
"وكالات": في خطوة مفاجئة "أشعلت" المنطقة برمتها، وأربكت العالم كله، الذي كان يبحث عن حلول دبلوماسة توقف الحرب بين إسرائيل وإيران، فإذا بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعلن أن بلاده نفذت هجوما "ناجحا للغاية"، على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة "فوردو ونطنز وأصفهان"، في حين كشف مصدر إيراني كبير لوكالة "رويترز"، أنه تمّ نقل معظم اليورانيوم العالي التخصيب في منشأة "فوردو" إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأمريكي.
وقال ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن موقع "فوردو" انتهى، واعتبر أن "الآن هو وقت السلام".
في المقابل، قال المسؤول الإيراني إنه تمّ تقليص عدد العاملين في موقع "فوردو" إلى الحد الأدنى.
وردا على ذلك أطلقت إيران عدة دفعات صاروخية أمس الأحد على إسرائيل، مخلفة دمارا كبيرا في عدة مواقع.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن الصواريخ سقطت بشكل مباشر في عدة مناطق بإسرائيل. وأفادت مواقع إعلام إسرائيلية بارتفاع عدد المصابين إثر إطلاق الصواريخ الإيرانية على إسرائيل إلى 27 مصابا.
سياسيا، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن "أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة، وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي".
على الجانب الإسرائيلي، وجّه وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس شكره للرئيس ترامب على قراره "التاريخي" بتدمير 3 منشآت نووية في إيران.
واعتبر أن تدمير المنشآت يهدف إلى استمرار العمليات الإسرائيلية والتأكد من أن إيران لن تمتلك سلاحا نوويا.
في سياق متصل، أعلن عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أمس، أن الحرس الثوري مستعد لإغلاق مضيق هرمز، في حين نقلت تقارير عن جيه دي فانس نائب الرئيس الأمريكي قوله إن "تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق سيكون انتحارا بالنسبة لها".
وأفادت تقارير أمس، بأن البرلمان الإيراني وافق على غلق مضيق هرمز، وأن القرار مرهون بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران. كما قال عضو بلجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني إن الحرس الثوري مستعد لإغلاق المضيق "إذا اقتضت الحاجة والظروف ذلك".
وكان النائب والقائد في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل كوثري قال لنادي الصحفيين الشباب،إن إغلاق المضيق مطروح "وسيتخذ القرار إذا اقتضى الأمر".
وفي حين لم يتم تحديد موعد محدد للإغلاق، ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني هدد بإغلاق مضيق هرمز خلال ساعات.
ومضيق هرمز طريق ملاحي ضيق في منطقة الخليج، يشكل منفذ نفطه إلى العالم الخارجي، ويُلقّب بشريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم.
يذكر أن السفن والقطع البحرية تعبر بشكل يومي من المياه الإيرانية في مضيق هرمز، والتي هي الأكثر عمقا من مياه الجانب العماني من المضيق. وتخضع هذه المياه لإشراف عسكري وأمني للحرس الثوري الإيراني الذي يوجه أسئلة اعتيادية لهذه السفن قبل عبورها.
وتُقدّر أهمية مضيق هرمز، الذي يفصل إيران عن عُمان ويربط الخليج العربي بخليج عُمان، بعبور نحو 20% من إمدادات النفط العالمية اليومية منه، وأكثر من 40% من نفط العالم المنقول بحراً، إضافة إلى كميات هائلة من الغاز الطبيعي المُسال، لا سيما من دولة قطر. ووفق بيانات "بلومبيرغ"، مرّ عبر المضيق في 2024 نحو 16.5 مليون برميل نفط يومياً، ما يكرّس مكانته كأحد أهم الممرات البحرية للطاقة عالمياً.
وخلال عامي 2019 و2020، تعالت أصوات سياسية وعسكرية في إيران طالبت بإغلاق مضيق هرمز بعد تصاعد التوترات مع الولايات المتحدة الأميركية، التي هددت من جهتها بأنها سترد على الخطوة إن اقدمت عليها طهران.
في غضون ذلك، نقلت وكالة فارس للأنباء عن مصادر أن إيران تعتزم تنفيذ عمليات مفاجئة ضد إسرائيل، مع استمرار مراقبة القواعد الأميركية بالمنطقة، في سياق الرد على الضربات التي استهدفت مفاعلاتها النووية.
وقالت المصادر إن إستراتيجية طهران تتركّز على القضاء على إسرائيل باعتبارها القاعدة الأصلية لأميركا، مضيفة أن تدخل أميركا يجب ألا يعرقل تنفيذ خططها ضد الكيان الصهيوني.
من جهته، قال القائد الجديد للحرس الثوري الإيراني اللواء محمد باكبور إن ضربات بلاده على إسرائيل لن تنقطع، معتبرا أن قوات بلاده تقض مضجع النظام الإسرائيلي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن طهران تمر بفترة دقيقة وحساسة جدا.
في السياق ذاته، قال المتحدث باسم عملية "الوعد الصادق 3″ العقيد إيمان تاجيك إن اعتداء الولايات المتحدة سيدفع إيران لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس.
وأشار تاجيك إلى أن عملية الوعد الصادق 3 ستستمر ردا على اعتداءات وجرائم العدو، مضيفا أن على من وصفهم بالمعتدين توقع رد موجع.
وأكد أن إيران تعرفت على مواقع إقلاع الطائرات المشاركة في الهجوم على منشآت بلاده ووضعتها تحت المراقبة.