
بات في حكم المؤكد، تأجيل القمة العربية المصغرة، التي كان مقررا أن تستضيفها العاصمة السعودية، بعد غد «الخميس»، يوما واحدا، لتعقد الجمعة المقبل، وذلك بهدف مناقشة الرد على خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول مستقبل قطاع غزة، فيما كشفت مصادر سعودية لوكالة «فرانس برس» عن توسيع القمة لتشمل دول مجلس التعاون الخليجي الستّ، إلى جانب مصر والأردن.
وكان من المقرر أن يجتمع قادة خمس دول عربية، هي «السعودية ومصر والأردن والإمارات وقطر»، إلى جانب الفلسطينيين «5 +1» في الرياض، للتوصل إلى ردّ على خطة ترامب بشأن غزة، قبل أيام من قمة عربية مرتقبة في القاهرة.
المصادر ذاتها أشارت إلى أنّ «دولة خليجية وازنة أبدت امتعاضها لاستبعادها من قمة الرياض، ما دفع القيّمين على المؤتمر لضم كافة دول الخليج»، من دون أنّ يسمي الدولة الخليجية.
يأتي ذلك فيما يسود توجّه لتأجيل موعد القمة العربية الطارئة التي كانت مقررة في القاهرة في 27 فبراير الجاري، لأسباب سياسية ترتبط بتوفير مزيد من الوقت لصياغة تصوّر عربي بشأن ملف قطاع غزة، وتعذّر حضور عدد من القادة العرب في التاريخ المذكور.
وكشفت مصادر دبلوماسية عربية، أن تاريخ الرابع من مارس المقبل، يبدو هو التاريخ المحتمل لعقد القمة، موضحةً أن هذا التأجيل مرتبط بثلاثة عوامل؛ أولها إتاحة مزيد من الوقت لصياغة تصوّر عربي بشأن ملف غزة ومستقبلها وخطة إعادة الإعمار، وثانيها إقناع كل القادة العرب بالمشاركة في القمة بعد تردد بعض القادة في الحضور، إضافة إلى محاولة الحصول على تفاهمات مع الأطراف الفلسطينية الأساسية حول مستقبل قطاع غزة.
وكانت وكالة «رويترز» قد نقلت عن عشرة مصادر أن السعودية تقود جهوداً عربية عاجلة لإيجاد خطة بشأن مستقبل غزة في مواجهة خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتهجير سكانها، ومن المقرر مناقشة الأفكار المبدئية خلال اجتماع في الرياض. وقالت خمسة من المصادر إن المقترحات قد تتضمن صندوق إعادة إعمار بقيادة دول الخليج، واتفاقاً لتنحية حركة حماس جانباً.
وبحسب «رويترز»، تنتاب السعودية وحلفاءها في المنطقة العربية حالةٌ من الفزع إثر خطة ترامب «لتطهير» غزة من الفلسطينيين وإعادة توطين معظمهم في الأردن ومصر، وهو الطرح الذي رُفض من القاهرة وعمّان فوراً، وتنظر إليه معظم دول المنطقة على أنه سيزعزع الاستقرار بشدة.
أضافت المصادر أن «الفزع تفاقم في السعودية لأن الخطة ستنطوي على رفض طلب المملكة بمسار واضح للدولة الفلسطينية شرطاً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، وهو الأمر الذي من شأنه أن يمهد الطريق أيضاً لاتفاق عسكري طَموح بين الرياض وواشنطن، سيعزز بدوره أنظمة دفاع المملكة في مواجهة إيران»، وفقاً لـ «رويترز».
من جهة أخرى، التقى سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لسعودي الأمير محمد بن سلمان أمس، وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الذي يزور الرياض من أجل الاستعداد للاجتماعات التحضيرية اليوم، لترتيب ملفات القمة المرتقبة بين الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، بعدما اتفقا على بدء محادثات سلام حول أوكرانيا، بحضور الأمير محمد بن سلمان.
كما التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، نظيره الأميركي ماركو روبيو في الرياض، حيث بحث الوزيران العلاقات الثنائية وعدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.