
«كونا ووكالات»: أعربت الكويت والسعودية، ودول عربية أخرى، عن إدانتها واستنكارها الشديدين، للغارة الجوية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي واستهدفت محيط القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، في انتهاك صارخ لسيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية في بيان لها، أن تبرير مثل هذه الهجمات تحت ذرائع أمنية لا يمنح الشرعية لأي انتهاك لسيادة الدول، داعية المجتمع الدولي إلى الاضطلاع بمسؤولياته القانونية والإنسانية، لإيقاف الانتهاكات المتكررة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي في دول المنطقة والتي من شأنها أن تهدد الأمن والاستقرار في الإقليم.
وجددت موقف دولة الكويت الثابت والداعم لوحدة الجمهورية السورية الشقيقة وسلامة أراضيها.
من جهتها، أعربت وزارة الخارجية السعودية عن إدانتها بأشد العبارات، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت محيط القصر الرئاسي في دمشق، مجددة رفضها القاطع للاعتداءات الإسرائيلية التي تستهدف سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة وأمنها واستقرارها.
وقالت «الخارجية» السعودية في بيان لها على منصة «إكس»: «تشدد المملكة على ضرورة وضع حد للانتهاكات الإسرائيلية السافرة للقانون الدولي في سوريا والمنطقة، محذرةً من أن استمرار هذه الانتهاكات والسياسات الإسرائيلية المتطرفة، يفاقم من مخاطر العنف والتطرف وعدم الاستقرار الإقليمي.
إلى ذلك، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القول، إن إسرائيل هاجمت هدفاً قرب القصر الرئاسي في العاصمة السورية دمشق، مجدداً تعهده بحماية أبناء الأقلية الدرزية.
وتعد هذه هي المرة الثانية التي تشن فيها إسرائيل ضربة على سوريا في غضون يومين، بعدما تعهدت بالدفاع عن الأقلية الدرزية.
وقال نتنياهو في بيان مشترك مع وزير الدفاع يسرائيل كاتس «شنت إسرائيل الليلة الماضية غارة جوية قرب القصر الرئاسي في دمشق».
أضاف «هذه رسالة واضحة للنظام السوري: لن نسمح للقوات السورية بالانتشار جنوب دمشق أو بتشكيل أي تهديد للدروز».
والخميس حذّر كاتس من أن إسرائيل سترد بقوة في حال لم تحمِ السلطات السورية الدروز، عقب يومين من الاشتباكات قرب دمشق.
وقد وسَّعت إسرائيل تدخلها في سوريا، وشنَّت، ليلة الجمعة وفجر السبت، واحدة من أعنف الهجمات منذ فترة طويلة على الأراضي السورية، في عملية واسعة شملت كذلك ما وصفتها وسائل إعلام إسرائيلية بـ«عمليات سرية» تنوعت بين الإنزال لتوزيع مساعدات، وجلب جرحى إلى إسرائيل، وأشياء أخرى لم يُكشف عنها.
وشنَّ الجيش الإسرائيلي هجوماً واسع النطاق في جميع أنحاء سوريا، بين الجمعة والسبت. وشملت الهجمات مواقع عسكرية، وأنظمةً مضادةً للطائرات، وبنيةً تحتيةً لصواريخ أرض - جو. وفي أثناء ذلك، وزَّع الجيش مساعدات على الدروز في السويداء «جنوب سوريا»، وأجلى 5 جرحى إلى إسرائيل.
وأفادت تقارير في إسرائيل بعضها منسوب إلى مصادر وتقارير عربية «وهي عادة يلجأ إليها الإعلام الإسرائيلي في حالة رفض الرقابة الإسرائيلية نشر تفاصيل من داخل الدولة العبرية»، بأن طائرة هليكوبتر هبطت في السويداء، وألقت المساعدات، وجمعت جرحى، ثم أقلعت بعد بضع دقائق.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، من جهته، أن مقاتلاته شنَّت سلسلةً من الغارات الجوية في سوريا، بعد أقل من 24 ساعة من استهدافه موقعاً قرب القصر الرئاسي في دمشق، وذلك في ظل تحذيرات إسرائيلية لحكام سوريا الجدد بعدم المساس بالأقلية الدرزية في البلاد، في أعقاب اشتباكات طائفية. وقال الجيش إن الغارات استهدفت موقعاً عسكرياً، ومدفعيةً مضادةً للطائرات، وبنيةً تحتيةً لإطلاق صواريخ أرض - جو، بينما ذكرت هيئة البث العامة «كان» أن إسرائيل تُعدُّ قائمةً بأهداف عسكرية وحكومية لمهاجمتها لاحقاً داخل سوريا.
وجاء بيان الجيش بعد نحو ساعتين من إعلان وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا»، أن ضربات جوية إسرائيلية استهدفت مناطق قرب دمشق، وفي اللاذقية وحماة في الغرب، وكذلك في درعا جنوب البلاد.
وإضافة إلى الضربات، أكد الجيش الإسرائيلي أن 5 من الدروز السوريين تم إجلاؤهم إلى مستشفى زيف في صفد، وأن «قوات الجيش منتشرة في المنطقة الجنوبية السورية، ومستعدة لمنع القوات المعادية من دخول المنطقة والقرى الدرزية».
وشكَّل هذا التطور نقطة تحول مهمة في التدخل الإسرائيلي في سوريا.
ومن أسباب التدخل الإسرائيلي، الاستجابة للضغوط التي يمارسها الدروز في إسرائيل، حيث يعيش 150 ألف مواطن درزي، يضغطون على إسرائيل لمساعدة إخوانهم في سوريا.
وكان دروز إسرائيل قد خرجوا إلى الشوارع، مساء الخميس وصباح الجمعة، مطالبين الحكومة الإسرائيلية بالتدخل لحماية الدروز في سوريا.
وتراجعت الاحتجاجات بعد مناشدة الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في إسرائيل، الشيخ موفق طريف، والنائب حمد عمار، المتظاهرين تهدئة الأوضاع.
في سياق دي صلة، أدان الزعيم الدرزي اللبناني وليد جنبلاط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على الأراضي السورية، وقال جنبلاط في بيان: «أستنكر هذا الانتهاك الفاضح لسيادة الدولة السورية، الذي لا يساعد على استكمال الحل السياسي الذي نعمل عليه مع الرئيس أحمد الشرع»، وفق ما نشرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. وأضاف: «أجدد دعوة الدول العربية والمجتمع الدولي لتوفير كل الدعم لسورية والوقوف إلى جانبها لتتمكن من بناء دولتها الجديدة ومستقبلها وحماية أمن الوطن والمواطنين».
ودعا جنبلاط أيضاً الدول العربية والمجتمع الدولي إلى «الضغط على العدو الإسرائيلي لوقف تدخّله السافر وخرقه المتمادي جواً وبرّاً واحتلاله لأجزاء من الأرض السورية. وأمس الأول الجمعة، التقى جنبلاط الرئيسَ السوري في القصر الرئاسي بالعاصمة دمشق، حيث أشاد بانفتاح الدولة السورية على الحوار مع مختلف مكونات الشعب، مؤكداً ضرورة اضطلاعها بدورها في حفظ الأمن.