
«وكالات»: هزت انفجارات قوية، مساء أمس «الخميس»، مطار مدينة جامو في كشمير الهندية، على وقع مواجهة عسكرية خطيرة بين الهند وباكستان. ولم يعرف على الفور سبب هذه الانفجارات، علما أن البلدين تبادلا الاتهامات، مجددا أمس، بشن هجمات بمسيرات على اراضي كل منهما.
وقال شاهد عيان، من وكالة «رويترز»، إنه سمع دويّ انفجارين كبيرين وصفارات إنذار في مدينة جامو، وإن الكهرباء انقطعت في أنحاء المدينة.
أضاف أنه شاهد آثار مقذوفات ليلاً في سماء مدينة جامو بكشمير الهندية.
وأفادت قنوات إخبارية محلية برصد ما يشتبه أنها طائرات مسيرة تحلق فوق المدينة.
وقال شش بول فايد، المدير العام السابق للشرطة في المنطقة والمقيم في جامو، إن المدينة شهدت انقطاعاً تاماً للكهرباء بعد انفجارات قوية.
أضاف فايد في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي قائلا: «يشتبه في حدوث قصف بالقنابل أو قصف مدفعي أو قصف صاروخي». ولم يصدر تعليق فوري من جانب السلطات الهندية.
وقال مسؤول هندي إن هجماتٍ وقعت في أخنور وسامبا وكاثوا وأماكن متعددة في جامو، بالقسم الخاضع للهند من كشمير.
في السياق نفسه، أكد مسؤولون أميركيون، لوكالة «رويترز»، أن طائرات «جي 10»، صينية الصنع والتابعة للقوات الجوية الباكستانية، أسقطت، يوم الأربعاء، مقاتلتين هنديتين، على الأقل.
وأعلنت وزارة الدفاع الهندية أن الطائرات الباكستانية حاولت الاشتباك مع عدد من الأهداف العسكرية في شمال وغرب الهند، مساء أمس الأول الأربعاء، وصباح أمس الخميس، وأن أنظمة الدفاع الجوي الهندية «أسقطتها».
في المقابل، استهدفت القوات الهندية رادارات وأنظمة دفاع جوي في عدد من المواقع بباكستان، أمس الخميس، وفقاً لبيانٍ أصدرته الوزارة، مضيفة أن «الرد الهندي كان في المجال نفسه وبالشدة نفسها التي ردّت بها باكستان».
من جانبه، قال أحمد شريف تشودري، المتحدث العسكري الباكستاني، إن باكستان أسقطت 25 طائرة مُسيّرة، إسرائيلية الصنع، جاءت من الهند في مواقع متعددة، بما في ذلك أكبر مدينتين؛ كراتشي ولاهور، مشيراً إلى أن الحطام يجري جمعه.
وأفاد مصدر أمني في نيودلهي، بأن الدفاعات الجوية الهندية اشتبكت أمس، مع مسيرات باكستانية في جامو كشمير، ما أدى لانقطاع الكهرباء.
كما قالت مصادر أخرى إن الانقطاع جاء بعد قصف المسيّرات الباكستانية، وفقاً لصحيفة «تايمز أوف إنديا».
أتت هذه التطورات بعدما شدد وزير الخارجية الهندي، سوبرامنيام جاي شانكار، على أن أي هجوم باكستاني سيقابل برد حازم.
وقال في تصريحات أمس: «إذا تعرضت بلادنا لهجمات عسكرية، فلا شك أنها ستُقابل برد حازم»، وفق ما نقلت رويترز.
فيما أعلن وزير الدفاع الهندي، راجناث سينغ أن أكثر من 100 «إرهابي» قتلوا في غارات أمس الأول على باكستان.
كما اتهمت الحكومة الهندية القوات الباكستانية باستهداف أراضيها بصواريخ ومسيرات. وأكدت أنها ضربت أنظمة الدفاع الجوي في لاهور.
كذلك أشارت إلى مقتل 13 مدنيا بنيران المدفعية الباكستانية على طول خط المراقبة الذي يشكل الحدود الفعلية بين البلدين، في أعقاب تصاعد العنف إلى تبادل للقصف المدفعي بعد سلسلة ضربات هندية.
وأوضح وزير الخارجية الهندي أن جميع الذين قُتلوا كانوا في بلدة بونش «شمال شرق»، كما هو حال غالبية المصابين الـ59.
في المقابل، أكد الجيش الباكستاني «تحييد 25 مسيّرة هندية في عدّة مواقع مع استمرار العمليات»، مشيرا إلى مقتل مدني وإصابة أربعة جنود بجروح.
وقال المتحدث باسم الجيش أحمد شريف شودري «الليلة قبل الماضية، أقدمت الهند على عمل عدواني آخر عبر إرسال مسيّرات إلى عدّة مواقع».
أضاف أن إحدى المسيرات «تمكنت من مهاجمة هدف عسكري بالقرب من لاهور».
وكانت اشتباكات بالمدفعية والأسلحة الرشاشة دارت ليل الأربعاء-الخميس على طول خط الحدود الفاصل بين البلدين في منطقة كشمير التي يتنازعان السيادة عليها.
كما تبادل البلدان يوم الأربعاء قصفاً عنيفاً أسفر عن 31 قتيلاً في الجانب الباكستاني، و12 قتيلاً في الجانب الهندي، في أخطر مواجهة عسكرية بين القوتين النوويتين منذ عقدين.
يذكر أن التوترات بين البلدين المتخاصمين منذ تقسيم البلاد في 1947، تصاعدت إثر الهجوم الدامي الذي وقع يوم 22 أبريل الماضي في الشطر الهندي من كشمير، وأودى بحياة 26 شخصاً.
وحصلت كلتا الدولتين على أسلحة نووية، في تسعينات القرن الماضي.