
باريس – «كونا»: أكد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حرص الكويت وفرنسا على دعم العلاقات الثنائية التاريخية الوطيدة التي تربط البلدين والشعبين الصديقين، وتنميتها في المجالات كافة، بما يسهم في تحقيق المنفعة المتبادلة والمصالح المشتركة.
جاء ذلك خلال المباحثات الرسمية التي عقدت بين الجانبين برئاسة صاحب السمو الأمير، والرئيس ماكرون، وتطرقت أيضا إلى التشاور والتنسيق، حول أهم القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية وتبادل وجهات النظر بشأنها.
من جهة أخرى، بعث صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، ببرقية إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قال فيها: «إنه ليسرني وأنا أغادر الجمهورية الفرنسية، بعد اختتام زيارتي الرسمية، وحضوري العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة احتفالكم بالعيد الوطني لبلدكم الصديق، أن أعرب لفخامتكم عن خالص الشكر وعظيم الامتنان، لما حظيت به والوفد المرافق من استقبال ودي وحفاوة بالغة، عكسا عمق علاقات الصداقة التاريخية الوثيقة التي تربط بين بلدينا وشعبينا الصديقين، الممتدة جذورها لأكثر من ستين عاما، وتواصل مسيرتها بخطى ثابتة ونجاحات متواصلة، مستندة على أسس راسخة من الثقة والاحترام المتبادلين.
أضاف سموه: وأود أن أعبر عن وافر التقدير للروح الودية والإيجابية، التي تميزت بها كافة اللقاءات والمحادثات التي تمت خلال الزيارة، وجسدت فرصة للتشاور وتبادل وجهات النظر والرؤى حول مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك، مؤكدا ثقتي بأن زيارتنا الناجحة لبلدكم الصديق، ستسهم في تعزيز الشراكات الاستراتيجية، وتطوير أواصر التعاون وتوسيع أبعاده إلى آفاق أشمل، في كافة المجالات والميادين، بما يلبي طموحات شعبينا الصديقين في بناء مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.
واختتم سمو الأمير برقيته بالقول: يشرفني أن أدعو فخامتكم لزيارة دولة الكويت في الوقت الذي ترونه مناسبا، متطلعا إلى الترحيب بكم على أرضها، وأغتنم هذه الفرصة لأبعث إليكم أطيب تمنياتي الشخصية بموفور الصحة والسعادة والتوفيق، راجيا للجمهورية الفرنسية وشعبها الصديق المزيد من الخير والرخاء.
وقد أقيمت ظهر أمس في قصر الإليزيه بالعاصمة الفرنسية باريس، مراسم الاستقبال الرسمية لسمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وذلك بمناسبة الزيارة الرسمية لسموه للجمهورية الفرنسية الصديقة.
وكان على رأس مستقبلي سموه، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تفضل سموه بمصافحة كبار المسؤولين بالحكومة الفرنسية، كما صافح الرئيس ماكرون بدوره أعضاء الوفد الرسمي المرافق لسموه.
كما حضر سمو الأمير والوفد الرسمي المرافق لسموه صباح أمس، حفل «يوم الباستيل» الذي تخلله العرض العسكري بمناسبة الاحتفال بالعيد الوطني للجمهورية الفرنسية ومرور 80 عاما على نهاية الحرب العالمية الثانية، والذي أقيم بالعاصمة الفرنسية باريس.
وشارك في الاحتفال أيضا الرئيس برابو سوبيانتو رئيس جمهورية اندونيسيا الصديقة، وكبار المسؤولين بحكومة الجمهورية الفرنسية.
وانطلق العرض العسكري من قوس النصر أول الشانزليزيه متجها إلى المنصة الرئيسية في ميدان «كونكورد»، حيث كان يقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وأعضاء حكومته، بينهم رئيس الوزراء فرانسوا بايرو إلى جانب سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو والعديد من كبار الضيوف.
شارك في العرض العسكري هذا العام أكثر من سبعة آلاف شخص، بينهم 5600 سيرا على الأقدام إلى جانب أكثر من 100 طائرة و250 مركبة آلية برفقة 200 حصان من الحرس الجمهوري.
وشهد العرض مشاركة مميزة من إندونيسيا، التي حضرت بوفد عسكري يضم أكثر من 400 عنصر، وذلك في إطار تعزيز علاقات التعاون الدفاعي بين البلدين.
وقالت الرئاسة الفرنسية في بيان إن عرض هذا العام يأتي متزامنا مع إحياء الذكرى المئوية لتأسيس مؤسسة «بلويه دو فرانس»، والذكرى المئوية للجنة الشعلة إذ قام الرئيس ماكرون خلال المناسبة بتقديم سيف رمزي جديد في بادرة رمزية لتكريم التاريخ العسكري الوطني.
كما خصص العرض حيزا لتكريم التزام الشباب الفرنسي، في خطوة تهدف إلى تعزيز القيم الوطنية والروح المدنية لدى الأجيال الجديدة.
وكان سمو أمير البلاد قد استقبل عصر أمس الأول، وزير التجارة الخارجية والفرنسيين في الخارج لوران سان مارتين، وعددا من أعضاء غرفة التجارة الفرنسية وذلك في مقر إقامة سموه بالعاصمة الفرنسية باريس.
وأكد صاحب السمو على أهمية دعم فرص الاستثمار في عدد من القطاعات الحيوية، وخلق بيئة اقتصادية تنافسية وتعزيز التعاون الاستراتيجي مع الشركات الكبرى في الجمهورية الفرنسية، والعمل على نقل المعرفة واستقطاب رؤوس الأموال للمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني، وتنمية رأس المال البشري الكويتي، لخلق فرص عمل للشباب، والإسهام في دفع عجلة التنمية في البلاد.
حضر اللقاء وزير الدفاع الشيخ عبد الله العلي، ووزير الخارجية عبد الله اليحيا، ومدير عام هيئة تشجيع الاستثمار المباشر الشيخ الدكتور مشعل الجابر، وعدد من كبار المسؤولين بالدولة.