
بمشاركة رؤساء 250 جامعة عربية ومؤسسة علمية وممثليهم، انطلقت أمس «الأربعاء» أعمال المؤتمر العام السابع والخمسين، لاتحاد الجامعات العربية، والذي تستضيفه الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا في الكويت، تحت شعار «التعليم العالي العربي في ظل التحول الرقمي وتعزيز التكامل الإقليمي» ويستمر يومين.
وأكد رئيس مجلس أمناء الجامعة الدولية الدكتور بركات عوض الهديبان، في كلمة ألقاها بالافتتاح، أن المؤتمر يعد فرصة للحوار والتعاون الأكاديمي، وتعزيز التنمية في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار العربي.
وثمن الهديبان ما توليه القيادة السياسية من دعم وتشجيع للعلم والمعرفة، في مختلف المجالات، عبر تكريم العلم والعلماء ومساندة كافة مبادرات التعليم، منوها بالتوجيهات السديدة بمواصلة العمل الجاد في البحث العلمي، وتنشئة أجيال تؤمن بأهمية العلم، ورسالته السامية.
وقال د. الهديبان: وإذ يسعدنا بوجه خاص، أن تحتضن الكويت هذا المَحْفَل العلمي العظيم، من خلال الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، فإنه يحق لنا أن نفخر ونباهي بقيادتنا السياسية، التي تعتز بالعلم والعلماء، ويحرص قائد مسيرتها صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله ورعاه، وسمو ولي عهده الأمين الشيخ صباح الخالد ، حفظه الله، على تشجيع طلبة العلم وأساتذته، وتكريم العلماء والباحثين في كل المجالات، ودعم مسيرة التعليم والبحث العلمي، ومساندة مختلف مبادرات التعاون العلمي، خصوصا بين دولنا العربية الشقيقة، مؤكدا أننا «نستنير دوما بآراء وتوجيهات صاحب السمو الأمير، وأن هذه الآراء والتوجيهات السديدة، كانت نبراسا هاديا لنا في العمل، وحافزا على العطاء والإبداع، ومواصلة العمل الجاد، من أجل خدمة قضايا التعليم والبحث العلمي، في الكويت والدول العربية عموما، والإسهام في تنشئة أجيال تؤمن بقيمة العلم، وتكون قادرة على خدمة أوطانها وأمتها، وخدمة الإنسانية كلها».
وقال رئيس الجامعة الدولية: إننا نؤمن بأن التعليم ليس مجرد وظيفة، بل هو رسالة، ووسيلة للتقارب الإنساني، وجسر للتواصل الحضاري بين الشعوب، فبالعلم تُبنى الأوطان، وتُصنع الحضارات، ويتعزز الحوار، وتُشَيّد جسور الفهم المشترك، لافتا إلى أنه انطلاقا من توجيهات صاحب السمو أمير الكويت، بالتعاون مع أشقائنا العرب، ودعم كل ما هو في مصلحة العلم والعلماء، فقد حرصت الجامعة الدولية على ألا تكون جزيرة منعزلة عن محيطها، بل أن تصبح «جزءا من المشهد الأكاديمي العربي والدولي»، وتشارك بفاعلية وبنصيب وافر، في تطوير هذا المشهد، وربط البحث العلمي والأكاديمي، بقضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتحسين المستويات المعيشية لدولنا وشعوبنا.
أضاف: وفي هذا السياق نفسه، يأتي حرص الجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا بالكويت، علي استضافة هذا المؤتمر، الذي يضم نخبة من ألمع العقول العربية، ويتزامن انعقاده مع تحديات كثيرة خطيرة، تواجهها أمتنا العربية، وتتطلب من جامعاتنا العربية أن تكون على قدر هذه التحديات، وأن تتعاون فيما بينها من أجل تجاوز المعوقات والعراقيل، التي تواجهها جامعات عربية عديدة، خصوصا في قطاع غزة المحاصر، والذي يتعرض منذ أكثر من عام ونصف العام، لحرب إبادة شاملة، من جانب الاحتلال الإسرائيلي، الذي لا يعبأ بأي قوانين أو مواثيق دولية. وكذلك الجامعات في سائر فلسطين المحتلة، وفي السودان واليمن وسوريا. وهو ما يحتم علينا أن نقوم بواجبنا في دعم هذه الجامعات، ومد يد التعاون لها، من أجل إنقاذ المستقبل العلمي للشباب العربي، الذين يدرسون بها، والذين فرضت عليهم ظروف الحروب والنزاعات، الانقطاع عن الدراسة المنتظمة، بشكل موقت أو دائم.
وقال إن دولنا العربية تملك الكثير من الموارد والقدرات، لكن الذي لا شك فيه أن أعظم مورد تملكه، هو طاقاتها البشرية، وكوادرها الشبابية، القادرة على أن تنهض بهذه الأمة. والبداية الصحيحة والمجربة في كل زمان ومكان هي من العلم. والجامعة هي مهد العلم، ومحضن البحث العلمي، ولذلك فالأمل معقود على جامعاتنا العربية، لقيادة النهضة المنشودة، والتقدم المأمول.
من جهته قال رئيس جامعة بغداد ورئيس الدورة الـ56 الدكتور بهاء إنصاف، في كلمة مماثلة، إن الدورة السابقة اتخذت الكثير من القرارات الاستراتيجية التي صبت في مصلحة تحقيق الأهداف المرجوة لمستقبل التعليم العالي والبحث العلمي في الوطن العربي والمؤسسات التعليمية.
أضاف الدكتور انصاف أن من أهم الأهداف تعزيز التكامل الإقليمي والتعاون الأكاديمي بين الجامعات العربية، ومناقشة مستقبل التعليم العالي العربي في ظل التحول الرقمي المتسارع.
بدوره قال الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية الدكتور عمر سلامة في كلمته، إن المؤتمر ينعقد بتوقيت دقيق تتقاطع فيه التحديات الجسيمة والتطورات التكنولوجية المتسارعة ومتطلبات التنمية المستدامة، ما يفرض مسؤولية محورية في تقديم حلول مبتكرة للتحديات، منوها بدور دولة الكويت وقيادتها «التي تعد منارة للعلم والمعرفة ودعم القضايا العربية الصادقة».
من جهته، أكد ممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية فراج العجمي أهمية أن تجتمع المؤسسات الأكاديمية العربية لتعزز قدرتها على مواكبة متطلبات العصر
وثمن العجمي في كلمته، دور «اتحاد الجامعات» كشريك رئيسي للجامعة العربية في الملفات التي تهدف إلى النهوض بالتعليم