
أكدت مصادر مطلعة لـ «الصباح»، أن التطورات الأخيرة التي شهدتها سوريا، خلال الأيام القليلة الماضية، لم تغب عن الاهتمام الخليجي والعربي، مستشهدة في هذا الصدد، بالبيان الذي أصدرته وزارة الخارجية الكويتية يوم الجمعة الماضي، وأعربت فيه عن «إدانة دولة الكويت واستنكارها الشديدين للجرائم التي ترتكبها مجموعات خارجة عن القانون في الجمهورية العربية السورية الشقيقة، واستهدافها للقوات الأمنية ومؤسسات الدولة»، وتأكيدها على «وقوف دولة الكويت إلى جانب الجمهورية العربية السورية، ودعمها لكافة الجهود والإجراءات التي تتخذها الحكومة السورية، لحفظ أمنها واستقرارها الوطني».
كما استشهدت المصادر بالاجتماع الذي عقده المجلس الوزاري الخليجي، مع وزير الخارجية السوري قبل يومين في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية، وتأكيد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، جاسم البديوي، أن الاجتماع المشترك يعد خطوة عملية نحو تنسيق الرؤى وتعزيز التعاون، إذ يدشن مرحلة جديدة من العلاقات والتعاون المشترك مشدداً بأن سوريا دولة شقيقة وجزء أصيل من نسيج الأمة العربية بتاريخها العريق.
أضافت أن البديوي شدد أيضا على أن دول مجلس التعاون قد دأبت على الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن سوريا القوية والآمنة والمستقرة ليست مصلحة سورية بل مصلحة خليجية وعربية ودولية، وإشارته إلى أن موقف مجلس التعاون ثابت تجاه احترام سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها ورافض للتدخلات الأجنبية في شؤونها الداخلية وللإرهاب والتطرف، والتأكيد على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار أمن المنطقة.
وخلال الأيام الأربعة الماضية شهدت اللاذقية وطرطوس في سوريا، توترا أمنيا على وقع هجمات منسقة لفلول نظام بشار الأسد –ه ي الأعنف منذ سقوطه- ضد دوريات وحواجز أمنية ومستشفيات، وأوقعت قتلى وجرحى.
ولاحقا، قالت وزارة الدفاع السورية إن الأوضاع في اللاذقية وطرطوس تحت السيطرة، وإنها ضيقت الخناق على من تبقى من فلول النظام المخلوع في مناطق جبلية بريفي المحافظتين.
من جهته دعا الرئيس السوري أحمد الشرع إلى الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الأهلي في البلاد، كما دعا السوريين للاطمئنان بأن سوريا تتمتع بمقومات البقاء والعزة والكرامة.
وقال الرئيس السوري في كلمة له عقب صلاة الفجر اليوم بأحد مساجد حي المزة في دمشق، إن ما يحدث في سوريا حاليا هو ضمن التحديات المتوقعة.
أضاف أنه ما دامت الثورة خرجت من هذه المساجد فلا خوف على سوريا، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية «عدّت على خير».
وفي وقت سابق، قال الشرع، إنه لن يسمح بالمساس بالسلم الأهلي على الإطلاق، وشدد على أن سوريا سارت إلى الأمام ولن تعود خطوة واحدة إلى الوراء.
وطالب الشرع - في كلمة له- جميع القوى التي التحقت بأماكن الاشتباك بالانصياع لأوامر القادة العسكريين، وإخلاء المواقع فورا لضبط التجاوزات الحاصلة.
وشدد على أن كل من يتجاوز على المدنيين سيحاسب حسابا شديدا، مشيرا إلى أن «أهلنا في الساحل السوري في أماكن الاشتباك جزء مهم من وطننا وواجبنا حمايتهم».
ودعا الشرع قوى الأمن بعدم السماح لأحد بالتجاوز والمبالغة برد الفعل، وأكد أن «ما يميزنا عن عدونا هو التزامنا بمبادئنا».
وأشار إلى أن الدولة ستستمر بحصر السلاح بيد الدولة ولن يبقى سلاح منفلت في سوريا، وستحافظ على السلم الأهلي في البلاد.
وقال إن بعض فلول نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد سعت لاختبار سوريا الجديدة التي يجهلونها، وخاطبهم بالقول «إننا قاتلناكم في معركة التحرير رغم حرصكم على قتلنا، نريد صلاح البلاد التي دمرتموها ولا غاية لنا بدمائكم»، مشددا على أن سوريا ستلاحق فلول الأسد وستقدمهم للمحاكمة.
وأكد الرئيس السوري أن سوريا اليوم لا فرق فيها بين سلطة وشعب وهي تعني الجميع ومهمة للجميع، وهي واحدة موحدة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، ولا خوف على بلد يوجد فيه مثل هذا الشعب وهذه الروح.
وقد انطلق رتل لقوات الأمن العام من محافظة إدلب إلى منطقة الساحل السوري لإسناد العمليات الجارية لملاحقة فلول نظام بشار الأسد، في حين وقعت هجمات على نقاط أمنية ببلدات في ريف دير الزور شرقي البلاد.
ونشرت وكالة الأنباء السورية «سانا» صورا قالت إنها لانطلاق رتل الأمن العام من إدلب إلى الساحل «لملاحقة فلول النظام البائد وبسط الأمن والاستقرار في المنطقة».
وقال مصدر أمني لقناة «لجزيرة» إن الرتل انطلق من إدلب إلى محافظتي اللاذقية وطرطوس بهدف دعم عمل القوات الأمنية والعسكرية