عواصم - «وكالات»: لا تزال تتوالى تداعيات اللقاء العاصف بين الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ونظيره الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، أمس الأول «الجمعة»، ومن أبرزها ما عبرت عنه رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، التي أكدت التأييد الأوروبي الصريح لزيلينسكي، قائلة له: «أنت لست وحدك.. كرامتك اليوم هي تكريم لشجاعة الشعب الأوكراني».
ووقعت مشادة كلامية حادة الجمعة، بين ترامب وزبلينسكي في البيت الأبيض، غادر على إثرها رئيس أوكرانيا دون إتمام صفقة المعادن النادرة والمباحثات لإنهاء نزاع بلاده العسكري مع روسيا.
أضافت فون دير لاين في تغريدة على منصة «إكس» للتواصل الاجتماعي «أنت لست وحدك كن قويا. كن شجاعا. كن بلا خوف. أنت لست وحدك أبدا».
ونشر كل من رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيس البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، نفس التغريدة بنفس العبارات، في تأكيد على قوة الموقف الأوروبي الداعم لأوكرانيا.
وأكد المسؤولون الثلاثة دعمهم الكامل لأوكرانيا، ومواصلتهم العمل مع الرئيس الأوكراني، وشددوا على أن الاتحاد الأوروبي سيواصل العمل مع زيلينسكي «من أجل سلام عادل ودائم».
من جهتها أعلنت الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية كايا كالاس، أن العالم الحر يحتاج إلى قائد جديد وذلك في أعقاب اللقاء المتوتر الذي جمع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وأكدت المسؤولة الأوروبية في منشور على موقع «إكس» للتواصل الاجتماعي، أنه «أصبح من الواضح اليوم أن العالم الحر يحتاج إلى قائد جديد. والآن أصبح الأمر بيدنا نحن الأوروبيين لنقبل هذا التحدي».
وشددت كالاس على أن «أوكرانيا هي أوروبا!» مؤكدة وقوف الاتحاد الأوروبي إلى جانب أوكرانيا في الصراع الروسي الأوكراني.
وأضافت «سنزيد من دعمنا لأوكرانيا لكي تتمكن من مواصلة التصدي للمعتدي» في إشارة لروسيا.
بدوره اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أنه كان من الضروري الاستماع إلى وجهة نظر بلاده.
وقال خلال زيارته للبيت الأوكراني في واشنطن، أمس السبت، إنه «من المهم جدًا أن يتم سماع أوكرانيا».
كما اعتبر أنه من الضروري عدم نسيان بلاده وموقفها حتى بعد انتهاء الحرب.
إلى ذلك، أكد أنه «من المهم للشعب الأوكراني أن يعرف أنه ليس وحيداً، وأن مصالحه ممثلة في كل بلد، وفي كل ركن من أركان العالم».
وشكر الأوروبيين على دعمهم بعد المشادة الكلامية مع ترامب.
أتى ذلك، بعد المشاجرة العنيفة التي اندلعت بينه وبين ترامب في البيت الأبيض أمس أمام الصحافيين، وعلى مرأى وسائل الإعلام التي بثت التوبيخ غير المسبوق الذي وجهه الرئيس الأمريكي لضيفه.
في حين حاول زيلينسكي أكثر من مرة الدفاع عن موقفه، إلا أن تدخل نائب ترامب، جيه دي فانس زاد الطين بلة، وشحن الموقف بمزيد من التوتر، لينتهي اللقاء أو الشجار العنيف بعد نحو ساعة، ويغادر زيلينسكي إلى غرفة مجاورة من مكان انعقاد المؤتمر.
إلا أن مساعدي ترامب عادوا وطلبوا منه المغادرة، بينما كانت طاولة الغداء التي أعدت لتلك المناسبة على حالها من دون أن يلمسها أحد، ليخرج زيلينسكي خالي الوفاض من البيت الأبيض، وبطريقة غير مسبوقة على الإطلاق.
فعاد الرئيس الأوكراني وشدد في مقابلة تلفزيونية على أنه يحترم الشعب الأمريكي، ويقدر المساعدات التي منحتها واشنطن لبلاده، إلا أنه أكد في الوقت عينه رفضه الاعتذار لترامب.
في حين اشترط الرئيس الأمريكي من أجل لقائه ثانية، أن يبدي زيلينسكي استعداده لإجراء مفاوضات سلام مع روسيا.
بينما تقاطرت المواقف المؤيدة لكييف من شتى الدول الأوروبية، التي أكدت وقوفها مع ودعمها لزيلينسكي.
يذكر أنه منذ أسابيع اتخذت العلاقات بين واشنطن وكييف منحى متوترا، لاسيما بعد الاتصال الهاتفي بين ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، فضلا عن القمة التي عقدت بين وفدي البلدين في السعودية يوم 18 فبراير. إذا أبدى زيلينسكي علناً انزعاجه من هذا الاتصال واللقاء على السواء، معتبرا أنه لا يجوز مناقشة أي أمر يتعلق ببلاده من دون حضور ممثلين عنها.
لكن الأهم من ذلك، أن الرئيس الأوكراني تمسك بمطلب تقديم الولايات المتحدة ضمانات أمنية لبلاده، قبل عقد أي صفقة أو مفاوضات سلام.
