
"وكالات": أفادت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، بأنّ الأطفال الفلسطينيين في قطاع غزة يعانون من "آثار مدمّرة" نتيجة مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام دخول المساعدات والإمدادات التجارية إلى القطاع المحاصر للأسبوع السادس على التوالي، وذلك بالتزامن مع استئناف الحرب من قبل قوات الاحتلال قبل أكثر من ثلاثة أسابيع.
وجاء في تدوينة نشرتها وكالة "أونروا" على موقع "إكس"، أمس الأربعاء، أنّه "في شمال قطاع غزة، لا يبحث الأطفال عن ألعابهم ولا عن أقلامهم بل عن المياه".
وإذ أرفقت الوكالة التدوينة بصورة تُظهر أطفالاً فلسطينيين حول عربة خشبية تجرّها إحدى دواب النقل وقد وُضعت عليها أوعية مياه بأحجام مختلفة، أضافت أنّ هؤلاء "لا يتوجّهون إلى المدرسة، بل يدفعون العربات بحثاً عمّا يروي عطشهم".
وأوضحت وكالة "أونروا" أنّ "أكثر من خمسة أسابيع انقضت مذ علّقت إسرائيل، في إطار الحصار المحكم الذي تفرضه على قطاع غزة، "إدخال المساعدات والإمدادات التجارية إلى قطاع غزة"، مشيرة إلى "تزايد ندرة المياه المأمونة والغذاء والمأوى والرعاية الطبية". وإذ حذّرت الوكالة من أنّ "أثر ذلك على الأطفال مدمّر"، شدّدت على ضرورة "وقف إطلاق النار فوراً".
ومنذ الثاني من مارس الماضي، تمنع قوات الاحتلال الإسرائيلي إدخال الإمدادات الأساسية والحيوية إلى قطاع غزة المحاصر، وذلك بعد إغلاقها كلّ المعابر المؤدية إليه، الأمر الذي يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها الفلسطينيون، ولا سيّما منذ السابع من أكتوبر 2023، فيزداد الجوع والعطش، في حين تتدهور المنظومة الصحية أكثر فأكثر.
يُذكر أنّ إسرائيل كانت قد استأنفت حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة في 18 مارس الماضي، وذلك بعد أقلّ من شهرَين على سريان وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي.
من يوميات أطفال فلسطين وسط الاحتلال الإسرائيلي - 4 مارس 2025 (إكس)قضايا وناس
يونيسف: أطفال فلسطين يعيشون في خوف ويفتقرون إلى الحماية
في السياق، كان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد شدّد على رفضه القاطع لمخطّط الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول من خلاله فرض مقترحات وآليات خطرة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع وتوزيعها تحت إشرافه على السكان المحاصرين فيه، محذّراً من أنّ ذلك "محاولة مكشوفة لمنح شرعية زائفة لاحتلال غير قانوني". أضاف المكتب الحكومي، في بيان أخير، أنّ ذلك يمثّل خرقاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، ويكرّس واقع السيطرة والابتزاز السياسي، ويمثّل أيضاً خطراً مباشراً على حياة المدنيين من خلال إجبارهم على التوجه إلى نقاط توزيع أمنية.
وتابع المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أنّ "الاحتلال يواصل منذ ما يقارب 40 يوماً متتالية حرمان أكثر من 2.4 مليون إنسان في قطاع غزة من المساعدات الإنسانية، في سياسة ممنهجة تهدف إلى فرض سياسة تجويع المدنيين، من بينهم أكثر من مليون طفل فلسطيني"، وأوضح أنّ الاحتلال "أغلق كلّ المعابر المؤدية إلى القطاع، ويرفض حتى اللحظة السماح بفتحها أو إدخال آلاف الأطنان من المساعدات المتكدّسة على الجانب الآخر من المعابر".