"كونا": فيما بدأت الكويت بإجلاء مواطنيها الموجودين في إيران، عبر المنافذ البرية بين إيران والعراق، وصولا إلى أرض الوطن، أكد وزير الخارجية عبد الله اليحيا، أنه بفضل الله لم تسجل أي إصابات بين المواطنين الكويتيين في الجمهورية الإسلامية، منذ يوم الجمعة الماضي، وحتى أمس الأربعاء، مشددا على أن الكويت تولي سلامة المواطنين الكويتيين في الخارج أولوية قصوى، لاسيما في ظل التطورات الأمنية الجارية بالمنطقة.
وقال اليحيا في لقاء مع قناة "الأخبار" الكويتية أمس :"نحرص دائمًا على التواصل المباشر مع سفاراتنا ومكاتبنا القنصلية في الخارج، ومتابعة مواقع تواجد العوائل الكويتية والمواطنين في إيران، والتأكد من بقائهم بعيدين عن مناطق القصف بقدر المستطاع، ولله الحمد لم تسجل أي حالة إصابة".
أضاف أن الخارجية بدأت فعلياً عملية حصر أعداد المواطنين الكويتيين العالقين في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، في إطار خطة الطوارئ التي تنفذها الدولة لضمان سلامة مواطنيها، مؤكداً أن الجهود مستمرة لإعادتهم إلى البلاد بأسرع وقت ممكن.
وأوضح أنه تم البدء بحصر المواطنين في العاصمة طهران، ثم في مدينتي مشهد وقم، مضيفاً: "قمنا بالتواصل المباشر مع جميع المواطنين المتواجدين في هذه المدن، وتم حصر أعدادهم، وبدأنا في نقلهم عند أول فرصة ممكنة ومن أقرب نقطة عبور".
وأشار أن عملية الإجلاء تتم من خلال المنافذ البرية بين إيران والعراق، حيث يتم نقل المواطنين عبر الأراضي العراقية وصولاً إلى الكويت، و"الأرقام تتغير بشكل مستمر، لكننا اقتربنا من حصر الأعداد النهائية للمواطنين في طهران، بينما لا تزال الجهود جارية في بقية المدن".
وفيما يخص المدن الإيرانية الأخرى، أوضح أن عملية الإجلاء بدأت عبر نقل المواطنين إلى تركمانستان، ومنها إلى العاصمة التركمانية، تمهيداً لترتيب عودتهم إلى البلاد، و"نسعى لعودة آمنة وسريعة لجميع مواطنينا، وقد تم التنسيق الكامل مع الجهات المختصة في الدول المجاورة لضمان عبورهم بسلاسة، ونسأل الله أن يعودوا إلى أرض الوطن سالمين".
وأوضح أن الكويت، ومن موقعها كرئيسة للدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، بادرت منذ اليوم الأول للتصعيد بعقد اجتماع مرئي يوم السبت مع وزراء خارجية دول المجلس، بالتنسيق مع الأمانة العامة للمجلس.
أضاف: "أصدرنا بياناً موحداً يدين العمليات العسكرية الإسرائيلية التي استهدفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ونؤكد استمرارنا في الدفع نحو عودة إيران إلى طاولة المفاوضات، ومطالبتنا بوقف فوري لإطلاق النار وخفض التصعيد في المنطقة"، مشرا كذلك إلى أن الكويت تعمل ضمن إطار خليجي جماعي لرصد أي مؤشرات إشعاعية محتملة قد تنتج عن التصعيد، وشدد على أن "جميع المؤشرات حتى الآن سليمة والحالة تحت المتابعة الدقيقة".
وفيما يتعلق بالخدمات القنصلية، أشار إلى أن الكويت تدير بعثتها من طهران فقط، في حين أن بعض الدول الخليجية الأخرى تمتلك قنصليات عامة في مشهد وقم، مما يعزز من تغطية الخدمات القنصلية للمواطنين الخليجيين المتواجدين في إيران، حيث "نعمل كفريق خليجي موحد، والمواطن الخليجي اليوم يحظى بدعم مباشر من أقرب سفارة أو قنصلية في أي مدينة إيرانية يتواجد بها".