
غزة – «وكالات»: عاود الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاته المتكررة على قطاع غزة، فضلا عن قراره المتعنت بقطع المساعدات عن القطاع.
فقد أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة أمس الأحد، مقتل 4 أشخاص وإصابة 6 آخرين، جراء استهداف الجيش الإسرائيلي لمناطق متعددة بالقطاع.
أضافت الوزارة في بيان أن إجمالي عدد القتلى بلغ 116 والمصابين 490 شخصاً منذ إعلان وقف إطلاق النار.
بدوره، أعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، عن استهداف سلاح الجو «لمشتبه فيهم» بقطاع غزة.
أضاف الجيش في بيان مقتضب نشره في تطبيق «تلغرام» أنه «تم رصد عدد من المشتبه فيهم يعملون بالقرب من قوات جيش الدفاع في شمال قطاع غزة، ويزرعون عبوة ناسفة في المنطقة، حيث قامت طائرة لسلاح الجو بمهاجمة المشتبه فيهم لإزالة التهديد».
وقُتل فلسطيني وأصيب آخر على الأقل، صباح أمس، في غارة إسرائيلية استهدفت تجمعاً للمواطنين في بيت حانون شمال قطاع غزة.
ونقل المركز الفلسطيني للإعلام عن مصادر محلية، قولها إن «طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت مجموعة مواطنين في منطقة البورة شرق بلدة بيت حانون، ما أدى إلى استشهاد أحدهم وإصابة آخر»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الأنباء الألمانية».
وأشار المركز إلى أن «هذا أول شهيد بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، ومماطلة الاحتلال في البدء بمباحثات المرحلة الثانية، في حين كرر خرق وقف إطلاق النار بإطلاق النار والقصف الجوي على مدار الـ42 يوماً الماضية، ما أدى إلى استشهاد أكثر من 100 مواطن وإصابة مئات آخرين».
بدوره، أعلن «الدفاع المدني» في غزة حصول قصف مدفعي إسرائيلي شرق خان يونس بجنوب القطاع، بينما قال الجيش الإسرائيلي إنه «يتحقق» من التقارير بهذا الشأن.
وقال «الدفاع المدني» في بيان مقتضب: «تم قصف مدفعي وإطلاق نار من الدبابات الإسرائيلية على المناطق الحدودية لبلدة عبسان الكبيرة شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة».
في غضون ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن بنيامين نتنياهو قرر تعليق جميع المساعدات الإنسانية إلى غزة، مع انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، الأمر الذي اعتبرته حماس «تجويعاً لأهالي القطاع».
وأشار المكتب إلى أن إسرائيل لن توافق على أي هدنة جديدة دون الإفراج عن محتجزيها، مضيفا أن رفض حماس لمقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف لاستمرار المفاوضات، رغم موافقة إسرائيل، سيؤدي إلى عواقب إضافية.
وذكر الإعلام الإسرائيلي أن تقديرات إسرائيل تشير إلى أن المساعدات التي دخلت غزة تكفي حماس لنحو 6 أشهر.
وزير خارجية إسرائيل جدعون ساعر اتهم حماس بأنها رفضت إطار وقف إطلاق النار وهو السبب الذي جعل إسرائيل غير قادرة على المضي قدما في الوقت الحالي، وفق قوله.
أضاف أن إسرائيل أوفت بكل التزاماتها حتى اليوم الأخير. وزير خارجية إسرائيل قال إن بلاده مستعدة للمرحلة الثانية من الاتفاق لكن «ليس بالمجان» حسب تعبيره.
ووصف وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموطريتش قرار بلاده تعليق دخول المساعدات إلى غزة بأنها «خطوة بالاتجاه الصحيح».
من ناحيتها دعت حماس الوسطاء للضغط على إسرائيل لمنع قرار وقف إدخال المساعدات لغزة، ولتنفيذ التزاماتها بموجب الاتفاق، مؤكدة التزامها بتنفيذ الاتفاق بمراحله الثلاث، مشيرة إلى أن السبيل الوحيد لاستعادة الرهائن هو بدء مفاوضات المرحلة الثانية.
وشدد الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أمس الأحد على أن إسرائيل «تتحمل مسؤولية» مصير الرهائن المحتجزين في غزة بعد قرارها تعليق دخول المساعدات إلى القطاع المحاصر.
وقال قاسم في بيان «الاحتلال يتحمل مسؤولية عواقب قراره على أهالي القطاع ومصير أسراه». ورأت الحركة أن مقترح مبعوث واشنطن إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق «ينسجم مع رغبة الاحتلال».
وكانت حركة حماس، طالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدة أن المقترح الأميركي لهدنة حتى منتصف أبريل والذي وافق عليه رئيس الوزراء الإسرائيلي يعكس تراجع إسرائيل عن التزاماتها.
القيادي في حماس محمود مرداوي، قال إن الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق بما يشمل وقفا دائما لإطلاق النار، وانسحابا كاملا، وإعادة الإعمار، مشدداً على أن الحركة لن تتراجع عن هذه المطالب.