
في رسالة اطمئنان بشأن الكويتيين المتواجدين في إيران وعودتهم إلى وطنهم، أكد السفير الإيراني لدى البلاد محمد توتونجي، الاهتمام بسلامتهم والعمل على رجوعهم إلى الكويت في أقرب وقت ممكن.
وأوضح توتونجي في رده على سؤال لـ "الصباح"، وجود تنسيق بين وزارات الخارجية في ايران والكويت والعراق لتسهيل عودة الكويتيين العالقين في ايران برا عبر الأراضي العراقية، مؤكدا اهتمام بلاده بسلامة كل كويتي متواجد على أراضيها، بالرغم من الظروف الراهنة بسبب العدوان الصهيوني منذ يوم الجمعة الماضي.
وحول العدد المتوقع، لفت السفير توتونجي إلى صعوبة الحصر، لأن حركة السفر للكويتيين إلى ايران مستمرة طوال العام، مشيرا الى البيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية بشأن رعاياها في ايران وأرقام الهواتف للاتصال .
واستهل السفير توتونجي مؤتمره الصحافي الذي عقده امس في مقر السفارة الإيرانية امس ، قائلا: أود أن أعرب عن بالغ تقديري وامتناني، باسمي وباسم حكومة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، للمواقف الإيجابية التي عبّر عنها المسؤولون المحترمون في حكومة دولة الكويت، ولاسيما جهود سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد ، والاتصالات المكثفة لوزير الخارجية عبد الله اليحيا وكذلك الشخصيات والإعلاميون والمواطنون في هذا البلد الشقيق والصديق، في إدانتهم للاعتداءات الوحشية والجبانة التي ارتكبها الكيان الصهيوني الغاصب ضد إيران.
أضاف أن الكيان الإسرائيلي أقدم في انتهاك صارخ لميثاق الأمم المتحدة، ولأبسط قواعد وأعراف القانون الدولي، على شن عدوان عسكري غير مشروع و هجوم مسلح " Armed Attack" ضد إيران يوم الجمعة الماضي.
وتابع: بين الأهداف التي استهدفها الكيان الصهيوني أيضاً المنشآت النووية الإيرانية، التي تعمل تحت إشراف ورقابة كاملة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لقد عرّض هذا الهجوم الطائش حياة المدنيين الإيرانيين للخطر، كما أثار القلق إزاء إمكانية وقوع كارثة إشعاعية، ما يُشكّل تهديداً خطيراً للسلم والأمن على المستويين الإقليمي والدولي. وشدد على أن أي هجوم عسكري متعمد على منشآت نووية خاضعة للرقابة الدولية يُعد انتهاكاً فادحاً للقانون الدولي، ويُضعف بشكل متزايد منظومة عدم الانتشار النووي والنظام العالمي الذي تأسست من أجله الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وحول ما اذا كانت هذه الهجمات خطوة خطيرة في مسار التصعيد قد تدفع بالمنطقة نحو مواجهة شاملة، اكد السفير توتونجي أنّ الهجمات التي شنّها الكيان الصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية تُعدّ انتهاكاً صارخاً للفقرة الرابعة من المادة الثانية من ميثاق الأمم المتحدة، وعدواناً سافراً على إيران، مشددا على أن القوات المسلحة للجمهورية الإيرانية، وبكامل قدراتها، ستردّ بشكل حازم ومتوازن على هذه الاعتداءات، وسيتواصل هذا الرد بأقصى درجات الحزم والقوة. وقال إنّ العواقب الخطيرة والواسعة النطاق المترتبة على هذا العدوان الصهيوني تقع بالكامل على عاتق هذا الكيان وداعميه، وإيران لا تخشى أيّ مواجهة على الإطلاق.
وحول أخفاق المجتمع الدولي في إدانة هذه الأعمال التي تُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي ، أوضح السفير توتونجي، أنّ إدانة الجريمة الشنيعة التي ارتكبها الكيان الصهيوني السفّاح قاتل الأطفال، تُعدّ واجباً إنسانياً على عاتق كل دولة ملتزمة في الساحة الدولية.
أضاف أنّ المسألة لم تكن يوماً تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني. فهذا الملف قد جرى تسويته بشفافية من خلال الاتفاق النووي، حيث قُيّدت الأنشطة النووية الإيرانية وخضعت لرقابة دولية مستمرة؛ وهو الاتفاق ذاته الذي سعى الكيان الصهيوني بكل ما أوتي من قوة إلى تقويضه، لافتا إلى أن الهدف الحقيقي كان ولا يزال يتمثل في تحويل إيران إلى دولة منهارة، من خلال الضغط الاقتصادي، والعمليات التخريبية السرية، والأنشطة الإرهابية، والاغتيالات المخططة، وأخيراً عبر شنّ حرب صريحة.
ورأى أن الحكومة الأمريكية، بوصفها الداعم الرئيسي لهذا الكيان، تتحمّل أيضاً مسؤولية النتائج الخطيرة الناجمة عن هذه المغامرات. وتُعدّ هذه الأفعال المنسّقة بمثابة إعلان حرب على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وجزءاً من النمط المستمر للسلوك غير القانوني والمزعزع للاستقرار الذي تنتهجه إسرائيل في المنطقة، والذي يُشكّل تهديداً جديّاً للسلم والأمن الدوليين.
وعن تقييم إيران لانعكاسات هذا التصعيد على أمن منطقة الخليج وثباتها العام، قال السفير توتونجي: لم تكن إيران هي من بدأ هذا الصراع. ما حدث يُعدّ انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي، وعملاً عدوانياً نفّذه كيان مارق ويمارس الإبادة، ضد دولة مستقلة، وفي خضمّ المفاوضات، من خلال استهداف متعمّد للبُنى التحتية المدنية. لقد ارتكب الكيان الصهيوني هذه المرة خطأً استراتيجياً جسيماً في الحسابات. لقد اختاروا الدولة الخطأ.
أضاف: أن تسعين مليون إيراني، على اختلاف توجّهاتهم السياسية، قد توحّدوا اليوم للوقوف بوجه هذه الحرب الإجرامية وهذا الكيان القاتل للأطفال. والعالم كلّه يُتابع المشهد، ويزداد دعمه للمقاومة وانتصار إيران يوماً بعد يوم.
لقد دأبنا دائماً على احترام وحدة أراضي الدول المجاورة، وعلى وجه الخصوص "أمن وسيادة إخواننا وأخواتنا في دول الخليج الفارسي، وسنواصل انتهاج سياسة حسن الجوار وتعزيز العلاقات مع دول هذه المنطقة، ومن بينها دولة الكويت الصديقة والشقيقة ".