التقى وزير الخارجية عبد الله اليحيا أمس الأحد، في مكتبه بديوان عام الوزارة، السفيرة الأمريكية لدى دولة الكويت كارين ساساهارا، حيث تم خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية الوثيقة، والتعاون الإستراتيجي القائم بين دولة الكويت والولايات المتحدة الصديقة، وبحث عدد من الموضوعات محل الاهتمام المشترك.
تأتي أهمية هذه المقابلة، كونها تأتي غداة التصريحات التي أدلى بها وزير التجارة الأمريكي هوارد لوتنيك، حول "الرسوم الجمركية" و"ما دفعته الولايات المتحدة من أموال لتحرير الكويت من الغزو العراقي"، وزعم فيها بأن الولايات المتحدة "أنفقت ما يقرب من 100 مليار دولار لتحرير الكويت"، مدعيا أنه رغم ذلك فإن الكويت هي "الدولة التي تفرض حاليا أعلى رسوم جمركية على واردات الولايات المتحدة". كما ادعى أن من قام بإطفاء جميع حرائق آبار النفط في الكويت" هو خبير أمريكي.
وقد أثارت تصريحات الوزير الأمريكي، ردود فعل كويتية واسعة، حيث قدم نواب سابقون وخبراء، إحصائيات بشأن القضية، مؤكدين أن قيمة الجمارك ما زالت كما هي منذ أكثر من 20 عاما، لافتين إلى أن "كلفة حرب تحرير الكويت بلغت 60 مليار دولار، وما دفعته أمريكا في هذه الحرب بلغ خمسة مليارات فقط، وفقا لكلام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في أحد المقاطع المصورة، فيما تحملت الكويت والسعودية المبلغ الأكبر من كلفة الحرب بقيمة 40 مليارا بواقع 20 مليارا لكل دولة، بالإضافة إلى ما دفعته كل من الإمارات واليابان ودول الخليج العربية، وما يقال بأن الكويت دفعت فقط لأمريكا 500 مليون دولار، فإن هذا المبلغ كان تبرعا من الكويت لأمريكا عندما تعرضت الأخيرة لإعصار كاترينا".
كما أصدرت الحركة التقدمية الكويتية بيانا، أكدت فيه أن تصريح الوزير "يمثل ابتزازا مرفوضا موجها ضد الكويت، في محاولة مكشوفة للضغط على بلادنا بهدف التأثير على التوجهات الاستقلالية النسبية في السياسة الخارجية الكويتية، وفي الغالب فإن هذا الضغط موجه ضد الموقف الكويتي الثابت الرافض للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وكذلك للتأثير على التعاقدات الكويتية مع جمهورية الصين الشعبية في بعض المجالات".
من جهة أخرى أكد نائب السفيرة الأمريكية في الكويت ستيفن باتلر ، ان العلاقات المتنامية بين البلدين قائمة على القيم المشتركة، والاحترام المتبادل، والالتزام بالازدهار والسلام وتستمر علاقاتنا الثنائية في الازدهار، مدفوعة بالتعاون الاقتصادي القوي، والشراكات الاستراتيجية، والرؤية المشتركة لمنطقة مستقرة ومزدهرة.
جاء ذلك في كلمة ألقاها باتلر في حفل الإفطار الرمضاني السنوي الذي أقامه مجلس الأعمال الأميركي في الكويت"ABCK" نهايةالأسبوع الماضي ، مقدما جزيل الشكر والامتنان لرئيس مجلس إدارة المجلس، بيت سويفت، وعضو مجلس الإدارة ورئيس مجموعة التركيز المعنية بالإعاقة، عمر بن ناجي، على جهودهما الدؤوبة في تعزيز التعاون وتوطيد العلاقات الأمريكية الكويتية.
أضاف : ان رمضان، شهر الصيام والتأمل والرحمة، يتمتع بمكانة خاصة في قلوب الملايين حول العالم، بمن فيهم نحن.
وتابع: التعاون بين السفارة الأمريكية ومجلس الأعمال الأمريكي في الكويت، له دوره المحوري في تحقيق أهدافنا المشتركة وتعزيز فرص الأعمال التي تعود بالنفع على بلدينا معًا، ونواصل تهيئة بيئةٍ مواتيةٍ للابتكار وريادة الأعمال والنمو المستدام، ممهدين بذلك الطريق لمستقبلٍ أكثر إشراقًا للجميع.
واردف : الليلة، ونحن نجتمع معًا في أجواء شهر رمضان المبارك، نغتنم هذه الفرصة لتسليط الضوء على العمل المتميز الذي يقوم به بيت عبد الله لرعاية الأطفال ، حيث إن تفانيهم في تحسين أجنحة الأطفال في المستشفيات للمرضى وعائلاتهم في جميع أنحاء الكويت ، جديرٌ بالثناء حقًا.
كما نُشيد بعمل أصدقائنا في مقهى 312. فهم لا يُقدمون فقط فنجانًا من القهوة اللذيذة، بل يُتيحون أيضًا فرصةً للعمل الكريم لجميع أفراد المجتمع الكويتي، وهو مكانٌ يستحق التقدير والاحتفاء، ويُعد مقهى 312 شهادةً حقيقيةً على الكرم والتعاطف اللذين يُميزان المجتمع الكويتي.
وقال : دعونا نُجدد التزامنا ببناء جسور التفاهم والتعاون والصداقة. معًا، يمكننا التغلب على التحديات، واغتنام الفرص، وخلق مستقبل أكثر إشراقًا للأجيال المقبلة.
