايام». وافاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن وكالة فرانس برس في اتصال هاتفي ان ثلاثة من المصابين في حالة حرجة.
وكان الطيران الحربي قصف صباح أمس مدينة معرة النعمان التي سيطر عليها المقاتلون المعارضون قبل ايام، وقرية معرشمشة المحيطة بالمعكسر، بحسب المرصد.
كذلك افاد المرصد عن تعرض بلدة حيش الواقعة جنوب معرة النعمان الى قصف بالطيران الحربي، بعدما «استشهد فيها ليل الجمعة 12 مقاتلا من الكتائب الثائرة المقاتلة من محافظة حماة، وذلك خلال اشتباكات عنيفة دارت في البلدة».
ويفرض المقاتلون المعارضون منذ ايام حصارا على معسكر وادي الضيف، القاعدة العسكرية الاكبر في منطقة معرة النعمان والذي شهد محيطه الجمعة اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين، بحسب المرصد.
وكان المقاتلون سيطروا الثلاثاء على مجمل معرة النعمان باستثناء حاجز واحد على مدخل المدينة ما زال تحت سيطرة القوات النظامية، بحسب المرصد.
وتعد معرة النعمان مدينة استراتيجية نظرا الى وقوعها على خط امداد القوات النظامية الى حلب كبرى مدن شمال سوريا التي تشهد معارك يومية، وحيث قتل السبت اربعة مقاتلين خلال اشتباكات مع القوات النظامية في أحياء العامرية والاذاعة وصلاح الدين والاعظمية والزهراء والاحياء الغربية، بحسب المرصد.
وفي حمص «وسط»، تعرض حي الخالدية صباح الامس للقصف بقذائف الهاون من قبل القوات النظامية «رافقه اصوات انفجارات هزت ارجاء الحي المحاصر»، بحسب المرصد. كما تعرضت مدينة القصير في ريف حمص للقصف.
وتسعى القوات النظامية الى السيطرة على احياء في حمص التي تعد معقلا للمقاتلين المعارضين، وشهدت على امتداد النزاع السوري الممتد منذ 19 شهرا، معارك عنيفة.
ولا تزال اجزاء منها خاضعة للحصار وتتعرض للقصف.
وفي درعا «حنوب»، تتعرض بلدة معربة لقصف عنيف من قبل القوات النظامية التي تحاول اقتحامها، وتخوض اشتباكات مع المقاتلين المعارضين في محيطها، بحسب المرصد.
قتل اكثر من 33 الف شخص خلال النزاع السوري المستمر منذ اكثر من 18 شهرا، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان السبت وكالة فرانس برس.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي ان عدد القتلى وصل الى 33 ألفا و82 شخصا، منذ اندلاع الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظام الرئيس بشار الاسد في منتصف مارس 2011.
واوضح ان الضحايا «هم 23 الف و630 مدنيا، و1241 مقاتلا منشقا وثمانية آلاف و211 من القوات النظامية». وتشمل حصيلة المدنيين اولئك الذين حملوا السلاح لقتال القوات النظامية من غير الجنود المنشقين.
ولفت عبد الرحمن الى ان قرابة ألف شخص قتلوا في الايام الخمسة الاخيرة، معتبرا ان «ما يجري حاليا في سوريا هو حرب رسمية»، موضحا ان عدد الضحايا «قد يكون مضاعفا» في حال إجراء تحقيق جدي بعد انتهاء النزاع.
ولا تشمل الحصيلة المئات من الجثث المجهولة الهوية، او «الشبيحة» من الميليشيات الموالية للنظام، او العدد الكبير من المفقودين الذين لا يعرف مصيرهم.
وقال المرصد ان المعدل اليومي للقتلى في اكتوبر بلغ 189 شخصا.
سياسيا ابدت دمشق امس استعدادها لتشكيل لجنة امنية للتواصل المباشر بين سوريا وتركيا وقت تشهد الحدود بين البلدين توترا متصاعدا، بحسب ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.
واورد البيان ان الوزارة ناقشت مع السفير الروسي في دمشق «استعدادها لانشاء لجنة امنية سورية تركية مشتركة تتولى مهمة ايجاد آلية لضبط الاوضاع الامنية على جانبي الحدود المشتركة في اطار احترام السيادة الوطنية لكل من سورية وتركيا».
ويعكس هذا الموقف «ترحيب سورية بما اعلنه وزير الخارجية الروسي «سيرغي لافروف» امام مجلس الاتحاد الروسي في العاشر من الشهر الجاري حول ضرورة اقامة آلية للتواصل الامني المباشر بين سورية وتركيا»، بحسب ما جاء في البيان.
وشهدت العلاقات بين سوريا وروسيا من جهة وتركيا من جهة اخرى توترا في الايام الاخيرة، بعد ارغام انقرة الاربعاء طائرة سورية مدنية قادمة من موسكو على الهبوط لتفتيشها، واتهامها بنقل معدات عسكرية الى النظام السوري.
وردت دمشق بنفي هذه الاتهامات، في حين اكدت موسكو على لسان لافروف ان الطائرة كانت تنقل «معدات رادار مشروعة» بالكامل.
وشهدت الحدود بين سوريا وتركيا في المدة الاخيرة ارتفاعا في حدة التوتر بعد تكرار حوادث سقوط قذائف مصدرها الجانب السوري على قرى حدودية تركية، ما دفع انقرة الى الرد بالمثل والتلويح بالتصعيد.
من جانبه دعا رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان امس الى اصلاح مجلس الامن الدولي لوقف العرقلة التي تمارس بالنسبة للازمة السورية بسبب حق النقض الذي تستخدمه روسيا والصين.
وقال خلال مؤتمر صحافي في اسطنبول «اذا كان يلزم الامر انتظار لمعرفة ما سيقوله عضو او عضوان دائمان في مجلس الامن، فحينئذ يكون مصير سوريا فعليا في خطر كبير» في اشارة ضمنية الى روسيا والصين.
وتندد روسيا، الحليفة التقليدية لنظام دمشق، بسياسة «التدخل» الغربية وعرقلت حتى الان كل مشروع قرار في مجلس الامن يمهد الطريق امام اجراءات ملزمة للنظام السوري.
واستخدمت موسكو وبكين حق النقض ثلاث مرات ضد مشاريع قرارات حول سوريا.
واضاف اردوغان «لقد آن الاوان لتغيير هيكلية مؤسسات دولية بدءا بمجلس الامن الدولي» داعيا الى تغيير «نحو تمثيل اوسع واكثر عدلا واكثر فاعلية».
وقال رئيس الوزراء التركي ان «مجلس الامن الدولي وعبر عدم تمكنه من تطبيق سياسة فعالة ازاء الاحداث في سوريا، يفقد سريعا مشروعيته في نظر المضطهدين في المناطق الاخرى من العالم».
واوضح اردوغان ان اصلاح مجلس الامن يجب ان ياخذ في الاعتبار تصاعد قوة دول مثل تركيا والبرازيل والهند واندونيسيا وان يكرس واقع ان «الغرب لم يعد المركز الوحيد للعالم».
من جانبها اعتبرت الخارجية الامريكية الجمعة ان الدعم الروسي لسوريا «يفتقد الى الاخلاقية»، في تعليق على اعتراض تركيا لطائرة مدنية سورية كانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق وتنقل معدات عسكرية.
وأكد رئيس الوزراء التركي الخميس ان الحمولة التي تمت مصادرتها الاربعاء على متن طائرة «ايرباص ايه 320» تابعة لشركة السورية للطيران وكانت تقوم برحلة بين موسكو ودمشق، تتضمن «معدات وذخائر موجهة لوزارة الدفاع السورية».
وعقب تصريحات اردوغان، اعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة ان الطائرة السورية كانت تنقل «معدات رادار مشروعة» بالكامل.
واقرت المتحدثة باسم الخارجية الامريكية فيكتوريا نولاند بان روسيا لم تنتهك اي حظر على نظام الرئيس السوري بشار الاسد، الا انها اعتبرت ان «السياسة «الروسية في الملف السوري» تفتقد الى الاخلاقية». وتتواجه واشنطن وموسكو منذ اشهر بشأن الملف السوري، اذ يأخذ الامريكيون على الروس استخدامهم ثلاث مرات لحق النقض «الفيتو» مع الصينيين لمنع اصدار قرارين في الامم المتحدة يهددان النظام السوري بعقوبات.
واكدت نولاند ان «كل «الاعضاء» الاخرين في مجلس الامن يقومون بما في وسعهم بشكل احادي كي يتأكدوا من ان نظام الاسد لا يحظى باي دعم خارجي». واضافت «نقول منذ قرابة العام ان اي بلد مسؤول يجب الا يساعد آلة الحرب لنظام الاسد».