![](/media/cache/bf/48/bf482fa3ab759d407a8457476c654968.jpg)
ازدان «العدل» في الكويت أمس بقصره الجديد، والذي افتتح تحت رعاية صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد، وبحضور ممثل سموه، سمو ولي العهد الشيخ صباح الخالد، ليشكل تتويجا لمسيرة مضيئة للعدالة الكويتية، ولقضائها الشامخ، الذي يمثل باستقلاله واستقامته ونصاعة سيرته، مصدر فخر وعز للكويت، على مدار تاريخها القديم والحديث.
وبعد أن تفضل سمو ولي العهد بإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية، لقصر العدل الجديد، ألقى رئيس المجلس الاعلى للقضاء، رئيس محكمة التمييز المستشار الدكتور عادل بورسلي كلمة، قال فيها: إن مبنى قصر العدل الجديد، هذا الصرح الرصين، يعد وبحق منارة للإنصاف والقسطاس في كويت الحق والعدل، وتحفة معمارية حديثة يحق لنا الفخر بها لما تمثله من نقلة حضارية متقدمة، بما اشتمل عليه من أحدث المرافق المزودة بأحدث التقنيات العصرية التي تهيئ لأعضاء السلطة القضائية أداء رسالتهم المقدسة في بيئة قضائية عملية مثالية متطورة.
وأشاد المستشار بورسلي باعتماد التقنيات والوسائل الإلكترونية الحديثة والتحول الرقمي، في كافة مجالات التقاضي، فضلا عن وسائل التيسير والراحة على جموع المتقاضين، بما يضارع إن لم يتفوق على كثير من الأنظمة المقارنة.
وأكد رئيس المجلس الاعلى للقضاء، إيمان القيادة والسلطات في دولة الكويت، بأن العدالة عقيدة ووفاق توافق عليها الحاكم والرعية، ينفذها أعضاء السلطة القضائية بمهارة واقتدار، فقدر القضاء والقضاة أن يكونوا دروعا واقية لحفظ الأمن القانوني للبلاد، وزجر من ينتهك النظام والقانون واللوائح، وردع كل من ينوي السير على دربه، لينعم الجميع بالأمن والطمانينة.
أضاف: إننا اليوم - وبمشيئة الله - ندشن فجر مرحلة جديدة متطورة في منظومة القضاء الكويتي، لكي يواكب التطور والتقدم المتسارع في مجال الأنظمة التقنية والذكاء الاصطناعي، وما يستلزمه ذلك من تجهيزات وبنية تحتية سيكون هذا القصر نواتها، فضلا عن تشريعات حديثة اجتهدنا قدر طاقتنا في صياغة بعضها وساهمنا في صياغة غيرها.
وقال المستشار بورسلي أيضا: إخواني وأبنائي أعضاء السلطة القضائية والأجهزة المعاونة، باسمكم جميعا نعاهد حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى، وسمو ولي العهد الأمين، والشعب الكويتي الكريم، أن هذا الدعم السخي سيقابله في الفترة المقبلة مزيد من بذل الجهد والعطاء والإخلاص، وإثراء أداء القضاء وصولا لتحقيق عدالة ناجزة وسريعة قوامها الحد من إطالة أمد التقاضي، وذلك بسرعة الفصل في القضايا دون إخلال بحق الدفاع وجودة الأحكام وكفاءتها، والسعي الدؤوب نحو إحقاق الحق وإرساء دعائم دولة القانون والاطمئنان والتؤدة والسكينة، التزاما بمستقبل أكثر عدلا، يكون الحق والقانون فيه أعلى من الجميع، وأن تصان الحقوق وتحترم الحريات.
واختتم المستشار بورسلي كلمته، مبتهلا إلى الله العلي القدير، أن «يحفظ سمو الأمير قائدا وأميرا ووالدا، ورمزا للحق والعدل والحزم، وأن يحفظ دولة الكويت وشعبها من كل الضرر والسوء، وأن يجعلها دائما وأبدا ملاذ أمن وأمان واستقرار وازدهار، في ظل القيادة الحكيمة لسموكم وسمو ولي عهدكم الأمين».
كما القى وزير العدل ناصر السميط كلمة بهذه المناسبة قال فيها: يسرني ويشرفني أن أقف أمامكم اليوم في هذا الحدث التاريخي، لافتتاح هذا الصرح القضائي الشامخ الذي يعد تجسيدا لرؤية الكويت في تعزيز العدالة وترسيخ سيادة القانون وضمان الحقوق والحريات.
وأكد السميط أن رعاية صاحب السمو أمير البلاد، وتشرفنا بحضور سمو ولي العهد لهذا الافتتاح، هو تأكيد على ما توليه القيادة السياسية من اهتمام بالغ بمرفق القضاء، باعتباره أحد الركائز الأساسية التي تقوم عليها دولتنا المباركة، جنبا إلى جنب مع الأمن، كما أكد صاحب السمو أمير البلاد، في خطابه السامي في العاشر من مايو الماضي.
أضاف: إننا في وزارة العدل وانطلاقا من التوجيهات السامية لقيادتنا الحكيمة، نضع اليوم أمامنا هدفا استراتيجيا لا يقبل التأجيل من خلال : - مراجعة التشريعات القائمة في البلاد وتطوير إجراءات التقاضي، وتبسيطها وتقليل المدد الزمنية للفصل في القضايا، وتوسيع نطاق التحول الرقمي في الخدمات القضائية لتسهيل وصول الجميع إلى العدالة بسرعة وكفاءة، بالإضافة إلى تعزيز آليات الرقابة والشفافية لضمان نزاهة القضاء واستقلاله بما يتماشى مع تطورات العصر واحتياجات الأفراد والمؤسسات سائلين الله التوفيق والسداد لما فيه خير البلاد والعباد.