
"وكالات": برزت مؤشرات عديدة خلال الساعات الماضية، حول احتمالات انتهاء حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني، ضد قطاع غزة، حيث ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوضوح، أن يوقف عدوانه على القطاع، وأسمعه في اتصال هاتفي بينهما بعض العبارات التي لم تقلها الإدارة الأمريكية سابقاً، وبدت حاسمة". وأوضحت أنه قال له بوضوح: "أريدك أن تُنهي هذه الحرب الآن".
من جهة أخرى، وفي خطوة تُعد الأولى من نوعها، أعلن ائتلاف من نقابات وحركات تضامن ومؤسسات حقوقية دولية من أكثر من 80 دولة، إطلاق مبادرة "المسيرة العالمية إلى غزة"، لدخول القطاع سيرا على الأقدام، استجابة للوضع الإنساني الكارثي الذي يعيشه السكان هناك في ظل حصار إسرائيلي منذ أكتوبر 2023.
وقال رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي سيف أبو كشك، إن نحو 4 آلاف من المتضامنين مع غزة سيشاركون في المسيرة نحو غزة، مبينا أن هذه الوفود تنتمي إلى 80 دولة حول العالم.
وأوضح أبو كشك أن هناك وفدا برلمانيا سيشارك في "المسيرة العالمية إلى غزة"، وهذا الوفد يضم أعضاء من البرلمان الأوروبي، بالإضافة إلى أعضاء في برلمانات أوروبية مختلفة.
وبدأ المشاركون في المسيرة الوصول إلى العاصمة المصرية منذ أمس الأول، على أن يكتمل العدد اليوم الخميس، انتظارا "لقافلة الصمود لكسر حصار غزة" القادمة برا من الجزائر وتونس، وصولا إلى مدينة العريش "شمالي سيناء"، ومنها تنطلق المسيرة نحو معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، حسب رئيس التحالف الدولي ضد الاحتلال الإسرائيلي.
يذكر أن "قافلة الصمود" دخلت أمس الأراضي الليبية، وسط احتفاء شعبي، وتضم نحو 20 حافلة و350 سيارة تقل أكثر من 1500 من المتضامنين مع غزة، ومعظمهم من تونس والجزائر.
وعن الأهداف التي تخطط المسيرة للوصول إليها، قال أبو كشك إنها ترتبط بشكل مباشر بإيقاف الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني، والسعي لإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وفوري، مع المطالبة بوقف الحصار المفروض على غزة.
أضاف أن المشاركين من خلفيات متنوعة، وأغلبهم من أبناء البلدان الغربية وليسوا فقط من الجاليات العربية والإسلامية، لافتا إلى أن عدد المهتمين بالمشاركة تجاوز حتى الآن 10 آلاف شخص، وأن مجموعات العمل قُسِّمت جغرافيا لضمان الترتيب اللوجيستي الفعال والتواصل الإعلامي بكل اللغات.
ووضع المنظمون لهذه المسيرة عدة أهداف، وتأتي على رأسها محاولة انتشال سكان القطاع من المجاعة التي باتت ظاهرة في كل التقارير والصور التي تخرج من القطاع.
وأوضح المنظمون أن أهداف المسيرة المباشرة تتلخص في: إيقاف الإبادة الجماعية في غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية بشكل مباشر وفوري، والمطالبة بإدخال المساعدات الغذائية والطبية والإمدادات الأساسية فورا إلى غزة عبر معبر رفح، خاصة مع وجود آلاف الشاحنات العالقة على الحدود، مع تنظيم جهود جماعية لضمان وصول المواد الإغاثية لسكان غزة بلا قيود أو تأخير ودعم كل مبادرة تساعد في ذلك، وكسر الحصار ورفع القيود المفروضة على غزة، والدعوة إلى رفع الحصار الإسرائيلي "اللاإنساني" المفروض على القطاع والسماح غير المشروط بفتح ممر إنساني دائم ومستقر، والمطالبة بإزالة العراقيل التي تمنع دخول الاحتياجات الأساسية، كالغذاء والماء النظيف والوقود والمساعدات الطبية، فضلا عن تحريك المجتمع الدولي وكشف جرائم الاحتلال من خلال توحيد جهود المجتمع المدني من مختلف دول العالم لرفض تواطؤ بعض الحكومات والصمت الدولي حول الجرائم بحق الفلسطينيين، بالإضافة إلى دعوة البرلمانين والسياسيين للضغط على حكوماتهم، وتوجيه الرأي العام الدولي والإعلامي لكشف الجرائم والمطالبة بدعم العدالة والحقوق الإنسانية للفلسطينيين.
وشددوا أيضا على ضرورة محاسبة المسؤولين عن انتهاكات القانون الدولي، عبر المطالبة بمحاسبة كل من يشارك أو يسهم في ارتكاب جرائم بحق الشعب الفلسطيني أو انتهاك القوانين الدولية، ودعوة الهيئات والمنظمات الدولية للقيام بمسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني.
في سياق متصل يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي مجازره بحق طالبي المساعدات،فقد أعلن مسؤولو الصحة في قطاع غزة، الأربعاء، أن 123 قتيلاً و474 مصاباً وصلوا إلى المستشفيات خلال 24 ساعة جراء القصف الإسرائيلي.
ولقي معظم القتلى حتفهم في مركز وسط القطاع لتوزيع المساعدات تديره «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من الولايات المتحدة.
وذكر مسؤولون طبيون في «مستشفى الشفاء» و«مستشفى القدس» أن 25 شخصاً على الأقل قُتلوا وأُصيب العشرات لدى اقترابهم من موقع لتوزيع المساعدات قرب منطقة نتساريم وسط القطاع، وفق ما أفادت به وكالة «رويترز» للأنباء.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن 163 شخصاً قُتلوا وأُصيب أكثر من ألف خلال محاولتهم الوصول إلى عدد قليل من مواقع الإغاثة التي تديرها «المؤسسة» منذ بدأت عملها قبل أسبوعين، بعد حصار متواصل لمدة 3 أشهر. وقالت الأمم المتحدة إن الحصار دفع بالقطاع الفلسطيني إلى شفا المجاعة، وإن الإمدادات الغذائية لا تزال منخفضة للغاية.
وفي ما يخص الحراك الدبلوماسي سعياً لوقف إطلاق النار في غزة، ذكرت قناة عبرية، أمس الأول الثلاثاء، أنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإنهاء الحرب على قطاع غزة "الآن"، وذلك وفق ما نقلته القناة 12 العبرية الخاصة عن مصادر وصفتها بالمطلعة (لم تسمها) بشأن تفاصيل جديدة عن فحوى مكالمة هاتفية جرت أول من أمس الاثنين بينهما. وقالت القناة: "ترامب قال لنتنياهو في المكالمة بعض العبارات التي لم تقلها الإدارة الأميركية سابقاً، وبدت حاسمة". وأوضحت أنه قال له بوضوح: "أريدك أن تُنهي الحرب".