
«كونا»: أكد صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن الأمن والاستقرار وطمأنينة العيش نعم كبرى لا يدرك قيمتها إلا من فقدها، لافتا سموه إلى أنه «في ظل ظروف راهنة لا تخفى على الجميع، تشهد بعض الدول المحيطة تداعياتها، وتعاني من انعدام الأمن والاستقرار فيها، نؤكد أنه لا تنمية ولا تطور في ظل غيابهما».
جاء ذلك خلال زيارة قام بها سموه، مساء أمس الأول، وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، إلى وزارة الدفاع «جيوان»، حيث كان في استقبال سموه وزير الدفاع ووزير الداخلية بالإنابة الشيخ عبدالله العلي، ووكيل وزارة الدفاع الشيخ الدكتور عبدالله المشعل، ونائب رئيس الأركان العامة للجيش اللواء الركن طيار وقال سمو الأمير: وإذ نثق في قدرات وجاهزية جيشنا القوي، وبقدرة أخي وزير الدفاع على إدارة الدفة في هذه المرحلة بالغة الدقة، فإننا نوجهكم إلى ما يلي:
- استكمال مسيرة الإصلاح والتطور بالحزم والمحاسبة، وتعزيز مبدأ الشفافية وإرساء قواعد العدالة والحيادية.
- تحقيق أقصى درجات اليقظة والاستعداد لقواتنا المسلحة، وتعزيز قدراتها القتالية، والتعاون العسكري المشترك، ومواصلة التدريبات والتمارين مع الجهات المناظرة.
- الاهتمام بالتعليم العسكري، وتأهيل المزيد من الكوادر التعليمية، والارتقاء بالجانب الأكاديمي؛ مما يضمن استعداد المؤسسة العسكرية لمواجهة التحديات المستقبلية.
- حماية الفضاء السيبراني العسكري، وسلامة الأنظمة الرقمية، وتبادل الخبرات حول أحدث الابتكارات في مجالي الأمن السيبراني وحماية البيانات.
أضاف سموه: إننا لنفخر ونعتز بقواتنا المسلحة الكويتية قادة وقوات، لاسيما منتسبي وزارة الدفاع والجيش الكويتي الأبي.. الدرع الحصين في حفظ استقلال واستقرار وأمن وأمان وطننا العزيز، فتحية إجلال وسلام لمن يحملون أسمى رسالة، ويتحملون على عاتقهم مسؤوليات جساما.
واستطرد سموه بالقول: نؤكد حرصنا على تعزيز كفاءة وقدرات قواتنا المسلحة، وتمكينها من القيام بواجبها المقدس في حماية الوطن والدفاع عنه برا وبحرا وجوا، وستظل دائما في طليعة أولوياتنا؛ فدعمنا مستمر لكل ما من شأنه تطوير قدراتها وإمكاناتها وجاهزيتها، مع مواكبة التطور في مجال التسليح والتجهيز العسكري، وفقا لأعلى المعايير التكنولوجية.
أضاف سمو الأمير: ونحن نتابع ما يؤديه أبناؤنا في القوات المسلحة من واجبات ومهام، فإننا نؤكد أن سلامتهم موضع اهتمام.. وبهذا الصدد، نجدد تعازينا لذوي شهيدي الواجب اللذين استشهدا أثناء تنفيذ رماية ليلية بالذخيرة الحية، ضمن المشروع النهائي لتمرين «ملاحظ الصحراء/ 4»، متمنين للمصابين الشفاء العاجل، مشددين على تطبيق أعلى معايير الأمن والسلامة في التمارين والتدريبات العملياتية. ولا يفوتنا رغم تأثرنا بهذا الحادث المؤلم أن نسجل إشادتنا بدور وزارة الدفاع قيادة وقادة في إعداد وتأهيل وتدريب كوادر بشرية وطنية قادرة على تحمل المسؤولية، وترسيخ قيم الولاء والوفاء والانتماء لديهم، كما نثمن حرص الوزارة على تعزيز دور العنصر النسائي فيها، ودعمه وتحفيزه؛ إيمانا منا جميعا بدور المرأة الفعال وقدرتها على العطاء لتلبية الواجب الوطني، ونقدر تسخير وزارة الدفاع كافة إمكاناتها لدعم ومساندة الجهود الحكومية الرامية إلى تحقيق التوافق والانسجام بين وزارات ومؤسسات الدولة، إلى جانب التعاون العسكري والأمني مع كل من وزارة الداخلية والحرس الوطني وقوة الإطفاء العام.
كما ألقى نائب رئيس الأركان العامة للجيش كلمة بهذه المناسبة، قال فيها: لقد كان لوزارة الدفاع هذا العام دور بارز في دعم الجهود الإنسانية والإغاثية، استكمالا لدور الكويت في نصرة الأشقاء والمحتاجين، حيث استمر الجسر الجوي الإغاثي لدعم الشعب السوري واللبناني واليمني الشقيق، في تعاون وثيق بين القوة الجوية الكويتية وجمعية الهلال الأحمر الكويتي وبيت الزكاة.
أضاف: وفي جانب آخر شهدت الوزارة خطوات مهمة في تطوير البنية التحتية العسكرية، وتعزيز منظومات الدعم اللوجستي، لضمان بيئة عمل متكاملة تسهم في تحقيق الأهداف الاستراتيجية للدفاع عن الوطن وتعزيز أمنه واستقراره.
من جهة أخرى قام صاحب السمو الأمير القائد الأعلى للقوات المسلحة مساء أمس الأول، وفي معيته سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة الشيخ فهد اليوسف، بزيارة إلى الرئاسة العامة للحرس الوطني، حيث كان في استقبال سموه رئيس الحرس الوطني الشيخ مبارك الحمود، ونائب رئيس الحرس الوطني الشيخ فيصل النواف، ووكيل الحرس الوطني الفريق الركن مهندس هاشم الرفاعي.
وألقى صاحب السمو أمير البلاد كلمة بهذه المناسبة، فال فيها: إننا إذ نفخر بالحرس الوطني مؤسسة ورجالا، فإننا نستذكر بالتقدير والاعتزاز، من شيد لهذا الصرح الشامخ القواعد والأساس، وترأس عبر عقود من الزمن مسيرة نهضته وتميزه؛ لتبقى بصماته مضيئة وتاريخه بالعطاء والإنجاز حافلا.. رحم الله أخي الشيخ سالم العلي السالم الصباح، وتغمده بفيض مغفرته ورضوانه، وأدخله فسيح جنانه.
أضاف سموه: نتابع باهتمام بالغ أداء الحرس الوطني المقدر في كافة المجالات العسكرية والأمنية والإدارية والطبية والفنية والمجتمعية؛ حيث رسخ بجهود منتسبيه مكانة مشهودة طوال مسيرته في الدفاع عن الوطن، وإسناد أجهزة الدولة الأمنية، وحماية المنشآت الحيوية، وتقديم الدعم والإسناد لمؤسسات الدولة والمجتمع المدني؛ فهو بحق رديف وعون وسند. وفي هذا الصدد، نقدر للحرس الوطني دعمه وإسناده لعدد من أجهزة الدولة الحيوية، ومنها: وزارة الكهرباء والماء، ووزارة الأشغال، وشركة ناقلات النفط، ومؤسسة الموانئ، والشركة الكويتية لتزويد الطائرات بالوقود «كافكو»، وشركة مطاحنِ الدقيقِ والمخابزِ، ومراكز التموِين.
كما نقدر إقامة الحرس الوطني للتمارين العسكرية الكبرى ذات المشاركة الواسعة، التي تعزز قدراته في أداء رسالته الوطنية في حفظ أمن الوطن واستقراره، وإسناد أجهزة الدولة في عملها لمواجهة حالات الطوارئ، ومنها تمرين مراكز قيادة الحرس الوطني CPX «نصر 20»، بمشاركة الشقيقتين دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين، والمملكة المتحدة الصديقة، وعدد من جهات الدولة العسكرية والمدنية.
وثمن سموه اهتمام الحرس الوطني بتطبيق قواعد الحوكمة المؤسسية، في إطار تنفيذ سياسات خطة التنمية ودعم مبادئ النزاهة والمحاسبة وسيادة القانون.. وكذلك الارتقاء بالجاهزية الإدارية من خلال النظام الإلكتروني المتكامل لإدارة المراسلات.
كما ثمن سموه عاليا إطلاق الحرس الوطني المبادرات التي تعود على المجتمع بالنفع ودعمها، كإسناد بنك الدم المركزي من خلال تبرع منتسبيه المستمر، وتأهيل الشباب والشابات لسوق العمل من خلال مبادرة «تنمية ووفاء.. لكويت العطاء»، والتعاون المشترك مع النادي الكويتي الرياضي للصم وتعليم لغة الإشارة، والاهتمام بالبيئة والتخضير.
وقال صاحب السمو الأمير أيضا: ونحن نؤكد دعمنا لكافة مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية، ومواصلة لتميز الحرس الوطني، وفي سبيل استكمال جهود منتسبيه في أداء مهامهم وواجباتهم تجاه وطننا العزيز.. نوجههم إلى ما يلي:
- مواكبة أحدث التقنيات وتطوير الابتكارات التي يمكن أن تعزز من الأداء والكفاءة في العمليات العسكرية والأمنية والتطور في المجالات الأخرى واستكمال مسيرة التخطيط الاستراتيجي في الحرس الوطني بإعداد خطته الخمسية الرابعة.
- مواصلة تحديث وتطوير البنية التحتية لمعسكراته وتجهيزها وفقا للمواصفات العالمية وتطوير العنصر البشري وصقل الخبرات والمهارات.
- التوسع في تنفيذ التمارين المشتركة مع الجهات العسكرية والأمنية داخل دولة الكويت وخارجها، وتبادل الخبرات وتوحيد المفاهيم العملياتية المشتركة في إدارة الأزمات والطوارئ.
- متابعة الجهود لتحقيق الهدف من إدخال الطيران العمودي في الحرس الوطني لتقديم الدعم والإسناد لجهات الدولة العسكرية والأمنية والمدنية.
كما ألقى وكيل الحرس الوطني كلمة بهذه المناسبة.. قال فيها: إننا في الحرس الوطني نسير - يا سيدي - على نهج سموكم، بوضع أمن الكويت وأمانها فوق كل اعتبار باذلين في سبيل ذلك كل ما في وسعنا من جهود مقدمين للوطن الغالي وقيادته الرشيدة أرواحنا؛ حفاظا على أمنه واستقراره، معاونين في ذلك إخواننا في وزارتي الدفاع والداخلية وقوة الإطفاء العام، مساندين كافة أجهزة الدولة الحيوية. ونغتنم هذه المناسبة لنجدد العهد والولاء والسمع والطاعة لسموكم «حفظكم الله ورعاكم» قائدا لمسيرتنا وراعيا لنهضتنا.
رافق صاحب السمو الأمير خلال الزيارتين، عدد من كبار المسؤولين بالدولة.