
نيوم «السعودية» - «كونا» و«وكالات»: أكدت الكويت والسعودية تطوير أوجه التعاون الراسخ والوثيق بين البلدين الشقيقين، وتعزيز التكامل بينهما على كافة الأصعدة، في ظل القيادة الحكيمة لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وأخويهما خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء.
جاء ذلك خلال المباحثات التي أجراها سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، في مدينة نيوم السعودية أمس، مع صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي.
كما جرى التأكيد في أثناء المباحثات، على أهمية استمرار التنسيق الوثيق والتشاور الدائم، بما يعكس تطلعات شعبي البلدين الشقيقين، نحو مزيد من التقدم والازدهار، وحرصهما على دفع العلاقات التاريخية والأخوية إلى آفاق أرحب، تعميقا للشراكة الاستراتيجية وترسيخا لدعائم العمل الثنائي المشترك.
وبحث الجانبان أيضا، آخر المستجدات والقضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، ومواقف البلدين الشقيقين تجاهها، سيما الجهود الرامية لإرساء دعائم الأمن والسلام في المنطقة والعالم، ونقل سمو رئيس مجلس الوزراء خلال اللقاء، تحيات صاحب السمو أمير البلاد، وسمو ولي العهد، وتمنياتهما للمملكة العربية السعودية وشعبها الشقيق، بدوام التقدم والازدهار.
حضر المقابلة عن الجانب السعودي صاحب السمو الأمير سلطان بن سعد، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت، وصاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، ومساعد وزير المالية هندي السحيمي، ونائب المحافظ رئيس الإدارة العامة للاستثمار في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة يزيد الحميد.
كما حضر المقابلة عن الجانب الكويتي، مدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل جابر الأحمد، والعضو المنتدب للهيئة العامة للاستثمار سعود سالم الصباح.
وقد أعرب سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، عن اعتزازه البالغ بزيارة المملكة العربية السعودية الشقيقة، والتي تجمعها مع الكويت روابط تاريخية عميقة ومتجذرة، وعلاقات أخوية متميزة، مؤكدا سموه عقب وصوله والوفد المرافق له إلى مدينة نيوم، في زيارة رسمية للسعودية، أن الزيارة فرصة مميزة لتعزيز العلاقات المتينة، والتشاور الثنائي المتواصل في مختلف القضايا، التي تصب في صالح البلدين والشعبين الشقيقين.
وأشاد سموه بالسياسة الحكيمة التي تنتهجها قيادة وحكومة المملكة العربية السعودية الشقيقة، ومواقفها المشهودة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
وكان في مقدمة مستقبلي سمو رئيس مجلس الوزراء، لدى وصوله إلى نيوم، صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن محمد بن فهد، وزير الدولة عضو مجلس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سعد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى دولة الكويت، والقائم بالأعمال بالإنابة في سفارة دولة الكويت لدى المملكة حمد السلوم، والقنصل العام لدولة الكويت في مدينة جدة ومندوبها الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي يوسف التنيب.
في سياق ذي صلة كشفت مصادر كويتية رفيعة المستوى لجريدة «الاقتصادية» السعودية، أن الحكومة الكويتية تتجه لإنشاء شركة للاستثمار في المشاريع الإقليمية العملاقة، وعلى رأسها السوق السعودية، في ظل ما تشهده السعودية من طفرة اقتصادية ومشاريع تحولية كبرى ضمن «رؤية السعودية 2030».
وأوضحت المصادر أن هذه المشاريع تشمل مناطق إستراتيجية مثل «نيوم»، «ذا لاين»، والمنطقة الشرقية، التي باتت تمثل بيئة استثمارية جاذبة للصناديق السيادية والشركات الكبرى في المنطقة.
أضافت أن هذا التوجه يأتي انعكاسا مباشرا لنمو الاقتصاد السعودي بوتيرة متسارعة، وازدياد الفرص الاستثمارية النوعية التي تتيحها المشاريع التنموية الضخمة في القطاعات المختلفة، ما دفع الجهات المعنية في الكويت إلى دراسة سبل الاستفادة من هذا الزخم عبر كيان استثماري مرن وقادر على دخول أسواق واعدة.
المصادر ذاتها ذكرت أن مجلس الوزراء الكويتي يعكف حاليا على دراسة مقترح لإنشاء كيان استثماري ضخم، يتمتع بطبيعة قانونية خاصة وبرأسمال مبدئي يقدر بـ 50 مليار دينار «610 مليارات ريال»، ليكون ذراعا سياديا يمول ويشغل المشاريع الكبرى داخل الكويت وخارجها، لافتة إلى أن الشركة ستعنى بعدد من القطاعات الإستراتيجية، من أبرزها: الطاقة، النقل، البنية التحتية، المدن الذكية، والمناطق الصناعية.
وأكدت أن الهيكل القانوني والتشغيلي للشركة سيتم رفعه لمجلس الوزراء خلال الأسابيع المقبلة، تمهيدا لإقراره، موضحة أن هذا الكيان سيسهم في تعزيز التكامل الاقتصادي الخليجي، وفتح آفاق جديدة للاستثمارات التنموية المشتركة.
وكتن سمو الشيخ أحمد العبد الله رئيس مجلس الوزراء، قد غادر والوفد المرافق له البلاد أمس، متوجها إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، في زيارة رسمية.
وكان في مقدمة مودعي سموه على أرض المطار، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء شريدة المعوشرجي، ووزير الدفاع الشيخ عبد الله العلي، وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، وديوان رئيس مجلس الوزراء.