
تتجه الأنظار في المنطقة العربية والعالم أيضا، صوب العاصمة العربية بغداد، التي تحتضن غدا السبت، قمة عربية يرى كثير من المراقبين والمحللين السياسيين، انها ستكون "قمة مفصلية" لناحية تقرير وحسم ملفات عديدة ساخنة، أبرزها الملف الفلسطيني، وملف الأمن القومي العربي، خصوصا في ضوء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من حرب إبادة، تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ ما يقارب السنتين على قطاع غزة، كما امتدت آثارها إلى الضفة الغربية، إضافة إلى تطورات الوضع في سوريا ولبنان وليبيا وغيرها من الدول العربية.
في هذا السياق، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، أن القمة العربية التي تستضيفها العاصمة بغداد غدا السبت، ستناقش القضايا المصيرية المتعلقة بشعوب المنطقة، وستخرج بقرارات تسهم في تحقيق السلام والاستقرار.
وذكرت الرئاسة العراقية في بيان، أن ذلك جاء خلال استقبال رشيد الوفد الإعلامي الرسمي لجامعة الدول العربية في "قصر السلام" ببغداد، والذي يزورها لتغطية أعمال القمة العربية العادية الـ 34 والقمة العربية التنموية الخامسة.
ونقل البيان عن الرئيس العراقي قوله، إن احتضان بغداد مؤتمر القمة، يأتي انطلاقا من دورها "المحوري"، وسعيها الدائم لترسيخ العمل المشترك في مواجهة التحديات التي تواجه المنطقة، وتعزيز التعاون والتنسيق بين الاشقاء وبما يحفظ مصالح شعوبها.
وفي هذا الإطار أعرب عن دعمه الشعب الفلسطيني وحقه المشروع في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة مؤكدا أيضا أهمية احترام إرادة الشعب السوري بجميع مكوناته.
ودعا كذلك إلى أهمية إنهاء النزاع في كل من السودان واليمن معربا كذلك عن أمله في نجاح المفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران.
وفيما يخص الإعلام بين رشيد أهمية دوره في تحقيق التواصل بين الجمهور وصناع السياسات وتعريف الرأي العام بالخطط والاستراتيجيات المنشودة والرامية إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتطلعات دول المنطقة وشعوبها في الازدهار.
من جانبهم نقل بيان الرئاسة عن أعضاء وفد "الجامعة العربية" تأكيدهم الحرص على تعزيز أواصر الأخوة والتعاون بين الشعوب الشقيقة عبر عملهم الإعلامي الرامي إلى نقل الأحداث وإيصال الحقيقة بشفافية للعالم أجمع.
في سياق متصل، عقد وزراء الخارجية العرب في بغداد أمس اجتماعهم التحضيري للقمة العربية الـ 34، برئاسة نائب رئيس الوزراء العراقي وزير الخارجية فؤاد حسين، وبمشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وقد اعتمد وزراء الخارجية العرب، جدول أعمال الدورة الـ34 من القمة العربية. وتوافق الوزراء على مشروعات القرارات المعروضة عليهم في مختلف مجالات العمل العربي المشترك. واعتمدوا مبادرة عراقية جديدة لإنشاد صندوق عربي للتعافي والدعم الإنساني.
وقال المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، جمال رشدي، إن «التحضيرات التي تمت على مدار الأيام الماضية والإعداد الجيد مهّدا الطريق للتوافق على جميع مشروعات القرارات في مختلف موضوعات العمل العربي المشترك»،
وأوضح أن «مجمل القرارات التي تم اعتمادها هي قرارات عادة ما تضمنتها الاجتماعات العربية، مع تحديثات تتسق مع تطور الأوضاع»، لافتاً إلى «اعتماد قرار يحدد دعم سوريا والشعب السوري في المرحلة الانتقالية الصعبة وتشجيع عملية الانتقال السياسي، مع الترحيب بقرار الولايات المتحدة الأخير برفع العقوبات عن سوريا».
كما اعتمد الوزراء العرب قراراً بدعم لبنان، واكب التغيرات الجديدة وانتخاب رئيس للبلاد، بحسب رشدي الذي أشار أيضاً إلى اعتماد مشروعات القرارات الصادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي فيما يتعلق بمبادرة الذكاء الاصطناعي ودعم الاقتصاد الأزرق وغيرها".
وأشار رشدي إلى أن «من بين القرارات المهمة التي اعتمدها الوزراء العرب، مقترحاً عراقياً بإنشاء صندوق للتعافي والدعم الإنساني بميزانية مبدئية 40 مليون دولار مقدمة من العراق»، مشيدة بأهمية هذا القرار في دعم الدول التي تمر بأزمات.
وشهدت الجلسة الافتتاحية لاجتماع وزراء الخارجية العرب، اعتماد كافة القرارات السياسة التي أجازها اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين، المتضمنة بنوداً تتعلق بالأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية، ومن بينها بند يتعلق بدعم السلام والتنمية في السودان، تضمن التأكيد على التضامن مع جمهورية السودان والشعب السوداني في سعيه لتأمين مقدراته وحماية أرضه وبنيته التحتية الحيوية، والحفاظ على سيادته واستقلاله ووحدة أراضيه، ورفض التدخل في شؤونه، وتعزيز جهوده في الحفاظ على مؤسساته الوطنية والحيلولة دون انهيارها.
وكانت المناقشات على مدار الأيام الماضية محتدمة بشأن الوضع في السودان، لا سيما مع وجود تباينات عربية في التعامل مع الأزمة، إلا أن مصادر دبلوماسية عربية أشارت إلى أنه «تم حلحلة هذه الخلافات قبل انعقاد اجتماع وزراء الخارجية، والتوصل لصياغة ترضي جميع الأطراف تتناول مؤسسات الدولة، مع الحديث عن حكومة مدنية منتخبة»، مشيرة إلى أن «هذا الحل سرّع وسهل التوافق بين الوزراء على مشروعات القرارات».
وتحدث في الجلسة وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني، باعتباره بلاده رئيس الدورة السابقة، كما تحدث وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين باعتباره بلاده رئيس الدورة الحالية، ثم تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط.
وخلال كلمته، أعلن نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، دعم بلاده للخطة المقدمة من مصر، لإعادة إعمار قطاع غزة دون تهجير للفلسطينيين، والتي أقرّتها القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة يوم 4 مارس الماضي، مرحباً بعقد المؤتمر الدولي في القاهرة لإعادة الإعمار.
وشدد وزير الخارجية العراقي على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى الشعب الفلسطيني، وإعادة تفعيل منظمات الإغاثة، مشيداً بمخرجات القمة العربية السابقة بشأن فلسطين.
وأعرب حسين عن دعم العراق لجهود تحقيق الاستقرار في سوريا، داعياً إلى رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة عليها، كما طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لوقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية، وأكد وقوف العراق إلى جانب لبنان وإدانته المتكررة للانتهاكات الإسرائيلية لسيادته.
كما جدد تضامن بلاده مع السودان ودعمه لسيادته، وأكد دعم الحكومة الليبية في حماية أراضيها، وخروج القوات الأجنبية منها، ورفض أي تدخل خارجي في شؤونها.
وأشار الوزير العراقي إلى ضرورة إنهاء حالة عدم الاستقرار في اليمن، مثمناً الوساطة العُمانية للتوصل إلى اتفاق سلام شامل، وتسهيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، معلناً دعم العراق لحكومة الصومال في جهود مكافحة الإرهاب وتحقيق السلام.
.