
في ظل التطورات الخطيرة التي شهدتها المنطقة أخيرا، والتداعيات التي ترتبت على الحرب الدائرة بين إسرائيل وإيران، والتي كان آخرها إطلاق صواريخ إيرانية أمس، باتجاه قاعدة العديد في قطر، الدولة الشقيقة وأحد أعضاء مجلس التعاون الخليجي، وسماع دوي انفجارات في أنحاء العاصمة الدوحة، وقرار السلطات القطرية بإغلاق مجالها الجوي.
وانطلاقا من التوجيهات السامية، لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، والتي تحث دوما على إعلاء المصلحة العليا للكويت فوق أي اعتبارات أخرى، وبذل الغالي والنفيس من أجلها، وضرورة أن يكون كل مواطن شريكا لحكومة بلاده ومؤسساتها المختلفة، في الحفاظ على أمن الوطن واستقراره، واستهداء بقول الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ"، وذلك في ظل المخاطر والتحديات التي تواجهها الآن كل دول المنطقة، والتي تستدعي موقفًا وطنيًا قويًا، وتضافر الجهود من جميع الأفراد والمؤسسات، فقد أعلن رئيس مجلس أمناء الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في الكويت، ورئيس مجلس إدارة قناة "الصباح" الأستاذ الدكتور بركات الهديبان، عن تخصيص مساحة تزيد عن 32 ألف متر مربع من مباني الجامعة في محافظة الفروانية، ومدارس الخليج في محافظة الجهراء، لاعتمادها مناطق إيواء وملاجئ آمنة داخل الجامعة والمؤسسات الزميلة، بما يسهم في رفع الجاهزية المجتمعية، ويدعم خطط الطوارئ عند الحاجة.
وأكد الدكتور الهديبان أن الظروف الحالية التي تمر بها الكويت وسائر دول المنطقة، تحتم علينا أن نعمل جميعا بروح الفريق الواحد، ولا ندخر جهدا من أجل حماية بلادنا، وتحقيق مصالحها الوطنية، وتعزيز أمنها واستقرارها، لافتا في هذا الصدد إلى ما تقوم به القيادة الكويتية من جهود كبيرة ومقدرة في هذا الصدد، وفي الصدارة منها حرص صاحب السمو الأمير على التواصل مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي، والتشاور بشأن جميع الأحداث والمستجدات، والتأكيد على وحدة الهدف والمصير بين كل دول المجلس، وكذلك الجهود التي تبذلها الحكومة، والاجتماعات المكثفة التي يعقدها سمو الشيخ رئيس مجلس الوزراء، لمجلس الدفاع الأعلى، والذي اعتُبر في "حالة انعقاد دائم"، وكذلك اجتماعات المجلس الأعلى للبترول، فضلا عن الجولات الميدانية التي يقوم بها حاليا جميع الوزراء.
وحول المبادرة التي طرحها، قال الهديبان: إن هذه المبادرة تأتي من منطلق الواجب الوطني، واستشعارا من الجامعة الدولية وشركائها الزملاء، لأهمية تكامل الأدوار بين مؤسسات التعليم والإعلام، في خدمة أمن الوطن واستقراره.
وأوضح أن المبادرة تتضمن أيضا تخصيص مساحة 88 ألف متر مربع من أراضي الجامعة والمدارس الزميلة، حال تطلب الأمر ذلك، بما يخدم مصالح وأهداف الكويت على النحو الذي تراه الجهات المسؤولة في البلاد، لتكون منصات لدعم جهود الحكومة في مجالات عدة، سواء كانت ميدانية أو لوجستية أو خدمية.
وفي إطار المبادرات الوطنية كذلك، أعلن الهديبان بوصفه رئيسا لمجلس إدارة قناة "الصباح" ورئيسا لتحرير جريدة "الصباح اليومية"، عن وضع قدرات وكوادر قناة "الصباح" ، والتي تُعد من أبرز القنوات الوطنية، وكذلك إمكاناتها وقدراتها التقنية، رهنا لإدارة الدولة والجهات المعنية، لتسخيرها من أجل تحقيق أهداف الوطن، وبث رسائل توعوية، تعنى بدعم التماسك الوطني، وتعزيز الوعي المجتمعي، ومساندة جهود الدولة، في التعانل مع التطورات الإقليمية.
أضاف أن قناة "الصباح" تعتبر نافذة مهمة للتواصل مع المواطنين وسنطوعها لتكون وسيلة داعمة في ظروف الطوارئ والأزمات.
وحذر الهديبان من المخاطر التي تمر بها المنطقة، مؤكدًا أن الاستقرار والأمن يتحققان بالمواقف الوطنية لأبناء الكويت والعمل المسؤول، والتزام كامل من أبناء الوطن بجميع قدراتهم وإمكاناتهم في دعم الدولة، لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية تماسك دول مجلس التعاون الخليجي وترابطها، والتفاف شعوبها حول قيادة المجلس، التي تتولاها الكويت في هذه الدورة بقيادة صاحب السمو الأمير، وبالتنسيق مع جميع أقائه من قادة دول "الخليجي".
وأشار إلى أن العمل الوطني يتطلب أدواراً متعددة، ومن بين هذه الأدوار، تضافر المؤسسات والأفراد في تقديم كل ما من شأنه أن يعزز من قدرات الدولة في مواجهة التحديات.
كما أكد أن هذه المبادرات التي قام بتقديمها حبا وكرامة هي غيض من فيض الكويت، التي أعطت شعبها الكثير وتستحق منه كل الخير.
وقال الهديبان: هذه رسالة تؤكد أنني وجميع أبناء الوطن لن نتأخر في تلبية نداء وطننا الغالي وقت الأزمات، والوقوف صفا واحدًا مع الحكومة، انطلاقا من أهمية تعزيز قدرات الدولة وتحقيق أهدافها الإستراتيجية، تحت راية أميرها وقائدها.
وفي سياق حديثه، شدد الهديبان على أن الوطنية ليست مجرد كلمات أو شعارات، وإنما أفعال ومبادرات تتجسد في خدمة الوطن والوقوف معه في كل المحن والأوقات العصيبة.
أضاف أن الكويت، وفي ظل ما تمر به المنطقة من مخاطر وتحديات، بحاجة إلى جبهة داخلية موحدة، تقف جنبًا إلى جنب، وتعمل يداً بيد من أجل حماية مصالح الوطن وسلامة أبنائه.
وأكد أهمية تكاتف جميع القطاعات، العامة والخاصة، في دعم الجهود الوطنية لمواجهة الأزمات الإقليمية، سواء كانت أمنية أو اقتصادية أو اجتماعية، وأن هذه المبادرات التي سيتم تفعيلها حال موافقة الجهات المعنية في الدولة، ستكون منصة لهذا التعاون والعمل المشترك الذي يعكس شعارنا الأبدي "كلنا للكويت".
واختتم الهديبان قائلا: إن جميع شعوب مجلس التعاون الخليجي، لحمتها واحدة، ونحن جميعا جاهزون لتقديم الغالي والنفيس، من المال والولد، خصوصا ونحن نجتاز ظرفا عصيا، يهون فيه كل شيء أمام حب الوطن، ورؤية رايته مرفوعة خفاقة، عزيزة أبية، مستجيبين للنداء القرآني العظيم: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".
حفظ الله الكويت وشعبها وقيادتها الحكيمة، من كل سوء ومكروه، وسدد خطى أميرنا وقائدنا دوما، على طريق الخير والفلاح.