
كشف وزير التربية جلال الطبطبائي عن إستراتيجية شاملة، لإعادة بناء وتأليف المناهج الدراسية لجميع المواد، من الصف الأول الابتدائي حتى التاسع المتوسط، داعيا الموجهين ومسؤولي الإدارات المعنية بالوزارة، إلى تقديم تصور مبدئي شامل، في هذا الصدد.
وأكد الوزير الطبطبائي خلال ترؤسه أمس الأحد، اجتماعا مع قيادات تربوية، أن إصلاح المناهج يمثل حجر الأساس في تطوير التعليم، مشددا على التزام الوزارة بتنفيذ رؤية شاملة، تستند إلى مبادئ الدولة وتعليمات القيادة السياسية، لتحقيق نظام تعليمي وطني يليق بأبناء الكويت ويواكب طموحاتها المستقبلية.
وأوضح وزير التربية، وفق بيان صحفي للوزارة، أن الأمر لا يقتصر على تطوير أو تعديل جزئي، بل يتطلب إعادة صياغة شاملة، تستند إلى معايير علمية وتربوية معتمدة، تراعي المستجدات العالمية وتتماشى مع القيم والمبادئ الوطنية، بما يرسخ الانتماء للكويت والولاء لقيادتها، ويسهم في بناء شخصية الطالب القادر على الإبداع والمواطنة الفاعلة.
وذكر أن من أهداف تغيير المناهج، ترسيخ القيم الوطنية، وتعزيز الهوية الثقافية الكويتية في نفوس الطلبة، من خلال محتوى يبرز تاريخ الكويت، ودور القيادة السياسية في التنمية، ووعي الشعب في مواجهة التحديات، لافتا إلى أن مادة مثل الاجتماعيات ستكون منصة أساسية لتعريف الطلبة بمكانة الوطن وتاريخه، مع ضمان تكامل هذا الهدف مع باقي المواد الدراسية.
كما وجه بقيام كل توجيه من المواد الدراسية بتشكيل تسعة فرق عمل متخصصة، تتولى تنفيذ مهام المراجعة الشاملة، وإعادة بناء المناهج، بحيث تشمل فرق العمل مختلف الجوانب التربوية والمعرفية والنفسية، وتضم عناصر من داخل الوزارة والميدان التربوي، بما يضمن تحقيق التوازن بين الرؤية الأكاديمية ومتطلبات الواقع التعليمي.
وأشار إلى أهمية إشراك الكفاءات التربوية وأصحاب الخبرة من الميدان التعليمي في إعداد التصورات، داعيا إلى الاستفادة من المعلمين ذوي التجربة، إضافة إلى الباحثين التربويين والنفسيين، بهدف ضمان جودة المناهج، وربطها باحتياجات الطلبة والمجتمع وتعزيز قدرتها على تكوين جيل واع ومتمكن علميا وفكريا.
وقال الوزير الطبطبائي إن المناهج الجديدة يجب ألا تكون منفصلة أو مجزأة، بل مترابطة ومتكاملة، بحيث يعزز المفهوم الوطني مثلا في مادة الاجتماعيات بآية قرآنية في مادة التربية الإسلامية، ويعزز بنفس الوقت بشعر وطني في مادة اللغة العربية، لترسيخ القيم والمفاهيم بشكل شمولي، يرفع من قيمة الولاء والانتماء لدى الطلبة.
وأكد ضرورة وضع خطة زمنية واضحة، ومصفوفة شاملة لمحتوى المناهج الدراسية لجميع الصفوف المستهدفة، على أن يتم الانتهاء من إعداد هذه التصورات، خلال أسبوعين من تاريخ الاجتماع، تمهيدا لعرضها على اللجان العليا لاعتمادها والبدء بتنفيذها وفق جدول زمني دقيق ومدروس.
وقد ناقش الاجتماع سبل تعزيز التكامل في الإدارات المعنية بالمناهج، مع تأكيد ضرورة تحديد آليات فعالة للتنسيق والمتابعة، خلال مرحلة إعداد التصورات، بما يضمن وضوح الأدوار والتكامل في العمل المؤسسي.
حضر الاجتماع كل من الوكيل المساعد للتعليم العام بالتكليف في وزارة التربية، والوكيل المساعد للمناهج التربوية بالتكليف ،ومدير إدارة تطوير المناهج، إلى جانب موجهي عموم المواد الدراسية.