
واشنطن – "وكالات": قتل اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، في إطلاق نار بالقرب من فعالية بالمتحف اليهودي في واشنطن العاصمة، مساء أمس الأول "الأربعاء".
ووفقاً للتقارير التي أوردتها وكالات الأنباء، فقد تعرَّض الموظفان، وهما رجل وامرأة، لإطلاق نار ولقيا حتفهما في منطقة قريبة من المتحف، الذي كان يستضيف في ذلك الوقت حفل استقبال الدبلوماسيين الشباب، الذي تنظمه اللجنة الأميركية اليهودية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن مطلق النار على موظفي السفارة كان يرتدي كوفية، وهتف "الحرية لفلسطين".
وقال المستشار الألماني فريدريش ميرتس أمس، إنه سمع أن أحد موظفي السفارة الإسرائيلية اللذين قُتلا قد يكون مواطناً ألمانياً.
وأكد مسؤولون، في وقت لاحق، أن مطلق النار قيد الاحتجاز. وحدَّدت شرطة واشنطن هوية المشتبه به بأنه إلياس رودريغيز، ويبلغ من العمر 31 عاماً، مضيفةً أنه ليس لدى مطلق النار "أي سوابق معروفة تجعله محل مراقبة من أجهزة إنفاذ القانون".
وأشارت تقارير إلى أن إطلاق النار القاتل وقع بالقرب من شارعَي إف وثيرد في شمال غربي العاصمة، وهي منطقة تقع أيضاً بالقرب من مكتب التحقيقات الاتحادي ومكتب المدعي العام الأميركي.
وحسب مصادر شبكة «إن بي سي»، استجابت فرقة العمل المشتركة لمكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الاتحادي، للحادثة، التي وقعت بالقرب من مقر شرطة العاصمة.
وكتبت وزيرة الأمن الداخلي، كريستي نويم، في منشور على «إكس»: «قُتل موظفان في السفارة الإسرائيلية دون إحساس، الليلة، بالقرب من المتحف اليهودي في واشنطن». وقال مدير مكتب التحقيقات الاتحادي، كاش باتل، إنه جرى إطلاعه هو وفريقه على تفاصيل إطلاق النار. وكتب على «إكس»: «بينما نعمل مع شرطة العاصمة للاستجابة ومعرفة المزيد، نرجو منكم الدعاء للضحيتين وعائلتيهما الآن».
وأعلن وزير الخارجية الإسرائيلي هوية ضحيتي حادثة إطلاق النار التي وقعت في واشنطن العاصمة، وهما يارون ليشينسكي وسارة ميلغريم.
ووصف داني دانون، مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، إطلاق النار بأنه «عمل إرهابي معادٍ للسامية». وكتب على موقع «إكس»: "إيذاء الدبلوماسيين والجالية اليهودية يتجاوز الخط الأحمر. ونحن على ثقة بأن السلطات الأميركية ستتخذ إجراءات صارمة ضد المسؤولين عن هذا العمل الإجرامي".
من جهة أخرى، وفيما تستمر التحقيقات بخصوص حادث إطلاق النار الذي وقع أمس الخميس، أمام المتحف اليهودي بالعاصمة الأميركية واشنطن، وأدى إلى سقوط قتيلين ، أفاد مراسل قناة "العربية"، بأن متحف كابيتال اليهودي يقع في قلب العاصمة الأمريكية، وعلى مقربة من مقرات الحكم وصناعة القرار.
وأكد أن حادثة إطلاق النار هزت الأوساط الدبلوماسية والأمنية، وأعادت إلى الواجهة مخاوف تصاعد العنف المرتبط بالتوترات الدولية.
كذلك لفت إلى أن الأنظار اتجهت إلى الموقع، إذ لا يبعد متحف كابيتال اليهودي سوى 800 متر فقط عن مبنى الكونجرس الأمريكي، وما يقارب 2.4 كيلومتر عن البيت الأبيض.
وأوضح أن موقعه المحاط بمؤسسات فدرالية ومبانٍ قضائية، جعله من أكثر المناطق تشديداً أمنياً في واشنطن، الأمر الذي طرح تساؤلات حرجة حول كيفية وصول المنفذ إلى هذا الموقع الحساس مدججا بسلاح ناري.
وذكر مراقبون ومحللون أن متحف كابيتال اليهودي كان افتُتح قبل عامين، كمركز ثقافي وتوثيقي لتاريخ اليهود الأميركيين، وقد تلقى مؤخراً دعماً مالياً لتوسيع برامجه الأمنية.
وأكدوا أن هذا الحادث أعاد تسليط الضوء على التوترات العرقية والدينية في الولايات المتحدة، وأيضا طرح تساؤلات عن فعالية إجراءات الحماية للمؤسسات الدينية والدبلوماسية.
يشار إلى أن حادث إطلاق النار وقع في مدينة تُعد من بين الأكثر خضوعاً للمراقبة في العالم، وعلى مرمى البصر من البيت الأبيض ومبنى الكابيتول.
في حين أكد محللون أن مشهد الخرق الأمني في قلب واشنطن يفرض تساؤلاً محوريا مفاده: "كيف تمكن مسلحٌ منفرد تنفيذ هجوم بهذه الدقة في أحد أكثر المواقع المحصنة في البلاد أمنيا؟".
إلى ذلك، أكدت مصادر أنه في حال ثبُت أن المنفذ لا يرتبط بتنظيمات خارجية، فإن الحادثة قد تكون مؤشراً على ما هو أعمق من مجرد خلل أمني، بل مرآة لحالة غليان داخلي لم تُرصد بالقدر الكافي.
يذكر أن التحقيقات لا تزال في مراحلها الأولية، لكن مسؤولين في مكتب التحقيقات الفيدرالي أكدوا أن الفاعل إلياس رودريغيز لا يملك سجلاً إجراميا سابقا، ويُعتقد أنه تصرف بدافع شخصي "مؤدلج"، مع احتمال ارتباطه بحركات مؤيدة للقضية الفلسطينية.