
استمرارا لنهجه السامي في تكريم المتفوقين من أبنائه الدارسين والباحثين، المخلصين لعلمهم ووطنهم، شمل صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، بحضوره ورعايته، «حفل تكريم المتفوقين من خريجي كليات ومعاهد الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب للعام الدراسي 2023 / 2024»، الذي أقيم صباح أمس، على مسرح ديوان عام الهيئة الجديد بمنطقة الشويخ. وتفضل سموه بتكريم المتفوقين من الخريجين.
شهد الحفل أيضا سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس المجلس الاعلى للقضاء رئيس محكمة التمييز المستشار الدكتور عادل بورسلي، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، وعدد من كبار المسؤولين بالدولة، وجمع غفير من أهالي الطلبة الخريجين والمواطنين.
وألقى وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نادر الجلال كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: يطيب لي أن أعبر لسموكم الكريم عن خالص الشكر وعظيم التقدير، لما تولونه من اهتمام بالغ ودعم متواصل لمسيرة التعليم العالي، في وطننا الغالي الكويت، وحرصكم الدائم على تمكين الطاقات الوطنية وصقل الكفاءات البشرية، وهو ما تؤكده رعايتكم الأبوية لهذا الحفل والذي يعد مصدر إلهام وتحفيز لأبنائنا وبناتنا الخريجين والخريجات، في مستهل مشوارهم العملي، بما يعزز في نفوسهم روح الانتماء والعطاء، ويجعل من الإخلاص والعمل لوطنهم أولوية راسخة ومسؤولية وطنية كبرى، ويؤكد أن قيادة هذا الوطن تضع الإنسان علما وتدريبا وتمكينا في صلب أولوياتها.
أضاف الجلال: اعترافا وامتنانا لما تولونه من اهتمام ورعاية سامية للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب، تلك المؤسسة التي تمثل حجر الزاوية في إعداد الكوادر الوطنية المزودة بالعلم والمعرفة والمهارات الفنية، التي تسهم بفعالية في تلبية احتياجات قطاعات الدولة المختلفة، فقد أثبتت الهيئة من خلال برامجها ومناهجها، أنها رافد أساسي في تزويد سوق العمل بالكوادر الوطنية المؤهلة، القادرة على التكيف مع متطلبات التنمية الشاملة، مشيرا إلى أن ما نشهده اليوم من تحديث لبرامجها الأكاديمية والتدريبية، وتوفير بيئة تعليمية محفزة وبناء جسور التعاون مع مؤسسات الدولة المختلفة، لتخريج كوادر متميزة ومؤهلة، تحقيقا لرؤيتها في المواءمة بين مخرجات التعليم ومتطلبات التنمية المستدامة وسوق العمل المحلي، ما هو إلا انعكاس لرؤية وطنية طموحة تسعى إلى تمكين الشباب، وتأهيلهم ليكونوا شركاء حقيقيين في تحقيق تطلعات دولتنا الغالية نحو مستقبل أكثر ازدهارا واستدامة.
وأوضح وزير التعليم العالي أنه جرى العمل على إدماج خطط التحديث ضمن الإطار الاستراتيجي للهيئة، مستندين إلى رؤية طموحة تتجاوز العقبات وتستثمر الفرص، وتركز على رفع مستوى الكفاءة والجودة وتحقيق التناغم بين الجانبين الأكاديمي والتطبيقي، بما يعزز ثقة المجتمع في كفاءة مخرجاتنا التعليمية والتدريبية.
وشدد على أن هدف إنشاء الهيئة لم يكن مجرد إطار نظري، بل التزمنا بجعله واقعا ملموسا يتجلى في الميدان، حيث سعينا إلى تطوير كل مسار، والعمل بروح المسؤولية نحو ترسيخ نموذج تعليمي وتدريبي، يسهم في دفع عجلة التنمية ويساند تطلعات دولتنا نحو مستقبل أكثر إشراقا.
وتوجه وزير التعليم العالي بكلمة لأبنائه وبناته الخريجين والخريجات، قائلا: وأنتم تمضون بخطى واثقة نحو مستقبل مليء بالفرص، اجعلوا من هذا الإنجاز بداية لمسيرة لا تعرف التوقف، وكونوا دائما عند حسن ظن وطنكم بكم، فالكويت تنتظر منكم الكثير، وأنتم أهل لذلك بما تملكونه من ولاء وإخلاص وعلم وحماس وقدرة على الإبداع.
كما القى مدير عام الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب الدكتور حسن الفجام كلمة، قال فيها: إن الهيئة يا صاحب السمو تثمن عاليا هذه المكرمة الأميرية السامية، فحضور سموكم يعد وسام فخر على صدورنا، وموضع اعتزاز لجميع منتسبي الهيئة، وذكرى خالدة في وجدان أبنائكم الخريجين وبناتكم الخريجات، وبصمة دائمة في حياتهم أبدا لا تغيب، وتعبر عن بالغ حرص سموكم على مشاركة فرحة الآباء والأمهات بتفوق أبنائهم.
أضاف: إن الهيئة يا صاحب السمو تواصل مهامها ومسؤولياتها الكبيرة لتحقق الغرض من إنشائها، وهو: «توفير وتنمية القوى العاملة الوطنية وتلبية احتياجات التنمية في البلاد»، فالكليات والمعاهد التدريبية والدورات الخاصة تساهم بإمداد سوق العمل بما يقارب عشرة آلاف خريج سنويا مؤهلين بالمعارف والمهارات اللازمة والكفاءة التي تمكنهم من إتقان أعمالهم.
وأوضح الفجام أنه تماشيا مع خطة التنمية ورؤية الكويت، بادرت الهيئة وسعت وبالفعل من إعداد الخطة الاستراتيجية الخمسية، حيث شملت أربع غايات وتفرعت منها أهداف ومبادرات لنحقق بها الرؤية والرسالة والطموحات، وصولا إلى إعداد كفاءات وطنية حرفية ومهنية، تتناسب مع متطلبات سوق العمل، تفكر بابتكار وتعمل بمهارة، وتدير بإبداع لتساهم في تحقيق أهداف الخطط التنموية للدولة.
وأكد أن الهيئة تحتضن ما يقارب تسعة وخمسين ألف طالب وطالبة، وتقوم باستمرار بتطوير المناهج الأكاديمية والبرامج التدريبية وتحديث الورش والمختبرات وذلك لخلق توازن بين المعارف والمهارات للوصول للكفايات المطلوبة لسوق العمل لتحقيق التميز في شتى المجالات.
أضاف: إن رؤيتكم وتوجهاتكم الحكيمة وإيمانكم بأن بناء الإنسان الكويتي هو الركيزة الأساسية لبناء الوطن، كان ومازال نبراسا نهتدي به في الهيئة، حيث نعزز في طلبتنا أن العلم لا يكتمل إلا إذا اقترن بالأخلاق، وأن التقدم الحقيقي لا يقاس بالمؤهلات وحدها، بل بمدى تمسك الإنسان الكويتي بمبادئ دينه واعتزازه بوطنه، واحترامه لتراثه وأعرافه وتقاليده الكويتية الأصيلة، لتبقى الكويت بإذن الله منارة للمعرفة ورمزا للحضارة حاضرة بتأثيرها فاعلة بمكانتها في المحافل الخليجية والإقليمية والدولية.