![](/media/cache/9f/17/9f17212ec19c255a5f2aecb23145fec6.jpg)
«وكالات»: اختلطت الأوراق في منطقة الشرق الأوسط، بصورة غير مسبوقة، خلال الساعات القليلة الماضية، ما بين زيارة ملك الأردن عبد الله الثاني للولايات المتحدة، واجتماعه بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في البيت الأبيض، وما صدر عنهما من تصريحات خلال مؤتمرهما الصحافي، أثارت الكثير من اللغط، إلى إعلان القاهرة بأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قرر تأجيل زيارته لواشنطن، وليس انتهاء بالتهديد الخطير الذي صدر عن مصادر إسرائيلية، باحتمالات قيام إسرائيل بضرب السد العالي في أسوان المصرية، ورد مسؤولين مصريين بأن «الجزاء سيكون من جنس العمل»، ومطالبة ووزير الدفاع المصري للجيش الثاللث الميداني بـ «الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية»
على صعيد زيارة العاهل الأردني لواشنطن، فقد أعرب الملك عبد الله الثاني عن اعتقاده بوجود طريق لإحلال السلام والرخاء في منطقة الشرق الأوسط.
وقال ملك الأردن على هامش لقائه مع الرئيس ترامب أمس الأول- الثلاثاء-: «سندعم ترامب لتحقيق هذه الأهداف».
وعن استقبال الفلسطينيين في الأردن، قال الملك عبد الله: «يجب أن ننتظر لنرى خطة من مصر»، مشيرا إلى أن المملكة ستستقبل ألفي طفل مريض من قطاع غزة، مضيفا : «علي أن أعمل ما فيه مصلحة بلدي».
وأشار إلى أنه سيكون هناك رد من عدة دول، وأن العرب سيأتون إلى الولايات المتحدة برد على خطة ترامب بشأن غزة.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي ترامب، إن الفلسطينيين سيعيشون بأمان في مكان آخر غير قطاع غزة، «وأدرك أننا قادرون على التوصل إلى حل».
أضاف: «سندير غزة بشكل صحيح للغاية ولن نشتريها»، وتابع: «سنسيطر على غزة».
وقال ترامب: «أعتقد بنسبة 99% أننا سنتمكن من إنجاز شيء مع مصر أيضاً». وأردف قائلاً: «أعتقد أنه ستكون هناك قطع من الأرض في الأردن ومصر يمكن أن يعيش فيها الفلسطينيون».
وذكر أن الولايات المتحدة تقدم أموالاً كثيرة للأردن ومصر، لكنها لن تصدر تهديدات بشأنها.
ورداً على سؤال عن السلطة التي تخول له السيطرة على غزة، قال الرئيس الأميركي: «بموجب السلطة الأميركية».
وذكر ترامب أن التطوير المنتظر لقطاع غزة بعد فترة طويلة من الوقت الحالي سيجلب وظائف كثيرة لمنطقة الشرق الأوسط.
ونفى ترامب احتمالية تنفيذه مشروعات تنموية بصفة شخصية في غزة، رداً على سؤال حول ذلك الأمر.
وقال الرئيس الأمريكي إنه لا يعتقد أن حركة حماس الفلسطينية ستلتزم بيوم السبت كموعد نهائي للمهلة التي حددها لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
أضاف: أنه «لا بد لحماس من إطلاق سراح جميع الرهائن بحلول السبت».
ورداً على سؤال عن ضم إسرائيل للضفة الغربية، قال الرئيس الأمريكي: «الأمر سينجح».
وفي منشور له على منصة إكس بعد اللقاء، قال ملك الأردن: «أعدت التأكيد على موقف الأردن الثابت ضد التهجير للفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وهذا هو الموقف العربي الموحد. يجب أن تكون أولوية الجميع إعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، والتعامل مع الوضع الإنساني الصعب في القطاع».
من جهة أخرى تحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن سيناريو محتمل لضرب السد العالي في أسوان بمصر، مستخدما تقنيات لوضع تصور كارثي للتداعيات التي قد تترتب على مثل هذا الهجوم.
ونشر موقع «نزيف» الإسرائيلي، المتخصص في الشؤون العسكرية، تصورا مفترضا لكيفية تنفيذ هجوم صاروخي يستهدف السد العالي، بهدف إحداث انهيار جزئي أو كامل يؤدي إلى تدفق كميات هائلة من المياه أسفل نهر النيل، ما قد يتسبب في دمار هائل يمتد من أسوان إلى القاهرة.
من جانبه، رد الخبير العسكري والاستراتيجي المصري والمستشار في كلية القادة والأركان، اللواء أركان حرب أسامة محمود كبير، في تصريحات لـ»العربية.نت» و»الحدث.نت»/ مؤكدا أن مثل هذه التصريحات العبثية غير المسؤولة لا يعتد بها من الأساس ولا يوضع لها أي اعتبار بالمرة».
أضاف الخبير العسكري المصري أن الموقع الإعلامي الإسرائيلي غير معروف وليس له وزن إعلامي مسموع، وحتى وإن كان، فإن إسرائيل نفسها لا يتأتى ولن يخطر ببالها فعل كهذا يوما من الأيام، مشيرا إلى أنه حتى وإن حدث وفكرت فأصبح وقتها من العبث السياسي الفج إن لم تدع في تقديرها عواقب وخيمة وغير محتملة حال تنفيذ مثل هذا كفعل.
وتابع اللواء كبير: «إنه في يناير عام 2001 تجرأ من يدعى إفيغدور ليبرمان رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» في ذلك التوقيت عندما تلفظ برعونة وقال يمكن لإسرائيل ضرب السد العالي إن أرادت، وعلى الفور خرجت عليه الصحافة الإسرائيلية الحكومية، ومنها «هآرتس وإسرائيل ها يوم» ومعهما القناة الثانية الإسرائيلية الرسمية لتنتقده وتعنفه تعنيفا شديدا، متهمة إياه بوصفه بالمراهق السياسي».
وأردف: «إن الرد المصري كان كالعادة ملائما ومناسبا لمستوى القول وبما يتناسب معه، وكان الرد فقط من خلال أغنية نالت شهرة عالمية وصلت إلى أميركا نفسها بل وتحدث عنها ضاحكا إلى قناة CNN بيل كلينتون الرئيس الأميركي بذلك التوقيت».
وختم قوله «إذن سيكون العقاب من جنس العمل».
في الأثناء، طالب وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد المجيد صقر، الثلاثاء، الجيش الثالث الميداني بالحفاظ على أعلى درجات الجاهزية القتالية تحت مختلف الظروف.
يذكر أن أبرز مهام الجيش الثالث الميداني تتمثل في تأمين محافظة سيناء وحدود مصر المتاخمة مع قطاع غزة.
إلى ذلك تتسارع الأحداث وتتوالى التصريحات بشأن قطاع غزة على مدى الساعات الماضية، في ظل اتفاق وقف لإطلاق النار على وشك الانهيار في أية لحظة، وضغط من الرئيس الأميركي دونالد ترامب على تنفيذ خطته التي تعتمد على تهجير أهل القطاع، وسط رفض وتنديد عربي وعالمي للفكرة من أساسها، ومطالبة بالبدء في تنفيذ حل الدولتين.
وفي غزة، رفضت حركة حماس طلبَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالإفراج عن جميع المحتجزين بحلول ظهر يوم السبت.
وأشارت حركة حماس إلى أن لغة التهدد تُعقدُ الأمور.
وقال القيادي في حماس سامي أبو زهري إن الالتزام بشروط الاتفاق الذي أُبرم قبل ثلاثة أسابيع هو السبيلُ الوحيد لضمانِ تسليم المحتجزين إلى إسرائيل.