«وكالات»: أكد مراقبون ماليون واقتصاديون، أن إعلان البيت الأبيض عن اعتزام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الأمريكية «فورًا»، بحلول يوم الأربعاء «أمس»، قد أثار قلق المستثمرين وهدد بإشعال حرب تجارية عالمية شاملة.
وكلن ترامب قد أمضى ساعات في اجتماع مع أقرب مساعديه أمس الأول الثلاثاء، عشية ما سمّاه «يوم التحرير»، تمهيدا للإعلان عن رسومه الجمركية «المتبادلة» الجديدة على الدول الأجنبية في حفل يُقام في حديقة الورود بالبيت الأبيض.
واستعد المتداولون بالفعل لتداعيات القرار، محذرين من اتخاذ قرارات جريئة بناءً على ما سيقوله ترامب، مع تزايد مؤشرات تقلبات «وول ستريت» في الأيام الأخيرة.
وتنهي خطوة ترامب بفرض رسوم جمركية مضادة جديدة على الشركاء التجاريين لبلاده، القواعد التجارية القائمة منذ عقود، في خطوة من المرجح أن تُقابل بردّ من جميع الأطراف وتؤدي إلى زيادة التكاليف.
وقالت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم البيت الأبيض، أمس الأول الثلاثاء، إن الرسوم الجمركية الجديدة ستدخل حيز التنفيذ فور الإعلان عنها، بينما ستدخل رسوم منفصلة بنسبة 25 في المئة على جميع واردات السيارات حيز التنفيذ اليوم الخميس. وذكر ترامب مرارا أن الخطة تهدف إلى موازنة الرسوم الجمركية الأميركية المنخفضة عموما مع تلك التي تفرضها الدول الأخرى، ومواجهة قيودها غير الجمركية التي تضر بالصادرات الأميركية. لكن خطة ترامب لا تزال غير واضحة، وهناك تقارير ذكرت أنه يدرس فرض رسوم جمركية عالمية بنسبة 20 في المئة.
وقال مسؤول تجاري سابق في إدارة ترامب خلال ولايته الأولى، لوكالة رويترز، إن الرئيس الأمريكي قد يفرض معدلات رسوم جمركية شاملة على كل دولة على حدة بمستويات أقل نسبيا. أضاف المسؤول السابق أن عدد الدول التي ستفرض عليها تلك الرسوم سيتجاوز على الأرجح 15 دولة، وهو العدد الذي قال وزير الخزانة سكوت بيسنت، في وقت سابق، إن الإدارة تركز عليه نظرا للاختلال التجاري الواسع للولايات المتحدة مع تلك البلدان.
وقال النائب الجهوري بمجلس النواب كيفن هيرن إن بيسنت أبلغ الأعضاء الجمهوريين في المجلس، أمس الثلاثاء، أن الرسوم الجمركية المضادة تمثل «سقفا» لأعلى مستوى رسوم أمريكية ستواجهه الدول، وربما تنخفض في حال استجابتها لمطالب الولايات المتحدة. وقال المسؤول السابق في وزارة التجارة رايان ماغيروس إن تطبيق رسوم جمركية عالمية سيكون أسهل في ظل جدول زمني ضيق وقد يدرّ إيرادات أكبر، لكن تطبيق الرسوم الجمركية المضادة على كل دولة على حدة سيكون أكثر ملاءمة لممارسات التجارة غير العادلة للدول.
أضاف: «على أي حال، ستكون آثار قرارات اليوم كبيرة على مجموعة واسعة من القطاعات».
وفي غضون ما يزيد قليلا عن عشرة أسابيع، منذ توليه منصبه، فرض الرئيس المنتمي للحزب الجمهوري بالفعل رسوما جمركية جديدة بنسبة 20% على جميع الواردات من الصين «بسبب مخدر الفنتانيل»، وأعاد بالكامل فرض رسوم بنسبة 25% على واردات الصلب والألمنيوم، مما وسع نطاق تلك الرسوم لتشمل المنتجات النهائية بقيمة تقارب 150 مليار دولار.
وأدى تزايد حالة الضبابية بشأن الرسوم الجمركية إلى تراجع ثقة المستثمرين والمستهلكين والشركات على نحو ربما يؤدي إلى تباطؤ النشاط الاقتصادي وارتفاع الأسعار.
وقال اقتصاديون في بنك الاحتياطي الاتحادي في أتلانتا إن استطلاعا حديثا أظهر أن كبار المسؤولين الماليين في الشركات يتوقعون أن تدفع الرسوم الجمركية أسعارهم للارتفاع هذا العام، مع تقليص التوظيف والنمو.
وباع مستثمرون قلقون الأسهم بكثافة على مدى أكثر من شهر، مما أدى إلى خسارة ما يقرب من خمسة تريليونات دولار من قيمة الأسهم المدرجة في الولايات المتحدة منذ منتصف فبراير. وأغلقت بورصة وول ستريت على أداء متباين أمس الأول الثلاثاء، في ظل ترقب المستثمرين المشوشين لتفاصيل إعلان ترامب أمس الأربعاء.
