
«وكالات»: فيما تستمر معاناة الفلسطينيين في ظل حرب التجويع والحصار، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي إبادته الممنهجة لقطاع غزة، حيث ارتكب صباح أمس السبت، مجزرة جديدة قرب مركزي توزيع مساعدات في خان يونس ورفح جنوبي القطاع، أدت إلى استشهاد العشرات.
وأفادت مصادر في مستشفيات غزة باستشهاد 70 فلسطينيا بنيران جيش الاحتلال أمس، منهم 36 من طالبي المساعدات.
وميدانيا، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بنقل جنديين أصيبا بجروح حرجة في خان يونس جنوبي القطاع إلى المستشفى، في ظل أنباء عن «حدث أمني» لم تكشف تفاصيله.
من ناحيتها، دقّت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، ناقوس الخطر، مُجددة تحذيرها من تداعيات المجاعة الكارثية التي تضرب قطاع غزة نتيجة الإغلاق الإسرائيلي المشدد للمعابر منذ مطلع مارس الماضي. وأكدت الوزارة تسجيل ارتفاع ملحوظ في معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع.
وأفادت الوزارة بأنّ أعداداً غير مسبوقة من المواطنين المجوعين من كل الأعمار، تصل إلى أقسام الطوارئ في حالة إجهاد وإعياء شديدين.
وحذرت الوزارة من أن «المئات من الذين نحلت أجسادهم سيكونون عرضة للموت المحتم، نتيجة الجوع وتخطي قدرة أجسادهم على الصمود».
وقالت الوزارة في بيان: «مجاعة كارثية ومجازر دامية قرب مراكز المساعدات الأمريكية «مصائد الموت»، تهدد حياة آلاف المواطنين في قطاع غزة».
وأوضحت أن مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيونس جنوبي القطاع استقبل منذ فجر أمس السبت عشرات الشهداء والمصابين، نتيجة المجزرة الإسرائيلية باستهدافهم في مركز لتوزيع للمساعدات الأميركية في مدينة رفح «جنوب».
وفي 27 مايو الماضي، اعتمدت تل أبيب وواشنطن خطة لتوزيع مساعدات محدودة بعيداً عن إشراف الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وفاقمت هذه الآلية معاناة الفلسطينيين في غزة، حيث يطلق الجيش الإسرائيلي النار على المصطفين لتلقي المساعدات ويجبرهم على المفاضلة بين الموت جوعاً أو رمياً بالرصاص. سبّبت هذه الآلية، التي باتت توصف بأنها «مصائد للموت»، وفاةَ 877 فلسطينياً وإصابة 5 آلاف و666 آخرين منذ 27 مايو الماضي، وفق بيان لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الخميس.
وفي السياق، أكدت وزارة الصحة بغزة في بيانها أمس، أن القطاع يمر «بحالة مجاعة فعلية، تتجلى في النقص الحاد بالمواد الغذائية الأساسية، وتفشي سوء التغذية الحاد، وسط عجز تام في الإمكانيات الطبية لعلاج تبعات هذه الكارثة». وعلى مدى أشهر الإبادة، حذرت الوزارة من عجز تام في أصناف كثيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية في مخازنها ما يحول دون تقديم العلاجات اللازمة للمرضى والمصابين، حيث تفاقم ذلك مع إغلاق إسرائيل للمعابر أوائل مارس الماضي.
ومنذ 2 مارس 2025، تغلق إسرائيل جميع المعابر مع القطاع وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية، ما سبَّب تفشي المجاعة داخل القطاع. كما أوضحت وزارة الصحة بغزة في بيانها اليوم أن طواقمها الطبية رصدت «ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات الوفيات الناتجة عن الجوع وسوء التغذية»، من دون تفاصيل.
والجمعة، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، إن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية ارتفع إلى 69 منذ 7 أكتوبر 2023. وأضاف أن عدد الوفيات في صفوف الفلسطينيين بسبب نقص الغذاء والدواء ارتفع أيضاً إلى 620 شخصاً خلال الفترة نفسها.
وطالبت وزارة الصحة بغزة في بيانها أمس المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بـ»التحرك العاجل لوقف هذه المجازر وفتح الممرات الإنسانية لتوريد الغذاء والدواء والوقود بشكل آمن ومُنتظم».
من جهة أخرى، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيُفرج عن 10 محتجزين آخرين من غزة «قريباً»، دون تقديم تفاصيل إضافية، مشيداً بجهود مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف. وخلال عشاء مع أعضاء في مجلس النواب في البيت الأبيض، قال ترامب بحسب ما نقلت وكالة رويترز: «استعدنا معظم الرهائن. سنستعيد عشرة رهائن آخرين قريباً جداً، ونأمل أن ننتهي من ذلك بسرعة».
من جانبه، قال المتحدث باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في كلمة مصورة، أمس الأول الجمعة، إن حركة حماس «عرضت مراراً خلال الأشهر الأخيرة عقد صفقة شاملة نسلم فيها كل أسرى العدو دفعة واحدة». وأكد أن اسرائيل «رفضت ما عرضناه»، مضيفاً: «إذا تعنّت العدو بجولة المفاوضات، فلن نضمن العودة مجدداً لصيغة الصفقات الجزئية، ولا لمقترح الأسرى العشرة».