أكد سفير روسيا لدى الكويت فلاديمير جيلتوف، استمرار التعاون بين روسيا والكويت في مختلف المجالات، ومنها الأمني والعسكري والتدريبات المشتركة، كاشفا عن زيارة فريق من القوات الخاصة الكويتية لروسيا الصيف المقبل. كما لفت الى انتهاء تدريبات مشتركة في الكويت منذ 10 ايام تقريبا، بين قوات من الحرس الوطني الروسي وقوات خاصة كويتية، مشددا على أهمية التدريبات العسكرية المشتركة في رفع جاهزية القوات المسلحة لأي دولة.
جاء ذلك في ردود السفير جيلتوف على أسئلة الصحافيين، خلال الاحتفال الذي أقامته السفارة الروسية في البلاد، بمناسبة عيد «المدافع عن الوطن»، والذي يحتفل به الروس في الثالث والعشرين فبراير سنويا منذ مئة عام، داخل روسيا وفي سفاراتها بالخارج.
وتقدم السفير الروسي بالعزاء للكويت قيادة وحكومة وشعبا، في شهيدي الواجب من منتسبي القوة البرية الكويتية، اللذين وافتهما المنية الأربعاء الماضي، أثناء تنفيذ تمرين رماية ليلية بالذخيرة الحية، لافتا الى ان العمل العسكري محفوف بالمخاطر، وتحدث مثل هذه الحوادث بين فترة وأخرى في أي دولة.
وعن المباحثات بين الوفدين الروسي والامريكي ، التي عقدت في الرياض الثلاثاء الماضي، والتفاؤل بالنتائج، أوضح السفير جيلتوف، ان كلمة تفاؤل غير دقيقة، حيث ان اوروبا و أوكرانيا تعانيان من حالة من الاحباط، وهذا الشيء كان متوقعا نظرا لوجود العديد من اللاعبين الخارجيين، في المعادلة الأوكرانية، مشيرا إلى أن هذه الأطراف الخارجية المؤثرة على كييف لديهم طموحات وأفكار تدور حول كيفية إضعاف روسيا وإجبارها على التراجع.
أضاف أنه مع القيادة الأمريكية الجديدة الوضع سيختلف، حيث إن الرئيس ترامب يمتلك أفكارا مختلفة، وهو لا يدافع عن روسيا ولكنه يدافع عن مصلحة أمريكا، مشيرا إلى أن طريق التسوية مع اوكرانيا مليء بالعقبات والمطبات الاصطناعية وغير الاصطناعية، فالتسوية لا تزال بعيدة، وهناك عوائق كبيرة تقف في سبيل الهدف المرجو، وهو الوصول الى اتفاق يضمن توفير الأمن للجميع .
وردا على سؤال عن الثقة الروسية في المملكة العربية السعودية، قال السفير جيلتوف: إن القيادة السعودية تتسم بالحكمة وما نقوله عنها يقال عن الدول الشريكة الأخرى، لافتا الى الضغوط العديدة التي تمارس على الدول التي لا تدعم الموقف الغربي في المسألة الاوكرانية، ولذلك فإن المملكة العربية السعودية تمارس النهج الحكيم الذي يصب في صالح المملكة، حيث ان القيادة السعودية تضع مصلحة المملكة فوق اي اعتبار.
أضاف أن العلاقات الروسية- السعودية، ليس فيها ما يمنعنا من الوصول إلى الأهداف المرجوة، ولعل الحديث بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الامير محمد بن سلمان، فيما يخص استضافة السعودية للمشاورات الروسية - الأمريكية ، خير دليل على ثقة الطرفين الروسي والأمريكي في القيادة السعودية.
وتابع : نرى ان من كانوا وراء الانقلاب العسكري في أوكرانيا بهدف تعزيز قدرات الجيش الأوكراني على مدى 8 سنوات حاليا يشعرون بحالة من الهستريا
والإحباط .
وعن تطور الاحداث بالنسبة للقضية الفلسطينية وتحديدا غزة، وصف جيلتوف القضية الفلسطينية بأنها «بالغة الصعوبة والتعقيد»، نظرا للعوامل الداخلية والتدخلات الخارجية والتي تحمل للأسف رغبة اكيدة لطرد وتشريد الفلسطينيين، موضحا ان روسيا مع الشعب الفلسطيني ومع حقه في الوجود في ارضه ومسقط رأسه، مؤكدا ان ما تم اعلانه من مواقف القيادات العربية خير دليل انه لا مجال للتراجع.
وشدد على ان الشعب الفلسطيني يستحق حياة كريمة على ارضه، وروسيا تتمنى وحدة الصف العربي وان يكون هناك الصوت العربي الواحد لرفض كل محاولات استبدال التسوية الحقيقية للقضية الفلسطينية بسيناريوهات وهمية، وفرضها من أجل تصفية القضية الفلسطينية و تفريغها من محتواها ودفنها .
وبشأن ما تتداوله وكالات الأنباء عن قرب انتهاء الوجود الروسي في سوريا، لعزم موسكو نقل قواتها ، قال: حينما كنت سفيرا في السودان كانت أتلقى الكثير من الأسئلة عن مستقبل العلاقات الروسية - السودانية ، بعد ما حصل في العام 2019، وكانت إجابتي دوما: نهر النيل يجري تحت جميع الانظمة، ونهر الفرات ايضا سيجري تحت جميع الأنظمة ، ولذلك مهما كان حجم التوترات الداخلية في سوريا، فستظل روسيا موجودة ، بفضل تعاطف الشعبين الروسي والسوري، بغض النظر عن الانتماءات السياسية.
وعن تخوف البعض ان يؤدي تغيير النظام في سوريا الى عودة الجماعات الإرهابية إلى المنطقة، قال :ان الطريق إلى جهنم مفروش بالنوايا الطيبة، والانقلاب او الاطاحة بالنظام دائما ما تكون نتائجه عكسية و يؤدي إلى اضطرابات وحروب أهلية وهناك نماذج في المنطقة تؤكد هذا الكلام، مشيرا الى ان روسيا عانت من الثورات وعاشت 3 منها مضيفا: اتذكر هنا مقولة للكاتب توماس كارلايل: ل الثورات يصنعها المثاليون، وينفذها المتعصبون، ويسرق الأوغاد ثمارها.
