
«وكالات»: غداة يوم واحد على مقتل جندي إسرائيلي، وإصابة آخرين، ادعى موقع «واينت»، أمس الأحد، نقلاً عن مصادر عسكرية أن حركة حماس «تحتفظ بـ20 ألف مقاتلٍ، تستعد من خلالهم لاحتمال تجدد المناورة البرية، لكنها في المقابل، تشنّ هجمات محدودة عندما تجد الفرصة سانحة لذلك، أو عندما تستشعر خطر فقدان أصولٍ معيّنة، كالأنفاق».
وطبقاً لنتائج التحقيقات الإسرائيلية الأوليّة، فقد تبيّن أنّ عناصر حماس خرجوا من فتحة نفق، وأطلقوا قذيفة «أر بي جي» على سيارة عسكرية إسرائيلية، وبعد ذلك فجّروا عبوة ناسفة بالقوة التي وصلت لإنقاذ الجرحى، وهو ما أسفر عن مقتل قصاص الأثر غالب نصاصرة، وإصابة آخر.
وتعد هذه المرّة الثانية في الأسبوع الأخير التي يخرج فيها مقاومون من فتحة نفق، لمواجهة قوات الاحتلال المتمركزة في «المنطقة العازلة»؛ ففي المرة الأولى واجهت، بحسب «واينت»، قوّة من اللواء 401، التي تتولى توسيع «المنطقة الأمنية» في حيي الدرج والتفاح مقابل «كيبوتس كفار عزة»، وخلال هذه الواقعة، اغتالت إسرائيل المقاومين.
وذكرت جريدة «العربي الجديد» التي تصدر في لندن، أن موقع «والاه» لفت إلى أن جيش الاحتلال يستعد لـ»مناورة ضخمة» في قطاع غزة، تشمل عملية برية تقطع التواصل الجغرافي لمدن القطاع ضمن «استراتيجية جديدة تهدف إلى تقويض قدرة حماس على مواصلة السيطرة على القطاع»، بموازاة الضغط على قادتها لإطلاق سراح المحتجزين.
وعلى الرغم من أنه لا تدور معارك في قطاع غزة، وما يحدث منذ انهيار وقف إطلاق النار هو استمرار إبادة الفلسطينيين، وتجويعهم وتعطيشهم، انتشرت تقارير في وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة، تدّعي أن حماس لا تزال تحتفظ بـ20 إلى 30 ألف مقاتل، فيما يبدو وكأنه حملة دعائية تهدف إلى إقناع الرأي العام بتوسيع الحرب وتجنيد الاحتياط، في وقتٍ تتصاعد فيه الدعوات لوقف الحرب وإطلاق سراح المحتجزين، بموازاة تفاقم نقمة جنود وضباط الاحتياط بسبب السعي المتواصل لتحميلهم العبء وحدهم.
وأتت التقارير، غداة خروج رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بتصريحات مكرورة، تعهد خلالها بعدم وقف الحرب والانسحاب من القطاع إلا بعد «الحسم العسكري»، وأنه لا توصل إلى صفقة تبادل في الظروف الراهنة.
وبالعودة إلى تقرير «والاه»، فقد ذكر الموقع أن الجيش يواصل عملياته العسكرية في مختلف مناطق القطاع، عبر شنّ هجمات من البحر والجو والبر، ولفت إلى أن «الاستراتيجية الجديدة للجيش تقوم على شطر القطاع إلى قسمين، وتجريد حماس أكثر من 50% من الأرض التي تسيطر عليها»؛ إذ تسيطر قوات الاحتلال حالياً على محور موراغ، وأجزاء إضافية من مدينة رفح، وحيَّي الدرج والتفاح.
ونقل الموقع عن مصدر أمني قوله إن «الضغط العسكري هدفه إجبار حماس على العودة إلى طاولة المفاوضات»، فيما ينسق الجيش بدقة مع مديرية شؤون الأسرى والمفقودين لتجنب تنفيذ عمليات في مناطق معينة يُشتبه في أنّ الأسرى محتجزون فيها»، مع العلم أن كتائب القسّام، الذراع المسلحة لحركة حماس، سبق أن أشارت إلى أنها فقدت الاتصال بآسِري الجندي الإسرائيلي- الأميركي، عيدان ألكسندر، وأن مصيره مجهولاً نتيجة غارة إسرائيلية استهدفت الموقع المحتجز فيه.
وفي الأثناء، لفت الموقع إلى أن المناورة البرية الضخمة «تتطلب تجنيداً واسعاً لقوات الاحتياط، وسحب وحدات عسكرية من جبهات كبلبنان وسورية والضفة الغربية»، وشدد على أنه خلال ذلك «ستتولى شركات أميركية خاصة مسألة توزيع المساعدات على السكان بهدف تقويض سلطة حماس المدنية».
وفي سياق ذي صلة، دعا وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، إلى احتلال قطاع غزة كاملاً، وكتب على صفحته في منصة إكس عقب خطاب نتنياهو، أنه إذا لزم الأمر ينبغي إقامة حكم عسكري على القطاع، فهذا «هو الطريق لضمان أمننا وإعادة المحتجزين»، وقال موجهاً منشوره إلى نتنياهو «سيدي رئيس الوزراء، لحديثك هذا المساء عن ضرورة إنهاء هذه الحرب بالنصر معنى واضح؛ يجب تغيير نهج الحرب، والتوجه نحو احتلال كامل لقطاع غزة دون خوف إذا لزم الأمر».
أما وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، فقال: «سنواصل الحرب لتدمير حماس وسنمنع عنهم الوقود والكهرباء ومستمرون في الضغط العسكري»، مضيفاً أن «الضغط العسكري وليس اتفاقيات الخنوع هو ما سيعيد المحتجزين».