
«وكالات» : واصل الاحتلال الإسرائيلي أمس الأربعاء، حرب الإبادة على غزة، والتي استأنفها أمس الأول الثلاثاء، بغارات عنيفة أدت إلى سقوط مئات الشهداء غالبيتهم من الأطفال، حيث استهدف قصف إسرائيلي أمس مبنى يتبع للأمم المتحدة، وأفادت وزارة الصحة بمقتل شخص وإصابة 5 آخرين أجانب وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع.
في الأثناء، أكد مسؤول في حماس أن الحركة لم تغلق باب التفاوض على رغم الغارات العنيفة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة منذ الثلاثاء، مطالباً الوسطاء بإلزام الدولة العبرية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي للحركة، لوكالة “فرانس برس” إن “حماس لم تغلق باب التفاوض ولا حاجة إلى اتفاقات جديدة في ظل وجود اتفاق موقع من كل الأطراف”. أضاف: “حماس تطالب الوسطاء والمجتمع الدولي بإلزام الاحتلال بوقف العدوان وتنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار والبدء بالمرحلة الثانية” من الهدنة التي بدأت في يناير.
وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، قد قال، إن الضربات الجوية التي شنها جيش الاحتلال، فجر أمس الأول الثلاثاء، على قطاع غزة “مجرد بداية”، مدعياً أن استئناف الحرب “تقرر بعدما رفضت حماس كل المقترحات، ولذلك منذ اللحظة، المفاوضات ستُدار تحت النار”. وتابع زاعماً: “طوال أسابيع مضت عملنا على تحقيق هدف وحيد هو إعادة مختطفينا. أطلنا أمد وقف إطلاق النار لأسابيع، بعثنا وفوداً، قدمنا مقترحات مع الوسطاء، ووافقنا على مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف”. واعتبر نتنياهو أن الضغط العسكري “لا غنى عنه” لضمان عودة المحتجزين في غزة، وأكد أنهم سيواصلون العمل حتى انتهاء التهديد الذي تشكله الحركة الفلسطينية، وقال في هذا الصدد: “سنواصل القتال من أجل تحقيق كل أهداف الحرب. غزة لن تشكل تهديداً على إسرائيل”.
وذكرت مصادر مطلعة أن مصر قدمت، أمس الأول الثلاثاء، مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في غزة، لافتة إلى أن هذا المقترح يمثل جسرا للخلافات ويحمل رؤية وسيطة بين ما تضمنه المقترح الذي وافقت عليه حماس في السابق بإطلاق سراح الجندي الأميركي - الإسرائيلي ألكسندر عيدان وخمسة جثامين لأسرى، وبين المقترح الذي طرحه مبعوث البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط ستيف ويتكوف والذي تضمن إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء ونصف الجثامين لدى المقاومة.
وبينما جددت إسرائيل غاراتها على القطاع المحاصر، لم تكن الضفة الغربية بحال أفضل.
فقد واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة ومخيم جنين بشمال الضفة الغربية لليوم الـ58 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
كما سمع صباح أمس الأربعاء إطلاق للرصاص الحي بشكل كثيف من داخل مخيم جنين، إضافة لأصوات انفجارات، من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا”.
وتابعت أن القوات الإسرائيلية دفعت تعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى مخيم جنين في حين تتواصل عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة في المخيم.
أيضاً أشارت إلى أن إسرائيل اعتقلت خلال الـ58 يوما قرابة 227 مواطنا من محافظة جنين، فيما أجرى عشرات عمليات التحقيق الميداني.
بدورها، أكدت بلدية جنين أن الجيش الإسرائيلي جرف 100% من شوارع مخيم جنين وقرابة 80% من شوارع مدينة جنين، فيما تم تهجير سكان 3200 منزل من المخيم.
كذلك أحرق الجنود ليلة أمس الأول منازل لمواطنين في محيط ديوان السعدي داخل المخيم، مع إغلاق الشارع المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي من جهة مدخل مخيم جنين بالسواتر الترابية.
وأشارت إلى أن العملية المستمرة على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ58 خلف 34 قتيلاً وعشرات الإصابات والمعتقلين.
يذكر أن محافظ نابلس غسان دغلس، كان أكد إجبار الجيش الإسرائيلي عائلات من مخيم العين على النزوح وترك منازلها.
وقال إن العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي ما زالت مستمرة في مخيم العين غرب نابلس، والتي أسفرت عن مقتل شاب واحتجاز جثمانه، وإصابة عدد من الشبان واعتقال آخرين، وحملة مداهمة وتفتيش واسعة داخل المخيم.
وذكر أن القوات الإسرائيلية أجبرت عددا من العائلات على النزوح وترك منازلها من داخل المخيم، مؤكدا أن الاقتحام لمخيم العين شل العملية التعليمية خاصة في المنطقة الغربية لمدينة نابلس، كون المخيم يقع في المدخل الرئيسي الغربي لنابلس.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل 70 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بدء العام 2025.
هذا وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل ما لا يقل عن 885 فلسطينياً، بنيران القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ ذلك التاريخ.
كذلك، قُتل ما لا يقل عن 32 إسرائيليا، في هجمات فلسطينية أو مواجهات خلال العمليات الإسرائيلية في المنطقة خلال الفترة نفسها، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.