في بيان كويتي قاطع مفاده «أن الكويت تقف مع السعودية في خندق واحد»، أعربت الكويت أمس،عن إدانتها ورفضها الشديدين للتصريحات المستنكرة من قبل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ضد السعودية.
وفي أثناء وصف الأمين العام لمجلس التعاون، هذه التصريحات بأنها لا تحترم المعاهدات الدولية وسيادة الدول، أعلنت القاهرة رسميا استضافة قمة عربية استثنائية 27 فبراير الحالي- يسبقها بيوم واحد الاجتماع الوزاري- لبحث تطورات القضية الفلسطينية، وفي الوقت نفسه تراجعت حدة التصريحات الأميركية بشأن التهجير القسري للفلسطينيين من «غزة «.
واختزلت مصادر دبلوماسية رفيعة المستوى في القاهرة لـ « الصباح « هذه الاحداث بالقول: «لقد انقلب السحر على الساحر « و» رب ضارة نافعة «.
وتفصيلا، أعربت الكويت عن إدانتها ورفضها الشديدين للتصريحات المستنكرة من قبل رئيس وزراء قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد المملكة العربية السعودية الشقيقة، مؤكدةً وقوفها الصلب مع المملكة في مواجهة كل ما يهدد استقرارها وسيادتها.
وأفادت وزارة الخارجية في بيان اصدرته امس «تؤكد دولة الكويت مجدداً رفضها لأية محاولات لتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق، مشيدةً بكافة الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وسائر الدول لاستعادة الشعب الفلسطيني الشقيق كافة حقوقه المشروعة، بما في ذلك إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
على الصعد نفسه، دان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي بأشد عبارات الإدانة والاستنكار تصريحات قوات الاحتلال الإسرائيلية ضد المملكة العربية السعودية، ومطالبتها ببناء دولة فلسطينية داخل الأراضي السعودية.
وقال إن هذه التصريحات الخطيرة وغير المسؤولة تؤكد نهج قوات الاحتلال الإسرائيلية في عدم احترامها للقوانين والمعاهدات الدولية والأممية .
وأكد الموقف الراسخ والثابت للمملكة ودول مجلس التعاون لدعم الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه المشروعة، والجهود الكبيرة والقيمة التي تبذلها المملكة العربية السعودية ودول المجلس في المحافل الإقليمية والدولية لدعم القضية الفلسطينية، والمتمثلة في ضرورة حل الدولتين، ودعم سيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ يونيو 1967م، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان عودة اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية.
وجدد الأمين العام دعوته للمجتمع الدولي للوقوف بشكل جاد وحاسم ضد هذه التصريحات الإسرائيلية العدوانية، التي تشكل تهديداً وخطراً على أمن واستقرار المنطقة والعالم أجمع.
وثمنت المملكة العربية السعودية، « ما أعلنته الدول الشقيقة من شجب واستهجان ورفض تام ما صرح بن بنيامين نتنياهو بشأن تهجير الشعب الفلسطيني من ارضه، كما تثمن المملكة هذه المواقف التي تؤكد على مركزية القضية الفلسطينية لدى الدول العربية والإسلامية».
وعربيا ، قالت وزارة الخارجية المصرية أمس الأحد، إن القاهرة ستستضيف قمة عربية طارئة في 27 فبراير الجاري لبحث التطورات «المستجدة والخطيرة» للقضية الفلسطينية.
واضافت : وتأتي القمة وسط تنديد إقليمي وعالمي واسع النطاق لاقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب «السيطرة على قطاع غزة» من إسرائيل وإنشاء ما وصفها «بريفييرا الشرق الأوسط» بالقطاع بعد إعادة توطين الفلسطينيين في أماكن أخرى.
وعودة إلى المصادر الدبلوماسية الرفيعة المستوى في القاهرة، فقد أكدت لـ «الصباح « أن المواقف العربية التي ظهرت في التصريحات الصحافية قبل انعقاد القمة، والموافقة الجماعية على تلبية دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي، والمشاركة الجماعية من الزعماء العرب - ملكا او رئيسا او أميرا او وليا للعهد - تؤكد الشعور بمدى خطورة التصريحات الأميركية والاسرائيلية على كل الدول العربية وليست فقط المجاورة للاحتلال.
وأضافت: من المؤكد أن قمة القاهرة ستجمع على موقف عربي قوي لمواجهة التحديات الراهنة والوقوف صفا واحدا ضد المؤامرات الاقليمية والدولية لتصفية القضية الفلسطينية من ناحية ، ومن ناحية أخرى رفض ما يدور في الاذهان بشأن ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد.
وحول ما اذا كانت قمة القاهرة ستناقش مستجدات عربية اخرى مثل المستجدات في سوريا ولبنان، اشارت المصادر الى ان كل الملفات العربية مفتوحة في اجتماع وزراء الخارجية العرب الذي سيلتئم في 26 فبراير الحالي، ويمكن لاي وزير خارجية طرح ما يراه بالنسبة لبلاده.
وعن حضور رئيس المرحلة الانتقالية في سوريا احمد الشرع للقمة، اكتفت المصادر بالقول» أليست سوريا ، عربية، وشارك رئيس النظام السابق في قمم سابقة، ولننتظر ونرى.
ومن المؤكد مشاركة وزير الخارجية السوري في اجتماع وزراء الخارجية العرب.
وتابعت المصادر:هذه القمة العربية الاستثنائية فرصة لتأكيد الدعم لسوريا ، وعودتها إلى الحضن العربي وكذلك الأمر بالنسبة للبنان.
وبشان دعوة تكتلات غير عربية لحضور قمة القاهرة، أعادت المصادر ما ذكره وزير خارجية الكويت عبدالله اليحيا في تصريحاته بـ «عزايز « من أن هذا الأمر قيد الدراسة، مستدركة « ارى ان دعوة من يمثل تكتلات الدول الإسلامية والإفريقية والاوروبية والاسيوية وغيرها يصب في صالح الموقف العربي ضد التحديات الكبيرة الراهنة .
وختمت المصادر حديثها لـ « الصباح « بإعادة ما بدات به، بقولها «لقد انقلب السحر على الساحر،» إضافة الى ما يقال في المثل « رب ضارة نافعة «.