
«كونا»: في جولة شملت كلا من ديوانية شعراء النبط، والنادي الكويتي الرياضي للصم، أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، أن أعظم نعم الله على الإنسان وأفضلها، أن يستشعر الأمن والأمان في وطنه، وهو ما نتمتع به بفضل الله وكرمه، في كويتنا الغالية، بلد الأمن وموطن الإنسانية، كما دعا سموه إلى استثمار اختيار الكويت عاصمة الثقافة العربية للعام الحالي، من أجل
تكثيف اللقاءات، وإقامة الندوات والفعاليات، لافتا سموه إلى أنها فرص للشعراء والأدباء، للتعلم وتبادل الخبرات.
ففي زيارة صاحب السمو أمير البلاد إلى ديوانية شعراء النبط، وبمعيته سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، ألقى سموه كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: من منارة الشعر ومنبر الشعراء، يتجدد معكم اللقاء، وفي هذه الليلة الفضيلة من شهر رمضان المبارك، نلتقي لنهنئكم جميعا بشهر الصيام والطاعات، أعاده الله عليكم وعلى كويتنا الغالية وأمتينا الإسلامية والعربية بالخير واليمن والبركات.
أضاف سموه: نلتقي بكم في هذه الأجواء الرمضانية، بكل ما فيها من خير ومغفرة ورحمة وعتق من النار؛ لنستذكر معكم بكل معاني الفخر والاعتزاز والعرفان بالجميل مؤسس هذه الديوانية، المغفور له بإذن الله تعالى، سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد، طيب الله ثراه، وجعل الجنة مثواه، الذي أدرك بحسه المرهف وشعوره الجميل وتصوره البديع ما للشعر النبطي من مكانة متميزة في صناعة التاريخ والتراث، وسجل الحماسة والاعتزاز بالوطن، ليكون للأجيال مشاعل لتعزيز كل المعاني والأفكار والمواقف السامية. وطالما نحن في مقام الاعتراف بالفضل والجميل، نجد لزاما علينا ألا ننسى بالذكر أول قائد حضر افتتاح هذه الديوانية، سمو الوالد صاحب القلب الكبير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله رحمة واسعة، الذي صنع التاريخ والمجد لوطنه وشعبه، وتعلمنا منه كريم الصفات وأطيب الأفعال، وكان حبه للكويت كحبه لوطنه، وكان لتوجيهاته ونصائحه الثمينة لرواد هذه الديوانية أثناء تلك الزيارة أبلغ الأثر في تعزيز أركانها ودعائمها.
وقال سمو الأمير أيضا: ونحن ندرك أن الشعر عند العرب ديوانهم الذي سجلوا فيه بوجدانهم الوقائع والأحداث، وخلدوا بإبداعهم المناقب والأمجاد، وتحدثوا في أبياته عن حياتهم بشتى نواحيها، لاسيما الاجتماعية، فإننا نفخر بأن في الكويت للشعر النبطي ديوانية، رمزا للتاريخ والتراث والأصالة، وجسرا ثقافيا يربط بين الماضي والحاضر، ومؤسسة عريقة تهدف إلى الحفاظ على التراث الشعري النبطي، وتعزيز لون من الثقافة الكويتية.
أضاف سموه: ونقدر جهود القائمين على الديوانية والمعنيين بشؤونها في مواصلة الدعم لروادها وشعرائها، محققين أهدافها لترسيخ الروح الوطنية، ومشاعر الولاء والانتماء والوفاء للوطن والقيادة، وتعزيز التلاحم الاجتماعي وروح الأسرة الواحدة، إضافة إلى حفظ المواقف والأحداث الوطنية، من خلال ما جادت به قرائحهم، من مضامين وأفكار لها دلالة، وأحاسيس ومشاعر تفي بالغرض، وتحمل الرسالة. وأقول للشعراء الشباب: حافظوا على هوية الأجداد والآباء، واستفيدوا من شعرائنا القدامى، وانهلوا من فيض باعهم الطويل في الشعر النبطي؛ فهم ذوو مهارة لغوية عالية وثقافة أدبية واسعة، ووظفوا كلماتكم لمعالجة قضايا المجتمع وترسيخ المبادئ ونشر القيم والفضائل.
إلى ذلك، وفي كلمة ألقاها خلال زيارته إلى النادي الكويتي الرياضي للصم، قال سمو الأمير: أنتم تيجان على الرؤوس، ولكم مكانة كبيرة في القلوب والنفوس، جعلتم الإرادة قبل الإشارة لغتكم، والثقة والإصرار صوتكم، فحققتم الإنجازات لتفخر الكويت بكم. وإننا لنسجل إشادتنا بجهود القائمين على هذا الصرح الرياضي والمعنيين به، مقدرين المساعي الحميدة الهادفة إلى توفير الرعاية لذوي التحدي والإرادة.
أضاف سموه: ونحن نؤكد دعم الدولة لكم واهتمامها بكم قيادة وحكومة وشعبا، فإننا نقدر جهودكم خلال الفترة الماضية، والتي توجت بحصول ناديكم على مراكز متقدمة في البطولات المحلية، ووصول أحد اللاعبين إلى دور الثمانية في المنافسات الرئيسية للعبة البولينغ، في دورة الألعاب الآسيوية لاتحاد آسيا والمحيط الهادئ العاشرة لرياضة الصم، التي أقيمت في ماليزيا بداية شهر ديسمبر الماضي. كما نسعد بتطلعكم إلى إقامة بطولة دولية في الرماية للصم على ملاعب نادي الرماية الكويتي، وبطولة في الشطرنج للصم على مستوى دول مجلس التعاون.
وقال سمو الأمير: واستمرارا لعطائكم وتحقيق إنجازاتكم، نوجه المعنيين في الدولة نحو مزيد من الاهتمام بإخواننا وأبنائنا الصم، في جميع المجالات الصحية، والتعليمية، والأكاديمية، والرياضية، والاجتماعية، والاستفادة من التقنيات والاختراعات الحديثة، لاسيما النظارة الذكية، التي ستحدث نقلة نوعية في دعمهم وتعليمهم، داعين الله لكم بالتوفيق والنجاح، ولناديكم بدوام التميز لرفع اسم دولة الكويت عاليا خفاقا في كافة المحافل الرياضية.
هذا وقد رافق سموه في هاتين الزيارتين، عدد من كبار المسؤولين بالدولة.