
تستقبل الكويت غدا الإثنين، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في زيارة دولة، يجري خلالها مباحثات مع صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، تتناول العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى التطورات والمستجدات الإقليمية والدولية.
وأكدت وزارة الاعلام الكويتية أن الزيارة «محطة بارزة في توطيد العلاقات التاريخية المتينة بين البلدين، مشيرة في حسابها الرسمي على منصة «إكس»، إلى تغطية مباشرة للزيارة الميمونة على قناة الاخبار في الرابعة من عصر غد - الاثنين- بعنوان «الكويت ومصر.. مصير مشترك».
يأتي لقاء سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد مع ضيفه الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهو الثاني في أقل من عام واحد، حيث كان الأول في القاهرة في 30 أبريل 2024، في تأكيد جديد على قوة ومتانة العلاقات بين القيادتين والشعبين الشقيقين، إضافة إلى ما تحتمه الظروف والتحديات العربية والإقليمية والدولية، خصوصا القضية الفلسطينية، وتحديدا غزة وإعادة إعمار القطاع، من ضرورة التشاور والتنسيق، في ظل رؤية متطابقة، والدفع باتجاه ترسيخ أمن واستقرار المنطقة، وذلك في إطار وحدة المصير المشترك للبلدين.
وتتمتع العلاقات الكويتية المصرية بخصوصية فريدة وتجاوزت البروتوكولات، في ظل تنامي اوجه التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، سواء السياسية او الاستثمارية او الاقتصادية او التجارية او الثقافية وغيرها.
وتأتي زيارة الرئيس السيسي ليومين للكويت، في مرحلة مفصلية- بمعنى الكلمة- للمنطقة ، حسب ما أكدته مصادر دبلوماسية لـ « الصباح « ، خصوصا تطورات الاوضاع الماساوية في غزة، وارتكاب قوات الاحتلال لجرائم الإبادة الجماعية والتصريحات عن التهجيرالقسري لسكان القطاع، وهذا ما ناقشه ممثل سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، وزير الخارجية عبدالله اليحيا مع نظيره المصري د. بدر عبد العاطي أمس الأول- الجمعة- على هامش مشاركتهما في فعاليات منتدى أنطاليا الدبلوماسي، حيث تبادلا الرؤى حول تطورات الأوضاع في قطاع غزة، وبحث سبل الترويج وحشد الدعم الدولي للخطة العربية- الإسلامية للتعافي المبكر، وإعادة إعمار غزة، الى جانب التنسيق بين الجانبين للإعداد لمؤتمر القاهرة الدولي لإعادة إعمار القطاع، حسب ما ذكره المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية.
وتناول الوزير عبد العاطي- حسب المصدر نفسه- مجمل أوجه العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الشقيقين، وثمَّن تنامي وتيرة تطور العلاقات فى المجالات المختلفة، مشيدًا بالروابط الأخوية التي تجمع الشعبين، معربا عن التطلع لدفع وتيرة التعاون مع دولة الكويت الشقيقة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد، بتعميق العلاقات بين البلدين والاستقرار في تطويرها في مختلف مجالات التعاون الثنائي وبما يحقق المصالح المشتركة للشعبين الشقيقين.
ولهذا، ستكون غزة على سلم اولويات المحادثات الكويتية المصرية في ظل استمرار الدعم والمساندة من البلدين الشقيقين للقضية الفلسطينية، وفي وقت تترأس فيه الكويت الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وما تقوم به القاهرة من استعدادات لمؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، في مواجهة محاولات التهجير القسري لسكان القطاع .
ويصل الرئيس السيسي الى الكويت قادما من قطر، وبعد زيارة رئيس إندونيسيا برابوو سوبيانتو لمصر أمس- السبت- وقبل ذلك القمة المصرية الأردنية الفرنسية، وزيارة السيسي وماكرون لمدينة العريش في شمال سيناءالأسبوع الماضي، والاتصالات التي تجريها مصر مع مختلف الدول، في اطار سعي القاهرة لحشد الدعم لانجاح مؤتمر إعادة إعمار غزة.
وزيارة الرئيس السيسي للكويت، هي الأولى في عهد سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، في حين زار سموه القاهرة في 30 أبريل 2024، في أول زيارة
رسمية بعد تقلده مقاليد الحكم، وقلد الرئيس السيسي سمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد «قلادة النيل»، تعميقا وتجسيدا للعلاقات المتينة التي تجمع البلدين الشقيقين.
يذكر ان آخر زيارة لمسؤول مصر كبير للكويت، كانت لرئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولي في 23 فبراير الماضي، وسلم دعوة لسمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد من الرئيس السيسي لحضور القمة العربية التي عقدت في 4 مارس الماضي ، وألقى خلالها ممثل سمو امير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد كلمة، شخص فيها الداء ووصف الدواء للوضع العربي الراهن، وخصوصا ما يحدث في غزة .