مع انتهاء الجولة السادسة لتبادل الأسرى بين قوات الاحتلال و«حماس»، أمس، بتسليم 3 أسرى إسرائيليين، مقابل الإفراج عن 369 أسيرا فلسطينيا، في اطار المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين الجانبين، رأت مصادردبلوماسية مخضرمة في القاهرة، ان الاسبوعين، الجاري والمقبل، بمثابة نقطة مفصلية في أحداث المنطقة العربية، وتحديدا القضية الفلسطينية، وخصوصا ما يتعلق بقطاع غزة ، مع التفاؤل الحذر بهدوء، يخفف من حدة ما ظهر من تصريحات أمريكية وإسرائيلية خلال الأسابيع القليلة الماضية
وتفصيلا، توقعت المصادر، في تصريح لـ «الصباح»، أن تعقد القمة العربية المصغرة بالرياض آخر الاسبوع الجاري، وربما في 20 فبراير، حسب المعلومات المتداولة، حيث لم تصدر الدولة المضيفة اي بيان حتي الآن عن التاريخ،
أضافت المصادر: في رأينا أن تحديد موعد القمة العربية المصغرة التي تضم قادة السعودية ومصر والأردن والامارات وقطر، يوم الخميس المقبل، يتناسب مع انتهاء جولة وزير الخارجية الأمريكي تامي بروسو بالمنطقة ،التي وصلها امس ليزور « دولة الاحتلال « ثم الامارات وقطر، وتنتهي بالسعودية الثلاثاء المقبل، ومن ثم تتفرغ العواصم: الرياض، القاهرة، عمان ، ابوظبي والدوحة، للقمة العربية المصغرة بالرياض.
المصادر ذاتها أوضحت أن التصور المصري لإعادة إعمار قطاع غزة، سيكون مطروحا على طاولة القمة الخماسية، تمهيداً لطرحه على قمة القاهرة في 27 الجاري، لافتة إلى ان هذا التصور يرتكز على ابقاء السكان على أرضهم، بما يتسق مع الحقوق الشرعية والقانونية لهم، مع تقسيم غزة إلى 3 مناطق إنسانية لكل منها مخيم كبير تتوفر فيه الكهرباء والماء، وإدخال المنازل المتنقلة للإقامة لمدة 6 شهور، وهي نفس مدة رفع الركام. بعد ذلك تأتي مرحلة مد البنية التحتية من مياه وكهرباء وصرف صحي ومحطات تحلية وخطوط الاتصالات، يعقب ذلك، تخطيط القطاع عمرانيا ، ثم بناء الوحدات السكنية والخدمات اللازمة.
وعن التكلفة، توقعت المصادر أن تتم من خلال مؤتمر دولي، بمشاركة عربية وخليجية واسلامية واوربية، وإسناد التنفيذ لنحو 25 شركة من شركات متعددة الجنسيات متخصصة في مجالات التخطيط والتشييد والبناء، وذلك في غضون العام ونصف العام.
وشددت على ضرورة ان يتضمن التصور المصري، والاتفاق العربي على مستقبل إدارة قطاع غزة وتواجد حركة حماس والحركات الاخرى، حتى لا تكون هناك ذريعة لقوات الاحتلال في « قلب الطاولة والعودة الى نقطة الصفر «.
أضافت أن التصور المصري بعد الاتفاق عليه، يحتاج الى حشد عربي كبير، وهذا ما يتوقع من القمة العربية الاستثنائية التي تستضيفها القاهرة في 27 فبراير الجاري، وخصوصا اذا تمت دعوة تكتلات أخرى للمشاركة فيها.
وعن محادثات وزير الخارجية الأمريكي تامي بروسو في المنطقة، توقعت المصادر، ان يكون الوضع في غزة، المحور الرئيس في هذه اللقاءات، وخصوصا ما يتعلق بما يسمى بالتهجير القسري لسكان القطاع الى دول أخرى، حسب التصريحات الأميركية والاسرائيلية، ولكن سيسمع الوزير بروسو الرفض القاطع من الرياض والدوحة وابوظبي. وفي الوقت نفسه، إبلاغه بوجود خطة مقترحه من مصر، تناقش تفاصيلها في القمة العربية المصغرة التي تعقد في الرياض بعد نحو 48 ساعة من انتهاء جولته في المنطقة.
ولاحظت المصادر، انه في الوقت الذي «تأمل فيه حماس ان تبدأ خلال ايام محادثات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار «، سمعنا أمس ما يمكن تسميته بتوسعة الصراع من جديد بين قوات الاحتلال وحركة حماس، من خلال تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب « مع إسرائيل الآن في اتخاذ قرار بشأن ما ستفعله مع انقضاء مهلة الإفراج عن جميع الرهائن - حددها من قبل الساعة 12 ظهر أمس- واميركا تدعم القرار الذي تتخذه إسرائيل بشأن غزة «.
واشارت المصادر إلى ضرورة تطبيق مراحل وقف إطلاق النار في غزة والبعد عن صب الزيت على النار، من أجل العمل على تهدأة الأجواء لمحادثات اشمل لصالح مسيرة السلام.