“وكالات”: اعتبر خبراء ماليون واقتصاديون أن المملكة العربية السعودية، تعد الدولة الأولى على مستوى العالم، التي استطاعت امتصاص صدمة الرسوم الجمركية الجديدة، التي فرضها أخيرا، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتجاوز تداعياتها السلبية، واستعادة النشاط المالي والاقتصادي لها بقوة، لافتين إلى أن ذلك تجلى بوجه خاص في سوق الأسهم السعودية، التي عكست خسائرها الصباحية أمس الإثنين، لتغلق على مكاسب قوية في ختام تعاملات اليوم نفسه، حيث ارتفع المؤشر الرئيسي بنسبة 1.05%.
وأضاف مؤشر “تاسي” 116.83 نقطة عند مستوى 11194.02 نقطة، بتداولات بلغت قيمتها 10.56 مليارات ريال.
وأكد الخبراء لقناة “العربية”، أن ارتداد السوق السعودية “يمثل بداية لاستعادة الثقة رغم استمرار التذبذب”.
وقال الخبير الاقتصادي، محمد العنقري، إن الأسواق العالمية تشهد حربًا تجارية ذات طبيعة سياسية تستخدم أدوات اقتصادية، هدفها الحفاظ على مكانة الولايات المتحدة كأقوى دولة في العالم، بعد أن استنفدت الكثير من أدواتها النقدية والمالية، مما دفعها إلى تبني خيارات قاسية قد تفضي إلى ركود اقتصادي عالمي.
أضاف العنقري أن دول الخليج تتأثر بشكل مباشر بإيرادات النفط وبعض الصناعات المشتقة، لكن تأثير الرسوم الجمركية سيكون محدودًا على القطاعات المحلية الأخرى التي تعتمد على الخدمات والسلع غير المرنة كالرعاية الصحية والغذاء والاتصالات.
وتوقع تحركًا مختلفًا في الأسواق خلال الأيام القادمة، مشيرًا إلى أن ارتداد السوق السعودية اليوم يمثل بداية ممتازة، رغم استمرار بعض التذبذبات حتى إعلان نتائج الشركات للربع الحالي.
وأشار إلى أن دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، تتمتع بحصانة قوية ضد الأزمات الاقتصادية بفضل وسادتها المالية القوية ومستوى الدين العام المنخفض وبرامج التنمية الطموحة، مما يمكنها من امتصاص تداعيات هذه الحرب التجارية.
ولفت إلى إمكانية تحقيق بعض الفوائد لشركات التصدير الخليجية، خاصة في قطاعي التعدين والبتروكيماويات، نظرًا لأن الرسوم المفروضة على المملكة “10%” أقل بكثير مما هو مفروض على أسواق آسيوية أخرى. ومع ارتفاع الرسوم على المنتجات الأميركية المتجهة إلى الصين، قد تجد الشركات الخليجية، وعلى رأسها السعودية، فرصة لزيادة حصتها في هذه الأسواق.
وأكد أن أداء العديد من الشركات والقطاعات في السوق السعودية سيكون مستقرًا، ويميل إلى النمو وفقًا لخطط الإنفاق وتوقعات النمو القوي في القطاع غير النفطي.
وأوضح أن انخفاض أسعار النفط قد يمثل ضغطًا ولكنه ليس كبيرًا في المستويات الحالية. أما الانخفاض الحاد وغير المتوقع، فسيتطلب خططًا مختلفة لاستيعاب تداعياته، خاصة أن المملكة تخطط لميزانيتها وحجم الاقتراض على المدى المتوسط.
في سياق اقتصادي آخر، أعلن الرئيس التنفيذي لشركة “الزامل للاستثمار الصناعي” السعودية، أحمد زعتري، أن الشركة تعتزم تعزيز توسعها خلال العام الحالي في عدد من الأسواق الإقليمية والأسيوية، مشيراً في مقابلة مع “الشرق” إلى أن الشركة ستدشن مصنعا جديدا في مصر، وآخر في الهند، إضافةً إلى رفع قدرة الشركة الإنتاجية في فيتنام.
وأكد أن تداعيات الرسوم الأمريكية على الشركة سيكون “محدوداً”، بدعم المخزون، والالتزام من قبل العملاء، بالإضافة إلى الودائع.
وضمن الزخم الاقتصادي الذي تشهده المملكة أيضا، تستضيف العاصمة السعودية الرياض النسخة الرابعة من المنتدى العالمي لإدارة المشاريع الذي يُقام خلال الفترة من 17 إلى 19 من شهر مايو 2025، تحت عنوان “الجيل القادم لإدارة المشاريع: القدرة البشرية، قوة العمليات، قوة التكنولوجيا”، وذلك تأكيدًا على الدور الريادي للمملكة في تطوير منظومة إدارة المشاريع، وتعزيز الابتكار والاستدامة، على المستوى المحلي والعالمي، وذلك برعاية وزير البلديات والإسكان ماجد الحقيل.
ويمثل المنتدى منصةً رائدةً على مستوى المنطقة والعالم، حيث يجتمع قادة الفكر والممارسين والخبراء من أكثر من 100 دولة؛ لمناقشة مستقبل إدارة المشاريع، وتسليط الضوء على أحدث الابتكارات والمنهجيات، وتعزيز مكانة المملكة وجهة عالمية لقيادة التحول في هذا المجال الحيوي.
ويستضيف المنتدى نخبة من الخبراء والمتحدثين الدوليين، ويعدّ فرصةً استثنائيةً لمناقشة أبرز الممارسات والمستجدات في إدارة المشاريع بمختلف القطاعات، إضافةً إلى كونه منصة لتبادل الآراء والرؤى حول تحقيق نجاح أكبر للمشروعات، من خلال تمكين القدرات البشرية، وتعزيز العمليات، وتوظيف التكنولوجيا الحديثة.
ويستهدف المختصين في القطاعين الحكومي والخاص، والشركات الهندسية والمقاولات، ورواد الأعمال، والاستشاريين، ومديري مكاتب إدارة المشاريع، والمهنيين الشباب، وكل من يسهم في صياغة مستقبلٍ أكثر فاعلية واستدامة لعالم المشاريع.
وسيشهد المنتدى تنظيم عددٍ من الجلسات الرئيسة وورش عمل متخصصة، تغطي بدورها عدة محاور تشمل: الذكاء الاصطناعي، والتحول الرقمي، والاستدامة، وسلسلة القيمة العالمية، وبناء الكفاءات القيادية للمستقبل، إلى جانب معرض تفاعليّ وفعاليات تكريمية وتوقيع عددٍ من الكتب.