
«وكالات»: مع انطلاق المحادثات حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي في غزة، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أنها مستعدة للإفراج عن كل الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة.
وقال المستشار الإعلامي لرئيس حماس طاهر النونو إن الحركة، مستعدة لإطلاق سراح كافة الإسرائيليين المحتجزين في القطاع، خلال المرحلة الثانية، وليس على دفعات كما كانت الحال في المرحلة الأولى.
أضاف أن الحركة «أبلغت الوسطاء بهذا الموقف». وأوضح أن هذه الخطوة تأتي «للتأكيد على جدية حماس، واستعدادها التام للمضي قدما في إنهاء هذا الموضوع ،وكذلك المضي في خطوات تثبيت وقف إطلاق النار وصولا للوقف المستدام».
لكنه لم يوضح عدد الإسرائيليين الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس أو فصائل مسلحة أخرى في قطاع غزة، ولا عدد الأحياء منهم بعد انتهاء المرحلة الأولى للتبادل، وفق ما أفادت وكالة فرانس برس.
غير أن مصدرا آخر في حماس قال إن «الحركة لم تفصح عن عدد الأسرى المتبقين، الأحياء أو الأموات منهم، والمعلومات بشأنهم خاضعة للتفاوض في إطار المرحلة الثانية»
أتى ذلك، بعدما أكد رئيس الحركة في غزة خليل الحية أمس، أن حماس ستسلم اليوم الخميس جثث أربع إسرائيليين قتلى، وتطلق سراح 6 أحياء بعد غد السبت.
يذكر أنه وفق اتفاق وقف النار الهشّ، يتمّ خلال المرحلة الأولى إطلاق سراح 33 محتجزا إسرائيليا في غزة مقابل 1900 أسير فلسطيني في سجون إسرائيل،
على أن تشهد المرحلة الثانية التي من المقرّر أن تبدأ في الثاني من مارس، إطلاق سراح جميع الأسرى وإنهاء الحرب.
ومنذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في يناير الماضي، دأبت «حماس» على إطلاق 3 محتجزين إسرائيليين أسبوعياً، مقابل إفراج إسرائيل عن عشرات الفلسطينيين، ذ أفرجت حماس، السبت الماضي، عن 3 إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 369 فلسطينيا من السجون الإسرائيلية، ليرتفع عدد الذين أطلقتهم منذ بدء المرحلة الأولى من الاتفاق إلى 19 محتجزا حياً من أصل 33 إسرائيلياً، إلى جانب 5 تايلانديين تم تسليمهم في عملية إطلاق سراح غير مقررة. فيما بقي حالياً 73 إسرائيلياً في غزة، يعتقد أن نصفهم فقط على قيد الحياة، حسب تقديرات إسرائيلية.
في سياق متصل، أفادت هيئة البث الإسرائيلية، مساء الثلاثاء، بأن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو قرر البدء رسمياً في محادثات المرحلة الثانية، لكن الهيئة أكدت أن نتنياهو معني بتحقيق عدة أهداف خلال المباحثات، وهي نزع السلاح في قطاع غزة وإزالة حركة حماس، دون توضيح التفاصيل، فيما أعلنت حركة حماس، مساء الثلاثاء، رفضها نزع سلاح «المقاومة» أو إبعادها عن غزة، مشددة على أن أي ترتيبات لمستقبل القطاع ستكون «بتوافق وطني» فلسطيني.
وقال المتحدث باسم حماس حازم قاسم، في بيان، إن «اشتراط الاحتلال إبعاد حماس عن القطاع حرب نفسية سخيفة».
أضاف أن «خروج المقاومة من غزة أو نزع سلاحها أمر مرفوض»، وشدد على أن «أي ترتيبات لمستقبل قطاع غزة ستكون بتوافق وطني». وأعلنت حماس، أمس الثلاثاء، اعتزامها تسليم أربعة من جثامين محتجزين إسرائيليين، الخميس المقبل، وستة أسرى أحياء، السبت المقبل، على أن تفرج تل أبيب، السبت، عمَّن يقابلهم من أسرى فلسطينيين.
في السياق ذاته، كشفت مصادر مصرية أن مشاورات موسعة تجرى بين القاهرة وممثلين عن الاتحاد الأوروبي بشأن صياغة آلية شراكة وإشراف على لجنة مؤقتة يشكلها المصريون من شخصيات فلسطينية مستقلة لا تتبع أياً من حركتي فتح وحماس أو السلطة الفلسطينية، لإدارة قطاع غزة بإشراف مصري مباشر ومتابعة أوروبية.
وأوضحت المصادر أن القاهرة توصلت لتفاهمات مع حركة حماس بالابتعاد عن كافة مظاهر الإدارة المدنية في القطاع بما فيها الجانب الأمني، مؤكدة أن الحركة أبدت مرونة وتعاوناً في هذا الجانب.